دول تتهرب من تحمل المسؤولية بتبني نظرية مؤامرة اندلاع الحرائق
آخر تحديث GMT 02:41:48
المغرب اليوم -

دول تتهرب من تحمل المسؤولية بتبني نظرية "مؤامرة اندلاع الحرائق"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دول تتهرب من تحمل المسؤولية بتبني نظرية

الحرائق
الرباط _ المغرب اليوم

خلصت دراسة إلى أن سبب تبني دولٍ “نظرية المؤامرة” في تفسير اندلاع الحرائق الأخيرة في ترابها “يمكن النظر إليه على أنه وسيلة للهروب من هذه الأزمة، وعدم الرغبة أو عدم القدرة على تحمل تبعاتها، سواء من حيث حدة الانتقادات الداخلية بسبب الإدارة السيئة للأزمة، أو من حيث توظيفها سياسياً من قِبل قوى المعارضة”.

وأضافت ورقة مركز “المستقبل” للأبحاث والدراسات المتقدمة، التي أعدها الباحث أشرف عبد العزيز، أن هذا المبرر، في تركيا والجزائر وتونس ولبنان، “لا ينفي مسؤولية الحكومات في بعض دول المنطقة عن الإخفاق أو أوجه القصور التي شابت إدارتها لأزمة الحرائق”.

وشهد العالم مؤخرا مجموعة من الحرائق في عدد من الدول، امتدت من سيبيريا إلى بوليفيا وولاية كاليفورنيا الأمريكية، مروراً بالجزائر وتونس والمغرب في شمال أفريقيا، ولبنان وتركيا واليونان وإيطاليا في منطقة شرق البحر المتوسط.

وذكرت الورقة البحثية أن بعض دول المنطقة تبنت “نظرية المؤامرة” في تفسيرها لاندلاع هذه الحرائق، رغم إرجاع الأمم المتحدة الأسباب العلمية إلى “ارتفاع درجات الحرارة والجفاف على المستوى العالمي، على نحو ما جاء في التقرير الذي نشرته المنظمة الأممية عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، يوم 9 غشت”، ورغم ذكر المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، في يونيو الماضي، أن “العالم قد يصل إلى هذه الزيادة في غضون 5 سنوات فقط، علماً أن زيادة درجة الحرارة العالمية بمقدار درجة مئوية واحدة فقط قد تؤدي إلى زيادة في المساحات المحترقة في الغابات إلى 6 أضعاف مما هي عليه الآن، وفق بعض التقديرات”.

وتابعت الورقة: “لم تكن تقديرات المنظمات الدولية بشأن تأثيرات التغيرات المناخية والاحتباس الحراري سببا كافيا بالنسبة لدول المنطقة في تفسير اندلاع هذه الموجات الهائلة والمتتالية من الحرائق خلال الأسابيع الماضية، وإنما لجأ بعضها إلى تبني ما يُسمى ‘نظرية المؤامرة’، وإلقاء اللوم على جهات أخرى اتهمها بإشعال هذه الحرائق”.

وقدم المصدر ذاته أربعة أمثلة، من بينها ربط تركيا الحرائق بـ”تنظيمات إرهابية” في ترابها، وتحميل تونس “أطرافا مجهولة” مسؤولية حرائقها، والإشارة إلى ضلوع “أياد إجرامية” في مسؤولية التسبب في اشتعال الحرائق بالجزائر، واتهام “جهات” بافتعال حرائق لبنان.

وفسرت الورقة “لجوء بعض دول المنطقة إلى ‘نظرية المؤامرة’ وتحميلها أطرافاً أخرى مسؤولية اندلاع الحرائق أو على الأقل مسؤولية استمرارها وانتشارها على نطاق أوسع، بدوافع واعتبارات، من بينها: التغطية على الفشل في إدارة أزمة الحرائق، ومواجهة الانتقادات الداخلية من قوى المعارضة، والطابع المتزامن للحرائق، إلى جانب توظيف أزمة الحرائق في صراعات داخلية”.

ورغم تعدد الروايات الرسمية التي تبنتها حكومات بعض دول المنطقة حول تحميل أطراف أخرى مسؤولية اندلاع الحرائق، تقول ورقة مركز المستقبل إنه “من الصعب أن تصمد هذه الروايات، كما أنها لم تلق صدى إيجابيا داخليا في هذه الدول، على الأقل لسببين رئيسيين، أولهما أن ما شهدته بعض دول المنطقة هو جزء من كل، ولم يكن مشهداً حصرياً خاصاً بها فقط (…) ما يصعب معه التغاضي عن الأسباب المرتبطة بالتغيرات المناخية، والتسليم بأن ما شهدته دول المنطقة كان ‘مفتعلاً’، وإن كان من غير المستبعد أن تثبت التحقيقات في ما بعد تورط جهات ما، ربما تعمدت استمرار الحرائق أو تجددها لأطول فترة ممكنة، لتحقيق أهداف مرتبطة بصراعات أو خصومات سياسية أو غيرها”.

وثاني الأسباب أن “الروايات الرسمية بشأن افتعال الحرائق لم تُسهِم في خفض حدة الانتقادات الشديدة التي ضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي في الدول التي شهدت هذه الحرائق، بل على العكس، حمّلت ردود الفعل الداخلية حكومات دول المنطقة المسؤولية الكاملة، سواء من حيث عدم الاستعداد المسبق للأزمة، أو من حيث الإدارة غير الرشيدة لها”.

ونبهت الورقة، في متمّها، إلى أن التقديرات الدولية التي تُحذِر من تأثيرات أشد خطورة للتغيرات المناخية خلال السنوات القادمة قد يترتب عنها “تضاعف مساحات المناطق المعرضة لخطر اندلاع الحرائق”؛ وهو “ما يجب أن يكون بمنزلة جرس إنذار خطير لدول المنطقة، على نحو يفرض عليها الاستعداد المسبق والجيد لمواجهة أزمات مستقبلية مماثلة”.

قد يهمك ايضا

اندلاع حريق في محلات لبيع الفواكه يخلف خسائر كبيرة في إقليم الحوز

 انفجار على خلفية حريق كبير في مدينة ليمينغتون سبا وسط إنكلترا

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دول تتهرب من تحمل المسؤولية بتبني نظرية مؤامرة اندلاع الحرائق دول تتهرب من تحمل المسؤولية بتبني نظرية مؤامرة اندلاع الحرائق



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
المغرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 15:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل
المغرب اليوم - حورية فرغلي تكشف موقفاً محرجاً بعد عودتها إلى التمثيل

GMT 10:33 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً
المغرب اليوم - أستراليا تحظر السوشيال ميديا لمن دون 16 عاماً

GMT 17:36 2012 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

مجموعة للعناية بالشعر وتقويته

GMT 12:24 2018 الأربعاء ,25 إبريل / نيسان

أولمبيك آسفي يخطط لضم 4 لاعبين في الميركاتو

GMT 17:23 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

مشوار المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2018

GMT 02:35 2018 الإثنين ,05 شباط / فبراير

عفاف شعيب سيدة شعبية في مسلسل "فوق السحاب"

GMT 19:13 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

Jacob & Co"" تطرح مجموعة جديدة من المجوهرات الفاخرة

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

موقع الواجهة البحرية في "رامسغيت" يتحول إلى إبداع فني

GMT 10:01 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

آخر الاتجاهات المميزة في عالم الموضة لعام 2018

GMT 05:26 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أبرز أسباب انتشار قشرة الشعر خلال موسم الشتاء

GMT 15:25 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

إيقاف لاعب كرة إكوادوري أربعة مواسم بسبب المنشطات

GMT 11:31 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

الاسباني فيليبي السادس يستعد لزيارة المملكة المغربية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib