الجزائر – ربيعة خريس
انطلقت على حدود الجزائر مع دول موريتانيا والنيجر ومالي وأجزاء واسعة من بوركينافاسو, مساء الخميس, عملية عسكرية ضخمة بإسناد أميركي وفرنسي, تستهدف أخطر التنظيمات الإرهابية التي تنشط بالقرب من حدود الجزائر. وحسب المعلومات الأمنية المتوفرة, فإن تعداد القوات المشتركة في العمليات العسكرية فاق 30 ألف من جنود الدول الخمس مع حوالي 4 آلاف جندي فرنسي, وتضم القوة قوات من مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو وموريتانيا وتتولى مهمة حراسة المنطقة بالتعاون مع أربعة آلاف جندي فرنسي ينتشرون هناك منذ تدخل فرنسا في شمال مالي عام 201 لمواجهة التمرد في شمال البلاد.
وأطلقت القوة العسكرية المدعومة من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية حملة عسكرية كبيرة في 28 أكتوبر / تشرين الأول الماضي بسبب تنامي الاضطرابات في منطقة الساحل الصحراوي, خاصة بعد أن أعلن عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين من القوات الخاصة بداية أكتوبر / تشرين الأول في كمين نصبه إرهابيون مدججون بالسلاح قدموا من دولة مالي, وتعتبر هذه هي المرة الأول التي يتم الإقرار فيها بوجود جنود أميركيين في المنطقة.
وسيتم تنفيذ هذه العملية العسكرية عبر مراحل, المرحلة الأولى تتعلق بضبط الحدود المشتركة بين الدول الخمس, ومباشرة بعدها يتم رفع التنسيق الأمني والعسكرية المباشر بين هذه الدول, ثم الانتقال في المرحلة الثالثة إلى تنفيذ عمليات عسكرية ضد تنظيم " أنصار الإسلام والمسلمين " الذي أعلن عن ميلاده في شهر مارس / آذار الماضي, وهو التنظيم الذي وحد إرهابيي منطقة الساحل الأفريقي. ويضم التنظيم الجديد الجديد جماعة "أنصار الدين"، و"إمارة الصحراء الكبرى" (ستة كتائب تابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي)، وكتيبة "المرابطون" (جناح الجزائري مختار بالمختار)، وكتائب "ماسنا". وكانت هذه التنظيمات المسلحة الناشطة في شمال مالي قد حاولت الاندماج لمواجهة التدخل الفرنسي ضد هذه الجماعات مطلع عام 2013، لكن خلافات قادتها وأدت مشروع الاندماج واقتصر التعاون على التحضير للعمليات العسكرية وتنفيذها.
وحسب البيان الذي صدر عن القوة العسكرية التي تشترك فيها ثلاثة بلدان, أن العملية تهدف إلى فرض السيطرة في منطقة الحدود الثلاثة هذه لمحاربة الجماعات المسلحة والتهريب لتهيئة المجال لإعادة قدر من الأمن المطلوب لنشر الطمأنينة بين السكان, ومن المرتقب أن تنسق عملها مع قوة حفظ السلام الدولية التابعة للأمم المتحدة في مالي.
وكانت الجزائر قد رفضت مقترحين تقدمت بهما الولايات المتحدة الأمريكية يقضيان بالمشاركة في عملية عسكرية لملاحقة التنظيمات الإرهابية التي تنشط في دولة النيجر. وكشفت تقارير صحافية, اليوم الخميس, أن المقترحين تقدمت بهما الولايات المتحدة الأمريكية في يونيو / تموز وأكتوبر / تشرين الأول الماضي, يقضيان بمشاركة وحدات عسكرية جزائرية في عمليات ملاحقة لمجموعة مسلحة بايعت تنظيم الدولة الإسلامية " داعش ".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر