تأثيرات كورونا تدفع شباب الجنوب الشرقي المغربي إلى ركوب قوارب الموت
آخر تحديث GMT 18:02:07
المغرب اليوم -

تأثيرات كورونا تدفع شباب الجنوب الشرقي المغربي إلى ركوب "قوارب الموت"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تأثيرات كورونا تدفع شباب الجنوب الشرقي المغربي إلى ركوب

المهاجرين المغاربة
الرباط -المغرب اليوم

بخلاف المعتاد، أصبحت الهجرة غير النظامية ف المغرب  منتشرة على نطاق واسع بمناطق الجنوب الشرقي للمملكة، حيث تضاعفت أعداد “المهاجرين السريين في المغرب ” طيلة الفترة السابقة التي تزامنت مع جائحة “كورونا” نظرا إلى فقدان كثيرين مناصب الشغل التي كانت تضمن لهم العيش اليومي.وتعمل شرائح كبيرة من سكان درعة-تافيلالت في القطاع غير المهيكل، خاصة ما يرتبط بالسياحة والمعادن والسينما والبناء، لكن إجراءات “الحجر الصحي” تسببت في التوقف الكلي لأغلب تلك المهن، ما دفع البعض إلى اختيار الهجرة بشكل طوعي للهروب من “جحيم البطالة”. 

وتداول العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي أشرطة مرئية توثق لحظات عبور “قارب الموت” الذي يقل شباب درعة للبحر الأبيض المتوسط، وسط مخاوف بادية على ملامح “الحراڭة” وهم يترقبون ظهور معالم اليابسة الإسبانية، في وقت تندد فيه بلدان الضفة الشمالية بارتفاع “موجات الهجرة” خلال السنة الماضية.

وفي هذا الصدد، قال رضوان جخا، باحث في علم الاجتماع، إن “ظاهرة الهجرة غير نظامية تشكل تحديا كبيرا ببلادنا، الأمر الذي أكد عليه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج لمّا رفض قيام المغرب بدور دركي الهجرة قصد حماية الحدود الأوروبية؛ وهنا نتحدث عن الهجرة بالنسبة لمواطني دول غرب إفريقيا والساحل”.

وأضاف جخا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “شباب الجنوب الشرقي يقبلون بكثرة على قوارب الموت، مثلما وثقت ذلك بعض الأشرطة المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي”، معتبرا أن “الظاهرة نتيجة حتمية لإشكال بنيوي مرتبط أساسا بعاملين جوهريين؛ الأول والأساسي يتعلق باستفحال نسب البطالة وعدم إيجاد فرص الشغل المحدودة أصلا”. 

وأوضح الباحث في السياسات الاجتماعية أن “العامل الثاني يرتبط بالتكوين والتأطير؛ فإذا لم يوفق هؤلاء الشباب في المسار التعليمي بإمكانهم النجاح في مسار التأهيل المهني، لكن للأسف لا يتم ذلك بالطريقة الناجعة في كثير من الأحايين”، كاشفا أن “بعض مسببات هذه الوضعية المعقدة ترجع إلى المحيط الأسري والمجتمعي”.

وتابع بأنه “لكي نكون واقعيين كذلك، فإن تنامي الهجرة غير النظامية مرده إلى البعد السيكولوجي اللاشعوري (أوروبا جنة فوق الأرض)، فضلا عن بعد آخر متعلق بالاستراتيجيات القطاعية التي تضعها الوزارات المعنية، بالإضافة إلى مسؤولية الجماعات الترابية والجهات في ما يتعلق بجذب الاستثمار، دون إغفال دور الفعاليات المدنية في المرافعة والتأطير”.

وأوضح المتحدث لهسبريس أن “بداية حلحلة هذا الملف المعقد تنطلق من التنزيل السليم لاستراتيجية وطنية واضحة المعالم بخصوص جوانب تشغيل وفق أهداف مسطرة زمانيا، يتم خلالها تحفيز الاستثمار الوطني والدولي، مع ضرورة إشراك الفاعل الترابي الجهوي بالخصوص، لأن كل جهة تتميز بخصوصيات طبيعية وسوسيو-اقتصادية”.

وبخصوص جهة درعة تافيلالت التي يهاجر شبابها بطريقة سرية إلى الخارج، أبرز الباحث أنها “مشتل للسياحة والسينما والطاقات المتجددة والمعادن؛ ومن ثمّ، لا يمكن لنموذجها الاقتصادي أن يخرج على نطاق هذه الأبعاد الكبرى. كما أن ورش الحماية الاجتماعية الذي وضع ملامحه الكبرى الملك محمد السادس سيساهم في الحد من أعداد المهاجرين غير النظاميين”، ليخلص إلى أن “ميكانيزمات حلحلة هذا التحدي الكبير تتطلب تلاقح الجوانب الاجتماعية والاقتصادية”.

قد يهمك ايضا 

إسبانيا تعلن تراجع أعداد المهاجرين السريين القادمين من المغرب

سفير المغرب في بروكسيل يؤكد أن المملكة أصبحت بلدًا للعبور واستقبال المهاجرين

 
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأثيرات كورونا تدفع شباب الجنوب الشرقي المغربي إلى ركوب قوارب الموت تأثيرات كورونا تدفع شباب الجنوب الشرقي المغربي إلى ركوب قوارب الموت



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم
المغرب اليوم - المغرب يفقد 12 مركزاً في تصنيف مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2024

GMT 16:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
المغرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 21:24 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 09:02 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 18:10 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بداية جديدة في حياتك المهنية

GMT 07:57 2016 الأحد ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هافانا ذات الجو الحارّ غارقة في التاريخ ونابضة بالحياة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib