الرباط ــ المغرب اليوم
بعد مرور أزيد من أربعة أشهر على واقعة وفاة الشاب المغربي “محمد العلمي” في ظروف غامضة بمخفر الشرطة بمدينة “بالما دي مايوركا” الإسبانية، وصل أخيرا جثمانه الذي احتفظت به السلطات الإسبانية بغرض البحث، (وصل) إلى المغرب، حيث ووري الثرى يوم الجمعة الأخير بمدينة إفران التي ينحدر منها الشاب وعائلته.
هذا وجرت مراسيم دفن الشاب “محمد العلمي” البالغ من العمر قيد حياته 37 سنة، في أجواء من الخشوع والغضب، والتي عمت وسط عائلته وأقربائه وأصدقائه من المغرب، وآخرون قدموا من ألمانيا التي ولد فيها وترعرع، وذلك احتجاجا منهم على الحكم القضائي الإسباني الذي برأ شرطة مايوركا من تهمة الوقوف وراء مقتل الشاب المغربي، بسبب تلقيه ضربة قاتلة على مستوى الرأس، عقب اعتقاله في حانة اتهمه صاحبها بالتسبب في فوضى بداخلها.
وقال مصدر حضر مراسيم الدفن بمقبرة إفران، إن والد الضحية كشف للمشيعين والمعزين بالمقبرة، وهو يتحدث إليهم بنبرة حزينة، أن المحامي الإسباني، والذي أوكلت له العائلة الترافع لأجلها في قضية وفاة ابنها بمخفر الشرطة الإسبانية، نصحه بعدم استئناف الحكم، لضعف حظوظ وصوله إلى أية نتيجة تظهر حقيقة وفاة ابنه، قبل أن يصرخ الأب بين المشيعين، “حاولت أخذ حق ابني، وإظهار حقيقة وفاته لكنني فشلت، فالقضاء الإسباني برأ شرطته من دم ابني بدون أن يقدم الدليل على سبب وظروف وفاته الغامضة، بعدما اعتقلوه حيا وأخرجوه من مخفر الشرطة جثة هامدة”، يقول أب الشاب المغربي، والذي أضاف مخاطبا المشيعين، “الآن بعد معركة طويلة، تمكنا من نقل جثة محمد التي احتجزتها السلطات الإسبانية لغرض البحث لمدة طويلة، واليوم “دفناه لنرتاح، وليرتاح هو أيضا، بعدما تغير لون جثته إلى الأسود بسبب المدة الطويلة التي قضاها في مستودع الأموات بمايوركا”.
وتعود فصول هذا الحادث المأساوي التي هزت عائلة العلمي التي تنحدر من عائلة أمازيغية بضواحي مدينة إفران، ويستقر أفرادها بمدينة “أوفنباخ الألمانية”، والتي ولدوا فيها وترعرعو، قبل أن يقرر والدهم وأمهم العودة للعيش بمدينة إفران بعد حصول الأب على تقاعده، (تعود) إلى شهر أبريل الماضي، حين حل الشاب محمد العلمي رفقة صديقته الألمانية بمدينة مايوركا الإسبانية لقضاء عطلتيهما، والتي انتهت بحانة بالمدينة عقب اعتقال الشاب المغربي من قبل الشرطة الإسبانية، بسبب شكاية تقدم بها صاحب الحانة الذي اتهمته بإحداث الفوضى، حيث نقل من الحانة في حالة اعتقال إلى مخفر الشرطة والذي خرج منه جثة هامدة.
أشقاء عائلة محمد العلمي، وعقب إخبارهم من قبل صديقته الألمانية بأمر اعتقاله من قبل الشرطة الإسبانية بمايوركا، حلوا بالجارة الإيبرية قادمين إليها من ألمانيا، فيما طار أبوهم من إفران والتحق بهم، ليفاجؤوا بأن ابنهم توفي عقب أزمة قلبية مفاجئة، وهو ما ردت عليه العائلة باتهامها لعناصر الشرطة الإسبانية بتعريضه للتعذيب والضرب داخل مخفر الشرطة، عقب اعتقاله من الحانة، والتي أخرجوه منها وهو يمشي على رجليه ونقلوه إلى المخفر الذي لقي فيه مصرعه، حيث دخلت حينها القنصلية المغربية بمايوركا على الخط، وفتحت السلطات الإسبانية بحثا في الموضوع انتهى إلى أن الوفاة طبيعية، فيما برأ القضاء الشرطة الإسبانية من دم الشاب محمد العلمي، الذي رحل وحمل معه سر وفاته إلى الأبد.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر