الرباط - المغرب اليوم
على غرار الطيران التجاري، عانى طيران الأعمال من تداعيات أزمة فيروس كورونا المستجد بعدما اضطرت السلطات المغربية السنة الماضية إلى غلق الحدود الجوية للحد من تفشي الوباء.وخلال السنة الجارية، بدأت الشركات الفاعلة في هذا القطاع تستعيد عافيتها بشكل بطيء، لكن خسائر “سنة كورونا” لا يمكن تعويضها بسرعة، لأن الأمر يتطلب ثلاث إلى أربع سنوات على أقل تقدير.ويشكل طيران الأعمال فرعاً من نشاط النقل الجوي بالمغرب، وهو مخصص لنقل المسافرين تحت الطلب عبر طائرات خاصة أو يتم استئجارها، وذلك لفائدة لرجال الأعمال وكبار المسؤولين في الشركات.ويؤمن طيران الأعمال تنقلات سريعة بفضل تقليص الإكراهات المرتبطة بأوقات السفر والعبور ومدة التسجيل، كما أن مساطر المراقبة الخاصة به جد سريعة، وتكون ترتيبات الصعود إلى الطائرة شبه منعدمة، وهو ما يوفر ربحاً كبيراً في الوقت والمردودية.ويخضع نشاط طيران الأعمال بالمغرب لعدد من النصوص التنظيمية، على رأسها المرسوم 2.61.161 الصادر في يوليوز 1962 المنظم للطيران المدني، إضافة إلى قرار وزير النقل والملاحة التجارية رقم 544-00 الصادر في 2000 حول طريقة منح الرخصة.
ويجب على كل شركة ترغب في الحصول على رخصة لاستغلال خدمات جوية أن تضع ملفاً لدى المديرية العامة للطيران المدني بوزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، يتضمن عدداً من الشروط التقنية والمالية.ويأتي مطار مراكش – المنارة على رأس المطارات المغربية التي تقصدها وتنطلق منها رحلات الطائرات الخاصة، يليه مطار الرباط- سلا، إضافة إلى أكادير وطنجة وفاس والعيون والداخلة وبن سليمان.ووفق أرقام رسمية تعود لسنة 2018 فقد ارتفع عدد رحلات الطيران الخاص بمطارات المملكة إلى 9823 رحلة سنة 2018، مقارنة بـ9225 رحلة عام 2016؛ فيما ناهز عدد المسافرين حوالي 43.732 سنة 2018.ويؤكد الفاعلون في هذا الميدان أن قطاع الطيران الخاص بالمغرب يتوفر على مؤهلات واعدة بحكم الموقع الجغرافي للمملكة والدينامية الاقتصادية التي تعرفها، ناهيك عن توفرها على بنيات مطارية ذات جودة عالية.
رجال الأعمال وأعضاء الحكومة
يبلغ عدد الشركات العاملة في قطاع طيران الأعمال بالمغرب ثلاث شركات حالياً، وتقدم خدمات نقل الأشخاص والإسعاف الجوي، إضافة إلى خدمة الصيانة لرجال الأعمال المتوفرين على طائرات خاصة بهم.وبالنسبة لطارق مسعودي، المدير العام لشركة “إير أسيون” للطيران الخاص، فإن الإسعاف الجوي قطاع حيوي كان من الأجدر الترخيص له خلال جائحة فيروس كورونا السنة الماضية، لأنه مرتبط بالصحة العامة.وذكر مسعودي، ضمن تصريح ، أن خدمة الإسعاف الجوي تنقل المرضى المحتاجين لإسعاف فوري في الخارج، وهي خدمة بات الإقبال عليها كبيراً عبر العالم، وتساهم في دعم السياحة العلاجية، وبالتالي تعزيز رصيد العملة الصعبة.ورأت شركة “إير أسيون” النور سنة 2015، وهي تتوفر اليوم على خمس طائرات خاصة ومروحية واحدة، ويوجد ضمن زبائنها، إلى جانب رجال الأعمال، أعضاء الحكومة الذين يتنقلون في بعض الأحيان إلى مناطق بعيدة عن العاصمة الرباط.
كما يلجأ إلى شركات الطيران الخاص عدد من الوسطاء الدوليين المعروفين باسم “Brokers”، وهم بمثابة سماسرة على ارتباط بزبائن “vip”، يقدمون لهم عروضا تنافسية للنقل الجوي الخاص.وفي غالب الأحيان تكون رحلات شركات النقل الجوي الخاص داخل المغرب أو من وإلى إفريقيا وأوروبا، ويتم احتساب الأسعار بالساعة حسب نوع وفخامة الطائرة والوجهة وطول الرحلة.وتستعمل الشركات الخاصة عدداً من أنواع الطائرات متوسطة الحجم، أبرزها The Hawker 800 XPI، وهي طائرة معروفة ومثالية للوجهات متوسطة المدى، وتوفر تجربة طيران فاخرة في مقصورة واسعة بتسعة مقاعد.كما يستعمل طيران الأعمال طائرة CESSNA 650، وهي طائرة خاصة تحقق التوازن المثالي بين التكلفة والأداء والراحة، وهي مصممة للسفر الدولي وعبر القارات وتوفر سبعة مقاعد.
أما الطائرة الثالثة المعروفة في هذا المجال فهي “PIPER M500″، وهي تجمع بين الأداء، بحيث تعمل بالوقود النفاث، وأحدث التقنيات وميزات السلامة، وهي مخصصة للرحلات طويلة المدى والقصيرة على حد سواء، بخمسة مقاعد. سوق صغيرة يتفق الفاعلون في مجال طيران الأعمال على أن هذا القطاع مازال في بداياته بالمغرب مقارنة بالمستوى الذي وصل إليه في أوروبا وأمريكا، كما يؤكدون أنه قطاع صعب في ظل غياب مستثمرين.ويحمل الطيران الخاص في المغرب آفاقاً مستقبلية واعدة، خصوصاً مع انفتاح المغرب على القارة الإفريقية، بحيث بات عدد من المسؤولين والوزراء من دول عدة يلجؤون إلى خدمات الشركات المغربية العاملة في هذا المجال.وأشار محمد مسعودي، المدير العام لشركة “إير أسيون”، إلى أن الطائرات التي يتم وضعها رهن إشارة زبائن الشركة في مجال الإسعاف الجوي تتوفر على كل ما يلزم، من أطباء وممرضين وآليات صحية؛ ناهيك عن صندوق عازل لنقل المصابين بالأمراض المعدية.ونجحت الشركة المغربية خلال أزمة كورونا في ترحيل عدد من أبناء الجالية بفضل توفرها على المتطلبات الضرورية لنقل المرضى المصابين بهذا الفيروس؛ كما قررت اقتناء طائرات جديدة لتشجيع السياحة العلاجية نحو المغرب.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إقبال متزايد على الطائرات الخاصة المعدة للأغراض الاصطناعية في المغرب
مبيعات طائرات النخبة تنخفض بدفع من التباطؤ الاقتصادي العالمي
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر