الجزائر – ربيعة خريس
يواجه الجيش الجزائري, هذه الأيام, اضطرابات أمنية كبيرة على حدود البرية التي يفوق طولها 3000 كلم, بسبب تصاعد حدة تهديدات الحركات المسلحة التي تنشط على طولها, تهدد الأمن والاستقرار الداخلي, وكبّد هذا الوضع قيادة الجيش الجزائري ميزانية مالية كبيرة بسبب رفع تعداد الجيش على طول الحدود.
وتشهد الحدود البرية للجزائر, وضعًا أمنيًا سيئًا, بسبب تصاعد وتيرة تهريب المواد المخدرة والسلاح وشبكات الاتجار بالبشر وسيطرة الحركات المسلحة على جزء واسع من المناطق الصحراوية القريبة من الحدود الجزائرية, حيث بسطت ميليشيا مسلحة ذات أغلبية " طوارقية " على مدينة ميناكا, مركز إحدى المناطق الإدارية شمال مالي بالقرب من الحدود الجزائرية حسبما كشف عنه مصادر أمنية مالية, خلال الساعات القليلة الماضية, وقالت المصادر إن دخول عناصر "تنسيقية حركات أزواد"، وهي جماعة متمردة سابقا، إلى ميناكا جاء بعد يومين على معارك شرسة خاضها مسلحو "التنسيقية"، في ريف مدينة كيدال (شمال البلاد)، ضد مجموعات "غاتيا" (ميلشيا موالية للحكومة)، مكبدين إياهم خسائر كبيرة في الأرواح .
ووقع شمال مالي، بالقرب من الحدود الجزائرية, في مارس/ آذار وأبريل/ نيسان 2012، في قبضة المجموعات المتشددة المتصلة بتنظيم "القاعدة"، وذلك في ظروف هزيمة الجيش الحكومي في تصادمه مع التمرد الذي كان متحالفا مع هذه المجموعات في البداية، لكنها قضت عليه لاحقا، وتم طرد معظم هذه المجموعات نتيجة تدخل عسكري دولي قادته فرنسا في 2013، (ولا يزال مستمرا حتى الآن)، لكن مناطق بكاملها تفلت من سيطرة القوات الحكومية والأجنبية التي يتعرض أفرادها لهجمات دامية متكررة.
وعلى جانب آخر كشفت تصريحات رئيس الحكومة التونسية, يوسف الشاهد, أدلى بها منذ يومين, لمجلة " تايمز " الأميركية, إن كل من تونس والجزائر تواجه تهديدا مزدوجا في ليبيا وأيضا تواجه تهديدا من المجموعات المرتبطة بالقاعدة وخطورة الجماعات السلفية الجهادية في تونس التي تستفيد من دعم المال والسلاح من الجماعات الإرهابية المتواجدة على الأراضي الليبية أغلبها تنشط في جبل الشعانبي ومناطق أخرى تقع على الحدود مع الجزائر.
ومنذ ارتفاع حدة التوتر سواء على الحدود الشرقية أو الجنوبية, كثفت قيادة الجيش الجزائري الرقابة على نقاط عدة تربطها بالدول التي تشهد اضطرابات أمنية كسهل البرمة الذي يصل بين الجزائر وتونس جنوب واد سوف, وتمتد المنطقة الثانية عبر جبال الشعانبي، والنمامشة ومحافظة تبسة شرق البلاد، فيما رفعت من تعداد القوات البرية, وتجهيزات عسكرية كبيرة, كالطائرات العمودية لتكثيف الرقابة على تجار السلاح والمال والمخدرات ومهربي المواد الغذائية والبنزين.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر