الرباط - المغرب اليوم
معطيات خطيرة تلك التي كشف عنها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي ضمن أحدث آرائه، مؤكدا ظهور أفواج جديدة من الشباب الذين لا يشتغلون وليسوا بالمدرسة ولا يتابعون أي تكوين؛ وهي فئة تتراوح أعمارها بين 15 و24 سنة، ويقدر عددهم بـ1.5 ملايين، فيما إذا ما تم احتساب الفئة العمرية ما بين 15 و34 سنة يرتفع الرقم إلى 4.3 ملايين شخص.
الأرقام لها انعكاسات اقتصادية واجتماعية خطيرة، يمكن أن تؤدي إلى عواقب لا تحمد، على المديين القريب والمتوسط.
وفي هذا الإطار، قال الخبير الاقتصادي محمد جدري: “هذا جرس إنذار آخر للحكومة على أنها يجب أن تتعامل مع الفئات الشابة، وأن تسثمرها وتساعدها على القيام بدورها في خلق التنمية في البلاد”.
وأضاف جدري: “الطبيعة لا تقبل الفراغ؛ وبالتالي مجموعة من الأخطار محدقة بهؤلاء الشباب، سواء التطرف أو استهلاك المخدرات وما شابه ذلك”، مؤكدا أنه “اليوم تلزمنا سياسات عمومية موجهة إلى الشباب أساسية، خاصة أن مجموعة منهم لهم إشكالات مادية ولا يتابعون دراستهم لهذا السبب”.
وتحدث الخبير الاقتصادي عن وجود مشكل الهدر المدرسي، داعيا إلى “ضرورة تشجيع مدارس الفرصة الثانية ومن غادر الدراسة على القيام بمسار ثان، وإحداث قانون جديد للتدريب، ناهيك عن تحقيق نسب من النمو تتراوح ما بين 5 و7 بالمائة لمحاولة استيعاب هؤلاء الشباب”.
من جانبه، قال عبد النبي أبو العرب، خبير اقتصادي، إن “هناك خصوصية في الأرقام التي تحدث عنها تقرير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي؛ وهي فئة ما بين خمس عشرة سنة وأربع وعشرين سنة، والتي يوجد فيها حوالي مليون ونصف المليون شاب لا ينتمون إلى أي سلك من أسلاك التعليم الثانوي أو الجامعي أو المهني، وهذا ينذر وينبئ بأمر خطير”.
وتابع أبو العرب، ضمن تصريح لهسبريس، إن “هؤلاء المليون ونصف المليون شاب اليوم هم في حالة ضياع”، متسائلا: “ما محل هذا الكم الهائل من الشباب من الإعراب؟ أين يقضون أوقاتهم؟ من يتكفل بهم؟”.
وسجل الخبير سالف الذكر: “التقرير تحدث عن قاصرين وضعهم الطبيعي هو أن يتواجدوا بالمدارس، هذا الأمر ينذر بأمر سيء وأنه نحن بصدد إنتاج فئة بشرية ديمغرافية كبيرة من المغاربة ستكون عاجزة في المديين القريب والمتوسط على الاندماج في سوق الشغل وعلى المساهمة في التنمية الاقتصادية للمملكة”.
وأردف المتحدث ذاته: “هذا يعني أن الاقتصاد الوطني سيجد هذه الفئة من الشباب عالة عليه وغير قادرة على مواكبة التطور التقني والاقتصادي والمعرفي الذي اتجه إليه الاقتصاد الدولي حاليا، خاصة إذا كان هؤلاء الشباب يعانون من الأمية أو من ضعف شديد في القدرة على التعلم ومن التطور”.
وتحدث أبو العرب عن الفئة الأخرى التي تنضاف إلى هذه الفئة والتي هي بين أعمار أربع وعشرين سنة وخمس وثلاثين سنة، قائلا: “هي أيضا تندر أن الاقتصاد المغربي عاجز عن إدماج هذه الفئات من المتخرجين والشباب الذين مكانتهم الطبيعية في سوق الشغل في الشركات في برامج للتأهيل والإدماج المهني”.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر