تترقب مختلف الاتجاهات السياسية في دولة الغابون، فتح ملف الانقلاب "الفاشل" على الرئيس الشرعي علي بونغو، بعدما ظهر مجددًا خلال ترؤوسه اجتماعًا داخليًا في الغابون واطلع على أهم الملفات الكبرى، ثم عاد مجدداً صوب الرباط لمواصلة فترة نقاهته
وتزايدت الدعوات الغابونية بضرورة عودة "الرئيس المريض"، خاصةً وأن لهيب الانقلاب مازالَ حارقا في هذا البلد الإفريقي.
وترأَّس بونغو، الذي يعتبر أحد أهم حلفاء الرباط في القارة الإفريقية، أشغال المجلس الوزاري لحكومته الجديدة التي تشكلت بعد تنصيب الجمعية الوطنية (برلمان الغابون) عقب انتخابات أكتوبر التي فاز بها الحزب الديمقراطي الغابوني الحاكم (PDG).
وقد كانت هذه المرة الأولى التي يعود فيها بونغو إلى الغابون منذ أن أصيب بجلطة دماغية في 24 أكتوبر في الرياض حيث بقي في المستشفى حتى أواخر نوفمبر/تشرين الثاني، قبل المجيء إلى المغرب للعلاج وإعادة التأهيل.
وحاولَ بونغو من خلال زيارته الخاطفة إلى بلاده أن يُثبت للمعارضين وللجيش أنه في صحة جيدة، وأن الأمر لا يدعو إلى مزيد من القلق، بعدما غابَ عن البلاد لما يزيد عن ثلاثة أشهر، وهو ما أثار الشكوك حول حالته الصحية وما إذا كان يعاني من مضاعفات قد تؤثر على مستقبل البلاد، لكن ظهوره على شاشات التلفزيون بدّد هذه الشائعات.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن الصور الرسمية لحفل اليمين أظهرت بونغو جالساً لا يتحدث مع أحد، وخلال اجتماعه مع كبار السياسيين كان "يتنقل عبر كرسي متحرك، وهي صور بعيدة كل البعد عن أن تكون مقنعة".
وزاد المصدر الفرنسي أنه "بعد أقل من أسبوع من محاولة الانقلاب الفاشلة من قبل جنود شباب كانوا ينادون بالانتفاضة ضد نظامه، كان الكثيرون ينتظرون قيام رئيس الدولة، البالغ من العمر 59 عامًا، بالتصدي لهذه المحاولة الفاشلة بالظهور أكثر مع الغابونيين، من أجل طمأنتهم حول استقرار وأمن بلدهم"، لكنه عاد بهدوء إلى الرباط بعد أقل من 24 ساعة من وصوله، حتى من دون ترؤس الحكومة الجديدة كما كان مقرراً.
وتأسَّف ريمون ندونغ سيما، رئيس الوزراء السابق من عام 2012 إلى عام 2014، لغياب علي بونغو، وقال في تدوينة على صفحته الرسمية: "رئيس الجمهورية قام برحلة سريعة إلى الغابون لتلقي قسم أعضاء الحكومة الجديدة، لم ينتهز هذه الفرصة لمقابلة الناس لبضع دقائق وتبديد شكوكهم".
ووفقا للمسؤول الغابوني، فإن "أولئك الذين نظموا هذه الرحلة أرادوا فقط أن يضمنوا، وراء ما يشبه الشرعية، استمرارية السلطة في البلاد"، مضيفاً: "بدء الاحتفال الرئاسي من وصوله السري، وبُعده عن الإعلام، وإلغاء مجلس الوزراء في آخر لحظة، كل هذه الأمور تزيدُ من الشكوك حول قدرته على تحمل مسؤوليات وظيفته".
وقال جان بونيفاس أسيل، عم علي بونغو رئيس حزب صغير من الأغلبية الرئاسية، دائرة الإصلاحيين الليبراليين (CLR)، في مقابلة أجراها مع إذاعة محلية، إن "حفل استقبال الرئيس الذي حضرناه قبل بضعة أيام لا يليق بجمهورية تريد أن تكون مسؤولة".
وأضاف: "لقد صدمت أن أرى على شاشة التلفاز ابن أخي بهذه الطريقة، ضعفت إلى حد كبير حيث قدم حججاً أخرى لأولئك الذين يرغبون في رحيله عن السلطة".
وقد يهمك أيضاً :
الأمين العام للأم المتحدة يدين محاولة الانقلاب العسكري في الغابون
محاولة "انقلاب عسكري" في الغابون على الرئيس علي بونغو
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر