ارتفاع مخيف لآفات الإجرام و التسوُّل واغتيال الكرامة الإنسانية في المغرب
آخر تحديث GMT 02:14:26
المغرب اليوم -

ارتفاع مخيف لآفات الإجرام و التسوُّل واغتيال الكرامة الإنسانية في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - ارتفاع مخيف لآفات الإجرام و التسوُّل واغتيال الكرامة الإنسانية في المغرب

أطفال مشردين
الرباط - إدريس الخولاني

تشهَد المدن المغربية  وخصوصا الكبرى والسياحية والشاطئية في الأعوام الأخيرة نزوح كبير لأفواج من المواطنين الراغبين في البحث عن حياة افضل أو بهدف الهجرة إلى ما وراء البحر، تترتب عنه ظواهر خطيرة ومؤلمة تقشعر لها القلوب و الأبدان ، فنسمع من حين للآخر عن جرائم مخيفة، تتمثل في القتل بأبشع الصور و الاغتصاب و السرقات إضافة إلى التعاطي للمخدرات و الانخراط العفوي في تكوين عصابات و أحيانا يتم الانضمام إلى منظمات إجرامية دولية دون التفكير في العواقب.

 "المغرب اليوم" تقارب الموضوع لخطورته السلبية على السياحة الداخلية و أمان و سلامة المواطنين وحقهم في الطمأنية وكذا حق كل مواطن في العيش الكريم وفق ما تكفله المواثيق الدولية والتشريعات المغربية لحقوق الإنسان .

إذا رجعنا إلى الوراء لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذه الظواهر المسيئة و المنغصة، نجد أنها مرتبطة بظاهرة اجتماعية مخزية، و هي في الأصل المغذية الأساس لظاهرة الإجرام ، و التي تتمثل في عملية  التخلي عن الأطفال   والأمهات و الأباء ليصبحوا عرضة للتشرد و الضياع دون رأفة أو شفقة ، و تزداد أعدادهم يوميا في ظل غياب الوازع الديني و قوانين تحمي المتخلى عنهم و عدم قدرة أماكن الإيواء على احتواء التزايد المهول للمشردين  و المتخلى عنهم ، إضافة إلى انعدام إرادة حقيقية لمعالجة هذه الظواهر الاجتماعية التي تفشّت بشكل فظيع في مجتمعنا بجل المدن و القرى.

 فعدد المشرّدين لا يمكن رصده بفعل تحركاتهم المستمر و انتقالهم من شارع لآخر و من مدينة لأخرى بحثا عن مكان أو مدينة أكثر رحمة لاحتضانهم وانتشالهم من الوضعية التي يعيشونها ، فالدراسات و الإحصائيات  المغربية و الاجنبية تشير إلى أن نسبة عالية من المتخلى عنهم  بالشوارع هم من الأطفال و اليتامى و القاصرين وحتى المسنين و النساء لم تستثنهم هذه الظاهرة ، التي يترتب عنها تعاطي بعضهن للمخدرات بمختلف أنواعها ، هذه الافة ، تدخلهم عالم الفساد و الرذيلة ، بسبب الوضعية المخجلة و المهينة و القاسية التي يعيشونها ،حتى أصبحوا  منبوذين من طرف المجتمع  و ليس لهم من رغبة أخرى في هذه الحياة غير الركض بحثا عن المصير المجهول والعيش دون هدف هربا من تسلُّط الكبار على حياتهم ، فيصبح بيتهم الشارع و غطائهم السماء و فراشهم الأرض و مأكلهم الفتات و بقايا الطعام ، وعادة ما يشاركون القطط والكلاب في حصيلة القمامة، و يتعرضون للتعنيف و الاغتصاب و أحيانا للاستغلال في أغراض إجرامية، الضعيف منهم يمتهن التسول أو التعاطي للدعارة و في ظل غياب الرحمة و الشفقة يموت بعضهم موتا بطيئا ، هذا ما نسمعه من حين لآخر بجل المدن المغربية / بني ملال ، فاس ، مكناس ،الرباط، الدار البيضاء ، القنيطرة ، مراكش ، و جدة و الناظور،وغالبا ما يتم تجاهل أسباب الوفيات، أما الأقوياء  منهم المتخلى عنهم يدخلون مباشرة إلى عالم الجريمة من بابها الواسع ، بعد أن يشعروا أن أبواب الرحمة قد أغلقت في وجههم  و أن أحلامهم قد تبخرت ، و اقتناعهم بأن المجتمع قد تخلى عنهم و أن مراكز الإيواء عاجزة تماما عن إخراجهم من الوضعية المأساوية التي يعيشونها ، مما يجعلهم يرفضون تماما  اللجوء إليها ووضع ثقتهم فيها ، وهم الذين فقدوا الثقة في عائلاتهم و كل مكونات المجتمع، وحتى في أنفسهم.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارتفاع مخيف لآفات الإجرام و التسوُّل واغتيال الكرامة الإنسانية في المغرب ارتفاع مخيف لآفات الإجرام و التسوُّل واغتيال الكرامة الإنسانية في المغرب



GMT 08:45 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يكشف حقيقة رفع العقوبات عن سوريا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:09 2018 الإثنين ,29 كانون الثاني / يناير

مستحضرات تجميل تساعدك في تكبير شفتيك خلال دقائق

GMT 03:29 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

ديكورات ثلاجات يُمكن أن تستوحي منها إطلالة مطبخك

GMT 01:08 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

عطيات الصادق توضح كيفية التعامل مع أهل الزوج

GMT 00:10 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

التشكيلي رشيد بنعبد الله يحتفي بالفرس في معرض فردي

GMT 07:30 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

مصممة تضفي لمسة جمالية على منزل قديم في إنجلترا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib