الدار البيضاء - جميلة عمر
شارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القمة العربية- الإفريقية في غينيا الاستوائية، في الوقت الذي أعلن فيه المغرب، وثماني دول عربية انسحابهم بسبب إصرار الاتحاد الإفريقي على مشاركة وفد من "البوليساريو" في أعمال القمة، ولم يتردد السيسي في التمسُّك بمشاركته، رغم انسحاب حلفائه الخليجيين تضامنًا مع المغرب.
ويرى متابعوا الموقف أن مشاركة السيسي في القمة العربية الإفريقية، إلى جانب "البوليساريو"، تضفي مزيدًا من الضبابية على موقف القاهرة من الوحدة الترابية للمغرب، خاصة وأنها تأتي بعد مشاركة وفد من البوليساريو، برئاسة خطري آدوه، في الاجتماع الذي جرى بين برلمان عموم إفريقيا والبرلمان العربي في مدينة شرم الشيخ مؤخرا، الشيء الذي اعتبره مراقبون بمثابة استفزاز للمغرب، خاصة بعد استقباله من طرف رئيس البرلمان المصري. وتؤكد مشاركة السيسي في القمة العربية الإفريقية، أن وفد "البوليساريو" الذي شارك في اجتماع شرم الشيخ وحظي باستقبال رسمي، كان فعلا مدعوا من القاهرة.
وكشف بلاغ لوزارة الخارجية المغربية أن الدول التي أعلنت انسحابها احتجاجا على مشاركة الجمهورية الوهمية هي "المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ودولة قطر وسلطنة عمان والمملكة الأردنية الهاشمية والجمهورية اليمنية والصومال. وأوضح البلاغ، أنه كان من بين الضوابط المشتركة "المنبثقة عن احترام الوحدة الترابية للبلدان، أن تقتصر المشاركة في الأنشطة التي تجمع الطرفين على الدول الأعضاء في هيئة الأمم المتحدة، غير أنه لوحظ إخلال بهذه الضوابط، إذ وضع علم ويافطة باسم كيان وهمي داخل قاعات الاجتماعات.
وأضاف البلاغ أن "جل الدول ساندت هذا الموقف الواضح والمنسجم مع مبادئ القانون الدولي وعلى رأسها احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية". وأكد المصدر أن المغرب وتلك الدول، التي أعلنت انسحابها من القمة "ما لم تعد الأمور إلى نصابها"، كانت ولا تزال على وعي تام بما تمثله الشراكة العربية الإفريقية من أهمية وما تشكله من رهان يصب في اتجاه تعزيز مكانة المجموعتين ودورهما في إحلال الأمن والسلام في العالم، وخدمة تطلعات الشعوب في التنمية وصيانة كرامة المواطن العربي والإفريقي، مع احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية والمساواة بينها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر