قصص موجعة من حدوث الزلزال المدّمر وصرخات تحت الركام ورائحة الموت في كل مكان
آخر تحديث GMT 02:41:48
المغرب اليوم -

قصص موجعة من حدوث الزلزال المدّمر وصرخات تحت الركام ورائحة الموت في كل مكان

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قصص موجعة من حدوث الزلزال المدّمر وصرخات تحت الركام ورائحة الموت في كل مكان

الزلزال المدمِّر
الرباط - المغرب اليوم

على الطريق الضيقة في قعر الوادي بين جبال الأطلس، المؤدِّية إلى قرى إقليم الحوز، تصطف السيارات والشاحنات محملةً بالمساعدات للقرى المنكوبة جرّاء الزلزال المدمِّر الذي ضربها يوم الثامن من شتنبر الجاري وأودى بحياة نحو 3 آلاف شخص.حتى أيام قليلة، كانت الطريق مسدودة بالحجارة والصخور الضخمة التي انهارت من قمم الجبال بفعل الاهتزازات العنيفة. عملت السلطات طيلة الفترة الماضية مستعينةً بآليات ومعدات ثقيلة، لإزالة هذه الصخور وفتح الطريق أمام وصول المساعدات وفرق الإغاثة إلى القرى المدمَّرة.

على طول هذا المسار الضيّق الوعر المغطى بالأتربة والحصى، تنتصب خيام أُقيمت لإيواء السكان الذين دُمرت بيوتهم. تمر الطريق عبر عدد من القرى بإقليم الحوز وصولاً إلى قرية إيغيل، بؤرة الزلزال الرئيسية. بدا الدمار هائلاً في هذه المناطق الأكثر تضرراً بفعل الزلزال، إذ تداعت البيوت على رؤوس ساكنيها وتحولت المحال والمنشآت إلى أكوام من الركام.

في بؤرة الزلزال الرئيسية تقع قرية تلات نيعقوب التي تبعد نحو 100 كيلومتر جنوب مراكش. بدا مشهد الدمار هنا هائلاً. فقد سوَّى الزلزال بيوت هذه القرية التي تقع في بطن الوادي، بالأرض، وأحالها إلى كومة ضخمة من الركام المتناثر على جنبات الطريق. لم يَسلم بيت واحد هنا من فعل الهزات المدمِّرة حتى أضحت جميعها أثراً بعد عين.

عقب وقوع الزلزال، سدّت الانهيارات الأرضية الطريق المؤدية للقرية وحالت دون وصول فرق الإنقاذ والمساعدات. عملت السلطات لأيام على فتح الطريق لهذه المنطقة، وإيصال فرق الإنقاذ التي شرعت بشكل مكثف فور وصولها في البحث عن مفقودين وسط الخراب الذي عمَّ المنطقة. أفلحت الطواقم بانتشال عدد من الجثث فيما ظلت أعداد أخرى عالقة تحت جدران البيوت المدمرة وسقوفها المنهارة.

فوق ركام أحد البيوت المدمرة بالقرية، يجلس شاب في العشرينيات وحيدا مرتديا ملابس سوداء، يبكي عائلته التي قضى جميع أفرادها تحت الركام. كانت محاولة سؤال الشاب المفجوع حول تفاصيل ما حل بأهله صعبة للغاية. بدت أحماله ثقيلة للغاية ثقل الجبال الشاهقة التي تطل على قريته المدمرة.

ويضيف: «خرجت وأولادي مسرعاً للخارج. عدت بعدها لأنقذ زوجتي التي كانت نائمة في غرفة النوم. وجدتها ملقاة الأرض فقمت بجرّها إلى الخارج ثم ركضت مسرعاً لإنقاذ والديَّ اللذين يقطنان إلى جواري. سمعت صراخهما في الطريق إليهما قبل أن أدخل وأتمكن من إخراجهما».

يروي الشاب الذي كان يعمل نجاراً، كيف عاد بعد ذلك ليجد ابنة أخيه وزوجته مدفونتين تحت الركام. يقول: «بصعوبة شديدة وبعد عدة محاولات للحفر قمت بإخراجهما من تحت الأنقاض لتداهمنا هزة ارتدادية قفزت بعدها من الأعلى، ما أدى لإصابتي بكسر في قدمي».

يسرد تفاصيل موجعة لتلك اللحظات التي كان فيها يسمع صراخ جيرانه وأبنائهم تحت الأنقاض. يقول: «كنا نسمع صرخات جيراننا تحت الركام يطلبون النجدة». يروي بحسرة كيف أنه سمع جيرانه يطلبون المساعدة في لحظاتهم الأخيرة قبل وفاتهم، «سمعت صوت جاري وأبنائه يلفظون أنفاسهم تحت الحطام. مات جاري وثلاثة أولاد أصغرهم كان في الثالثة من عمره مع ابنتين أخريين».

«لقد كانت كارثة بكل ما للكلمة من معنى، إنها فاجعة»، يقول حسن، الذي يشير إلى أن نحو 75 شخصاً قضوا تحت الأنقاض في هذا الحي والذين عرفهم جميعاً منذ طفولته واعتاد العيش معهم. يشير بيده إلى مشتل صغير كان يُستعمل لعصر زيت الزيتون تفوح من بين حطام المنزل المجاور له رائحة الموت. يقول إن جثث سكان المنزل تعفنت تحت التراب قبل انتشالها من فرق الإنقاذ… يتحسر على ما حل بقريته قائلاً: «كان هذا المكان يضج بالحياة، بيد أنه تحول اليوم إلى كومة من الخراب».

على طرف شارع القرية تنتصب لافتة حديدية حمراء مكتوب عليها «منزل للبيع». من خلفها تداعى سقف البيت وانهارت جدرانه وتناثر بعض محتوياته وأثاثه وأنواره وحوائج أصحابه وسط الحجارة والأسلاك الحديدية. حمل سكان المنزل الذين لم نعرف مصيرهم آمالاً ببيع البيت والمضيّ في مشوار جديد، بيد أن الزلزال المدمِّر أحال آمالهم ومنزلهم إلى ركام.

خلف بيوت القرية، تقع سوق القرية الرئيسية. انهارت محالها جراء الهزات التي طالتها وتناثرت البضاعة داخلها وسط أكوام الحجارة. تبعثرت بعض سلال القش وأكياس القمح وغيرها من البضائع وسط السوق التي طالها خراب تام. نَجا بعض الأواني الفخارية التي ظلت منتصبة بشكل عجيب على رفّ أمام أحد المحال الذي انهار بالكامل، في السوق الخالية إلا من الركام بانتظار زبائن قد لا يأتون وبائع قد لا يعود.

قد يهمك ايضاً

الحكومة المغربية تدرس الخميس مرسوما يمنح أطفال ضحايا الزلزال صفة مكفولي الأمة

جدل حول قانونية الاقتطاع من الأجور لفائدة صندوق تدبير آثار الزلزال فى المغرب

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصص موجعة من حدوث الزلزال المدّمر وصرخات تحت الركام ورائحة الموت في كل مكان قصص موجعة من حدوث الزلزال المدّمر وصرخات تحت الركام ورائحة الموت في كل مكان



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
المغرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 15:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
المغرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 10:33 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
المغرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 17:36 2012 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

مجموعة للعناية بالشعر وتقويته

GMT 12:24 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أولمبيك آسفي يخطط لضم 4 لاعبين في الميركاتو

GMT 17:23 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

مشوار المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2018

GMT 02:35 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

عفاف شعيب سيدة شعبية في مسلسل "فوق السحاب"

GMT 19:13 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

Jacob & Co"" تطرح مجموعة جديدة من المجوهرات الفاخرة

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

موقع الواجهة البحرية في "رامسغيت" يتحول إلى إبداع فني

GMT 10:01 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

آخر الاتجاهات المميزة في عالم الموضة لعام 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib