الجزائر – ربيعة خريس
أطلقت قيادة الجيش الجزائري، في الغابات الواقعة في محافظات شرق البلاد كالبويرة وجيجل وتيزي وزو، عمليات بحث وتمشيط واسعة عن إرهابيين تسللوا من الغابات، التي مستها الحرائق الأخيرة التي ضربت البلاد وأتت على 15 ألف هكتار من المساحات الخضراء.
وكشفت مصادر أمنية جزائرية أن عمليات البحث والتمشيط التي أطلقته قوات الجيش الجزائري، بكل من منطقة الصحاريج التابعة لدائرة " مشدالة " الواقعة شرق محافظة البويرة ومحاور أخرى من محافظة بومرداس شرق البلاد، وجاءت بعد حصول قيادة المؤسسة العسكرية على معلومات تقيد برصد تحركات مجموعة إرهابية عبر هذه المحاور بعد الحرائق الأخيرة التي مست البلاد، ولوحظ خلال الساعات القليلة الماضية، تحركات مكثفة لقوات الجيش الجزائري في هذه المناطق لتضيق الخناق والحصار على هذه المجموعة، التي تستغل هذا المحور لزرع الخوف وسط السكان القاطنين بالقرى المعزولة القريبة من هذه الغابات.
وقضى الجيش الجزائري، مطلع العام الجاري، في محافظة البويرة، على 14 إرهابيا واسترجع كمية من الأسلحة تتمثل في 13 مسدسا رشاشا، من نوع كلاشينكوف وكمية من الذخيرة. وجندت قيادة الناحية العسكرية الأولى لهذه العملية، عددا كبيرا من الجنود مدعومين بآليات ومدفعية ميدان للبحث والتحري في هذه المعلومات.
ويواصل الجيش الجزائري تمشيط غابات منطقة "القبائل"، بسبب تمركز بقايا "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" فيها، ولا يقتصر هذا الحراك على المدن الداخلية فقط، بل الوضع ذاته قائم على الحدود التي تربط البلاد بعدد من الدول، التي تشهد اضطرابات أمنية كبيرة، وأنهى الجيش الجزائري، وبرامج التدريبات والمناورات السنوية التي نفذتها قوات برية وجوية، وركزت قيادة الجيش الجزائري، على تطوير منظومات الصواريخ المضادة للطائرات، من نوعي بانستير وأس 300 وصواريخ ياخونت المضادة للسفن وهي أسلحة دفاعية.
وأجمع متتبعون للشأن الأمني في البلاد أن الجيش الجزائري يتأهب لأسوأ المخاطر، فالبلاد تقع في منطقة الخطر بالنظر إلى التوترات الأمنية المحيطة بها، ولهذا اضطرت إلى تحديث منظوماتها الدفاعية وهو ما كشفت عنه مناورات مجد 2017.
ولا يقتصر هذا الخطر على محيطها الخارجي فقط، بل يشكل ملف عودة المقاتلين الأجانب من سورية والعراق أكبر خطر على أمن البلاد، وهو ما اعترف به كبار المسؤولين في الدولة الجزائرية على رأسهم الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ووزير خارجية الجزائر عبد القادر مساهل، الذي حذر من عودة المقاتلين الأجانب، الذين اعتادوا الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية، مشددا أن هذا الأمر هو الأخطر فى الوقت الراهن، مؤكدا أن بلاده عاشت أياما صعبة فى تسعينيات القرن الماضي، وأن الدولة الجزائرية انتصرت على الإرهاب بمحاربتها الفكر المتطرف وإبرام المصالحة الوطنية.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر