الجزائر – ربيعة خريس
قررت فرق مكافحة الجريمة الإلكترونية التابعة لمصالح الأمن الجزائري, فتح تحقيقات معمقة لمعرفة الذين يقفون وراء النشاط التحريضي الذي يستهدف اللاجئين الأفارقة في بعض مواقع التواصل الاجتماعي.
وانتشرت خلال اليومين الماضيين صفحات متخصصة تتداول صورًا وتعليقات ساخرة عن الحياة اليومية لهؤلاء اللاجئين في الجزائر, وطالب رواد " فيسبوك " من الحكومة الجزائرية طردهم إلى بلدانهم الأصلية، وتزامن هذا الحراك مع التصريحات التي أطلقها أخيرًا وزير داخلية الجزائر نور الدين بدوي, كشف فيها عن إطلاق بطاقية وطنية تحصي هذه الشريحة ووضعتها الاجتماعية والصحية والأمنية بدقة.
وأدان فرع منظمة العفو الدولية في الجزائر, الحملة الشرسة التي شنها رواد مواقع التواصل الاجتماعي على اللاجئين الأفارقة الموجودين في الجزائر، وانتقدت رئيسة مكتب فرع منظمة العفو الدولية في الجزائر، حسينة أوصديق, في مؤتمر صحافي عقدته في مقر المنظمة في محافظة الجزائر العاصمة, الحملة الشرسة التي يقودها رواد مواقع التواصل الاجتماعي وعلى رأسها "فيسبوك"، ضد اللاجئين الأفارقة الموجودين في الجزائر ووصفهم بأقبح الألفاظ
ووجهت دعوة للإعلام الجزائري والمجتمع للمساهمة في القضاء على مثل هذه التصرفات التي لا تمت بأي صلة للإنسانية، وانتقدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس هذه الدعوات, وقالت في تصريحات صحافية, إن الجزائر حضنها مفتوح لكل اللاجئين الذي تعاني بلدانهم من أزمات داخلية.
وأكدت أن المطالبين برحيل المهاجرين الأفارقة يمثلون أنفسهم ولا يمثلون 40 مليون جزائري، وكشفت إحصائيات جمعتها الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان وهي تنظيم حقوقي بارز أن عدد اللاجئين المقيمين في الجزائر يتراوح بين 144 ألفًا إلى 228 ألف لاجئ، ويبلغ عدد المهاجرين الأفارقة بين 16 ألفًا و279 ألف أفريقي.
وتضمن تقرير الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان, بمناسبة اليوم العالمي للهجرة, أنجزته بناءً على معطيات رسمية من وزارة الداخلية ومفوضية الأمم المتحدة, أرقامًا مقلقة بشأن تزايد عدد اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين المقيمين في الجزائر.
وقال نائب رئيس الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان سعيد صالحي, إن المحافظة السامية للاجئين في الجزائر استقبلت خلال 2015 أزيد من 90 ألف طلب لجوء إلى الجزائر.
وتابع المتحدث, في مؤتمر صحافي, انعقد الأربعاء في مقر منظمة العفو الدولية، إن عدد طالبي اللجوء إلى الجزائر قدر في 2015 بـ 92 ألف طلب، مؤكدًا أنه لا يوجد هيئة مكلفة باللاجئين في الجزائر للتكفل بهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر