عشور يروي الساعات الحرجة الأخيرة لاحتضار الملك الحسن الثاني
آخر تحديث GMT 07:19:08
المغرب اليوم -
وفاة شخصين وتسجيل أضرار مادية جسيمة إثر مرور عاصفة شمال غرب الولايات المتحدة وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا
أخر الأخبار

عشور يروي الساعات الحرجة الأخيرة لاحتضار الملك الحسن الثاني

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - عشور يروي الساعات الحرجة الأخيرة لاحتضار الملك الحسن الثاني

الملك الحسن الثاني
الرباط - المغرب اليوم

الـ 23 من شهر يوليو/تموز من سنة 1999، يوم ليس كباقي الأيام بالنسبة للمغاربة، يومها غيّر التلفزيون المغربي الرسمي شبكة برامج بشكل غير عادي، وبث تلفزيون دار البريهي آيات من القرآن الكريم في حدود الساعة الثالثة زوالا، قبل أن يطل المذيع الشهير مصطفى العلوي على المغاربة بوجه حزين في نشرة الثامنة، ليعلن الخبر “المؤلم”، الملك الحسن الثاني في ذمة الله.

يحكي عبد الرحمان عشور، مدير الإذاعة في كتابه “رجل سلطة بالإذاعة”، عن الساعات الحرجة لاحتضار الملك الراحل الحسن الثاني من الإذاعة.

يقول عشور:” في بدأ يوم الجمعة 23 يوليوز 1999، يوما عاديا، شديد الحرارة كما فصل الصيف، وأتذكر أنني في ذلك اليوم عدت إلى مكتبي بعد الظهر مبكرا، أي قبل الساعة الثالثة بعد الظهر، ومن شدة الحرارة، تخلصت من ربطة العنق التي نادرا ما كانت تفارقني طيلة ساعات العمل، سواء في وزارة الداخلية أو في الإذاعة، كنت متشوقا لعطلة نهاية الأسبوع، لأستمتع ببعض الراحة، ولو مدة يومين.

ما إن جلست في مكاني حتى رن الهاتف، كان المتكلم أحد أعضاء السفارة الفرنسية الذي كانت تربطني به علاقة جيدة، بعد التحية بادرني بالسؤال: هل الإذاعة الوطنية ستعلن خبرا هاما اليوم؟ أجبته بالنفي. اعتذر الرجل بسرعة عن الإزعاج، ودعني دون أن يترك لي فرصة الاستفسار عن دواعي إصدار هذا البلاغ وموضوعه. وضعت سماعة الهاتف، وأنا أتساءل عما يقصده الدبلوماسي الفرنسي، وهل اتصاله الهاتفي هو للتأكد من المعلومات المتوفرة لديه، أم هي مناورة للحصول على مزيد من التفاصيل حول حدث وقع بالفعل، وسيخرج للعلن في وقت لاحق.

دقائق على مكالمة عضو السفارة الفرنسية، يدخل المكتب أحد مساعدي دون استئذان، وقد بدت عليه حالة من الارتباك، بسرعة وبدون مقدمات، وضع أمامي قصاصة إخبارية مقتضبة لوكالة الأنباء الفرنسية، تحمل إشارة ” مستعجل”:” الملك الحسن الثاني أدخل المستشفى”. أدركت على التو سر مكالمة عضو السفارة الفرنسية، وتيقنت أنه كان يتوفر على المعلومة، وأن مكالمته كانت لجس النبض فقط ولمزيد من التأكد. وبعد فترة قصيرة من الزمن، أي قبل نشرة الرابعة المفصلة، سأتوصل ببلاغ من وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة مكتوب بخط اليد، تعلن فيه عن هيئة أطباء القصر الملكي أن جلالة الملك الحسن الثاني”التحق هذا اليوم بمستشفى ابن سينا بالرباط، على إثر وقوع التهاب حاد في رئتي جلالته تستلزم ( هكذا) مراقبة مستمرة لجهازي القلب والتنفس”.

حوالي الساعة الخامسة، عاود نفس الديبلوماسي الفرنسي الاتصال بي، ليخبرني في هذه المرة أن بعض الشائعات تتحدث عن وفاة الملك، وسألني هل أتوفر على معلومات بهذا الخصوص؟ تخلصت من تساؤلاته بلباقة، مؤكدا له أن ما في علمي هو ما جاء في البلاغ الذي أذيع منذ قليل.

بدأت إشاعة وفاة الملك تسري كالنار في الهشيم، وتتحول مع مرور الدقائق من إشاعة إلى حقيقة، في ظل هذا التضارب في الأخبار، اتصل بي بعض الأصدقاء من خارج الإذاعة فأخبروني أن جلالة الملك قد فارق الحياة، وهو ما أكده لي بعض الموظفين بالإذاعة، وهنا تساءل بعض الموظفين الإذاعيين عن سبب عدم الإعلان رسميا عن الخبر، فالموت قضاء وقدر، نظرت إليهم بحس وعين رجل الداخلية، منبها إياهم بأن الخبر قد يكون صحيحا، لكن هناك ترتيبات أمنية ودستورية يفرضها هذا الوضع، ومن الضروري اتخاذها قبل الإعلان الرسمي عن وفاة ملك البلاد، فالحدث يتطلب التصرف بحكمة وتبصر وصرامة.

استحضرت وأنا أعيد قراءة البلاغ، وأسترجع تساؤلات عضو السفارة الفرنسية، الحالة الصحية التي ظهر بها الملك الحسن الثاني يوم رابع عشر يوليوز 1999، وهو يتابع العرض العسكري بالشانزليزيه بباريس، والذي دعي لحضوره من طرف صديقه الرئيس الفرنسي جاك شيراك، بمناسبة العيد الوطني الفرنسي، كان العياء باديا على محياه، وهو ما جعل الصحافة الفرنسية تتحدث عن مرض الملك الذي لم يمهله طويلا.

مع مرور الوقت ارتفعت وتيرة الاتصالات الهاتفية من كل جهات المملكة، خاصة من الولاة والعمال، فالكل يريد التأكد من الإشاعات التي انتشرت بسرعة، دقائق بعد ذلك لاحظت بأن المكالمات الهاتفية قد توقفت، ولم يعد ممكنا استعمال الهاتف، فتأكدت في ما بعد أن السلطات الحكومية قررت لدواع أمنية تعطيل الاتصالات الهاتفية، إلى حين اتخاذ كل التدابير التي تتطلبها مثل هذه الظروف الاستثنائية .

في الساعة السادسة وعشرين دقيقة، تلقيت تعليمات بإيقاف البرامج العادية للإذاعة، وإعادة بلاغ دخول جلالة الملك المستشفى، مع الشروع في بث آيات من القرآن الكريم دون انقطاع، مع الحرص على عدم إدراج السور القرآنية التي تتلى عادة على الجنائز، لم يعد إذن هناك مجال للشك، لقد توفي الملك.

في الساعة السابعة وثلاث دقائق، ستصلني قصاصة إخبارية لوكالة ” رويترز” تقول إن التلفزة القطرية (المقصود قناة الجزيرة) أعلنت عن وفاة الملك استنادا إلى مصادر خاصة. ثماني دقائق بعد ذلك (أي الساعة السابعة وإحدى عشرة دقيقة)، ستعلن بدورها وكالة الأنباء الفرنسية الخبر نقلا عن مصادر مقربة من القصر الملكي.

بادرت إلى استدعاء مسؤولي قسم الأخبار، ومطالبتهم باتخاذ التدابير اللازمة لمتابعة تطورات الأمور، والحرص على رصد ما تبثه الإذاعات الأجنبية من أخبار ومراسلات. كما طلبت من المسؤولين عن البرامج توفير وبرمجة تسجيلات الآيات القرآنية الملائمة لمثل هذه الظروف في نفس السياق، أبلغت المسؤولين عن الجانب التقني بضرورة السهر على التأكد من اشتغال كل الأجهزة الدافعة، والرفع من قوتها إذا أمكن.

أخبرت وأنا أبلغ هذه التعليمات أن عناصر إضافية من الأمن، معززة بأفراد من القوات المساعدة، قد التحقت بالخلية الأمنية المكلفة بحراسة مدخل الإذاعة والتلفزة، حيث أخذت مواقعها حول كل جهات البناية ومرافقها. انتبهت وأنا أتابع تطورات هذا الحدث الجلل إلى أنني لا أرتدي ربطة العنق، فبادرت إلى إرسال من أحضر لي ربطة داكنة اللون، لم أكن أدري وقتها كيف ستتطور الأمور؟ وهل سيحضر ولي العهد إلى مقر الإذاعة والتلفزة، لإعلان خبر وفاة الملك؟ لذا كان علي الاستعداد لأي طارئ.

وأتذكر أنني في هذه اللحظات العصيبة لم أنتبه إلى ضرورة توحيد البث الإذاعي من استوديو4، لولا أن ذكرني بذلك رئيس قسم البرامج الوطنية حسين بنحليمة، الذي واكب عن قرب النقل المباشر لجنازة صاحب السمو الملكي الأمير مولاي عبد الله سنة 1983. وهكذا تم توحيد البث من الإذاعة المركزية على الساعة السادسة مساء واثنين وأربعين دقيقة.

رن الهاتف الداخلي، لأجد المدير العام على الخط، يخبرني أن ولي العهد سيوجه خطابا للأمة بوضعه الدستوري الجديد” صاحب الجلالة الملك محمد بن الحسن”. اتصلت بالفريق الإذاعي المكلف بالأنشطة الملكية، لأطمئن على التدابير التقنية اللازمة، لنقل الخطاب مباشرة على أمواج الإذاعة أو تسجيله، ثم تذييعه بعد ذلك.

استمرت الإذاعة في بث آيات الذكر الحكيم، إلى أن حلت الساعة الثامنة وإحدى وأربعين دقيقة، التوقيت الذي حدد لإذاعة خطاب الملك محمد بن الحسن، ينعي فيه للشعب المغربي وللعالم وفاة والده الملك الحسن الثاني.

بعد الخطاب، استأنفت الإذاعة بث القرآن الكريم إلى غاية التاسعة وأربع عشرة دقيقة، حيث أذاعت بلاغا جديدا لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة مكتوبا بخط اليد جاء فيه بالحرف: “إن هيئة أطباء المصلحة تعلن أنه على الرغم من دخول صاحب الجلالة الحسن الثاني إلى قسم الإنعاش الطبي المركز بمصلحة القلب في مستشفى ابن سينا، تبينت استحالة تجنب التطور الحتمي لنوبة قلبية حادة، تبعها انهيار حاسم في وظيفة القلب، وقد استعملت كل وسائل الإنعاش التي تتخذ عادة في مثل هذه الحالات، فلم يكن لها جدوى، وتوفي صاحب الجلالة على الساعة الرابعة والنصف من عصر يومه الجمعة تاسع ربيع الثاني هجري، والموافق لـ “23 يوليوز 1999ميلادي”.

قد يهمك ايضا

معلومات مهمة للمغاربة الراغبين في الحصول على تأشيرة "شينغن" من السفارة الفرنسية

السفارة الفرنسية تكشف عن خطة إجلاء العالقين في المغرب‎

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عشور يروي الساعات الحرجة الأخيرة لاحتضار الملك الحسن الثاني عشور يروي الساعات الحرجة الأخيرة لاحتضار الملك الحسن الثاني



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 06:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة " X3" الأنجح في سلسلة منتجات "بي ام دبليو"

GMT 06:01 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"أولتراس الوداد" يطالب بدعم المدرب الجديد دوسابر

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الجيش الملكي محمد كمال يعود بعد تعافيه من الإصابة

GMT 13:14 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

الكلاسيكية والعصرية تحت سقف قصر آدم ليفين

GMT 20:27 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

اتحاد السلة يقصي الحسيمة والكوكب من كأس العرش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib