بيروت - المغرب اليوم
في انتظار أي لقاء مرتقب للخماسي الدولي الذي يتابع الملف اللبناني، حيث يتم التمهيد له بلقاءات لأعضائه بـ”المفرّق” كان آخرها محادثات فرنسية – سعودية في الاليزيه في الساعات والأيام الماضية، سُجل موقف دولي “جامع” من الملف الرئاسي اللبناني صدر هذه المرة عن المجموعة الدولية لدعم لبنان، والتي تضم في صفوفها الامم المتحدة والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وروسيا والمملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والصين.
فقد أعربت المجموعة في بيان عن أسفها “لعدم انتخاب رئيس للبنان بعد اثنتي عشرة جلسة انتخابية غير حاسمة”. و”بعد مرور ثمانية أشهر من دون رئيس ومن دون حكومة كاملة الصلاحيات”، عبّرت عن “قلقها العميق من أن يؤدي الجمود السياسي الحالي إلى تفاقم تآكل مؤسسات الدولة وتقويض قدرة لبنان على مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية والمالية والأمنية والإنسانية الملحّة التي يجابهها”. وأضافت: “من أجل مصلحة الشعب اللبناني وحرصًا على استقرار البلاد، نحثّ القيادات السياسية وأعضاء البرلمان على تحمل مسؤولياتهم وإعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية من خلال انتخاب رئيس جديد من دون مزيد من التأخير”. واعتبر البيان أنّ “أي استمرار للوضع الراهن غير المستدام لن يؤدي إلا إلى إطالة وتعقيد مسيرة تعافي لبنان فضلا عن تفاقم المصاعب التي يواجهها الشعب”. وحثت المجموعة اخيرا السلطات اللبنانية على “المسارعة باعتماد وتنفيذ خطة اصلاحية شاملة لوضع البلاد على مسار التعافي والتنمية المستدامة”، مؤكدةً استمرارها بالوقوف إلى جانب لبنان وشعبه.
وفق ما تقول مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، هذا البيان لا يملك بطبيعة الحال أي مفاعيل عملية تنفيذية وهو فقط أداة ضغط وحث معنوي للقوى السياسية اللبنانية، وقد دأبت المجموعة، على مر الاشهر الماضية، على إصدار بيانات شبيهة تكاد تكون نسخة طبق الاصل عن الموقف الذي صدر عنها أمس. لكن وفق المصادر، هذه المرة قد تكون مختلفة، إذ إنّ مسار الضغط الخارجي الدولي على لبنان للإسراع في ملء الشغور الرئاسي، يبدو انطلق جديًا وسيرتفع تدريجًا.
فقبل هذا البيان، سُجّلت اتصالات فرنسية – إيرانية وأخرى فرنسية – قطرية، وبعده محادثات فرنسية – سعودية، كانت الأزمة اللبنانية في صلبها. الولاياتُ المتحدة بدورها، تحرّكت أيضًا لبنانيًا، وأعربت عن انزعاجها من تعطيل الجلسة الرئاسية رقم 12 وكانت خارجيتها اتصلت برئيس مجلس النواب نبيه بري مستعجلة الانتخابات. كما أنّ إعضاء في الكونغرس وجّهوا رسالة عاجلة إلى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن طالبوه فيها بالتحرك العاجل لجهة تأكيد الإدارة الأميركية بشكل قاطع على أهمية اختيار رئيس يعبر عن تطلعات الشعب اللبناني والمضي قدماً بما يلزم من الإصلاحات الاقتصادية قبل فوات الأوان.
وفي ظل هذه الحركة الخارجية كلّها، يستعد المبعوث الرئاسي الفرنسي الخاص جان ايف لودريان لزيارة بيروت الأسبوع الطالع. ووفق المصادر، تمهّد الدينامية الخارجية لخرقٍ ما، في الاستحقاق الرئاسي. صحيح أنّها قد لا تُنتج رئيسًا في القريب العاجل، إنّما ستفتح الباب على خيار المرشح الثالث بما أنّ البديل منه – الذي لا يرغب به المجتمع الدولي حتى الساعة – هو إعادة البحث في الصيغة والنظام اللبنانيين.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر