قرية لأطفال الشارع بأموال سويسرية في أقليم الحوز
آخر تحديث GMT 14:47:48
المغرب اليوم -

قرية لأطفال الشارع بأموال سويسرية في أقليم الحوز

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قرية لأطفال الشارع بأموال سويسرية في أقليم الحوز

الأطفال اليتامى
الرباط -المغرب اليوم

على مساحة 15 هكتارا، تتراءى لك منازل أنيقة بنيت بهندسة مغربية، يتوسطها مسجد بصومعة عالية. وعند الاقتراب، تكتشف أنها جنة للأطفال على الأرض، أسسها بجماعة تحناوت بإقليم الحوز رجل الأعمال السويسري المقيم بالمغرب هوبر هانزجورك.تحتضن هذه القرية حوالي 160 طفلا يتيما دون مأوى، تتراوح أعمارهم بين أسبوع و8 سنوات، من كل جهات المغرب، فيما تشير الأرقام الرسمية التي أعلنت عنها جميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، إلى أن عدد حديثي الولادة الذين تم العثور عليهم سنة 2018 بلغ 360 طفلا، والأطفال المتخلى عنهم 1741 طفلا. وما خفي أعظم.بغلاف مالي يقدر بـ20 مليون درهم، تم إحداث هذه القرية لتكون ملاذا آمنا الأطفال اليتامى والمتخلى عنهم، بعدما أخبر السويسري صاحب المبادرة أبناءه بذلك، لإيمانه بأن المال نعمة زائلة، وأنه يبحث عن سعادة أبدية، وبصمة إنسانية يفتخر بها، بحسب ما صرح به هوبر هانزجورك، الذي استقر بالمغرب منذ 10 سنوات، في حديث لهسبريس

ونحن نتجول بهذه القرية، أسر السويسري الذي وقع في حب المغرب بأن “اليد الواحدة لا تصفق، لكنني قررت أن أغرس فسيلة، لأعطي معنى للقيم التي قتلتها ثقافة الاستهلاك الرأسمالية، فأصبحت أبا وجدا لعشرات البراعم هم في أمس حاجة إلى الحب والرعاية، والنتيجة أنني أسعد رجل على وجه الأرض”.

يرمي هذا المشروع الاجتماعي والإنساني إلى إنقاذ هذه الفئة من الأطفال وإسعادها، يقول هوبر هانزجورك، مضيفا: “قررت التخلي عن متاع الدنيا في سويسرا، وجلبت أبنائي للعيش بالمغرب بحثا عن السعادة وقيم الحب والعطاء التي نفتقر إليها بالمجتمع الغربي”.وواصل قائلا: “يجب أن تتضافر جهود المحسنين والأشخاص ذوي النوايا الحسنة لدعم هذه المشاريع الاجتماعية والإنسانية وإنشاء مؤسسات أخرى تسير في الاتجاه نفسه، لتوفير ملاذ آمن للأطفال المعذبين في الأرض وتعليمهم معارف تجعلهم فخورين بأنفسهم”.

وخلال جولتك بالقرية، يقع نظرك على مسجد، ومركز للترويض تشرف عليه الممرضة حبيبة أيت فارس، التي أوضحت أن الأطفال ذوي الإعاقة الجسدية والذهنية يستفيدون من حصص الترويض لتصحيح ما يشكون منه، ما أكسبهم تحسنا وجعلهم يستعيدون عافيتهم.تابعت أيت فارس قائلة: “حاليا، يستقبل هذا المركز الذي أحدث بفضل بعض المحسنين، الأطفال ذوي الإعاقة الحركية الذين استطاعوا أن يكتسبوا توازنا وأن يخطوا خطوات، لكن الحالة الوبائية أوقفت هذا التحسن”. 

وأشارت الممرضة نفسها إلى أن المركز الطبي يشكو من الخصاص في بعض الوسائل التي تساعد في العلاج الفيزيائي، وفي متخصصين، من قبيل أطباء في تقويم النطق، وناشدت المغاربة الالتفات إلى هذه الفئة والمساهمة في حمايتها ورعايتها.وعلى مستوى التحصيل الدراسي، تتوفر القرية على مدرسة ابتدائية، بحسب أسماء أوسعدن، المدرسة التي فتحت قلبها لهسبريس لتحكي عن طرق تدريس تقوم على بيداغوجيا الورشات التي يشكل الطفل محور عمليتها التعليمية التعلمية.

وقالت المدرسة المسؤولة عن التعليم الأولي إن “هذه البيداغوجيا تجعل الطفل يقوم بكل شيء، ليكتسب معارف ومهارات تساعده في تحصيله الدراسي”، مضيفة: “في هذه الأقسام، نقوم بدور الأمهات والآباء والأساتذة، لتحقيق اندماج هذه الفئة اجتماعيا، وتحصينها نفسيا حتى تكون فخورة بنفسها”.

يستفيد الأطفال بهذه القرية من أنشطة موازية، من قبيل ركوب الخيل ورمي الرمح والموسيقي والرسم، “بفضل متطوعين متخصصين يقومون بتنظيم رحلات وخرجات لجعل الأطفال يكتسبون تقدير الذات، لأنهم يعانون من الفراغ العاطفي الذي تملؤه الأمهات البديلات لحمايتهم ورعايتهم”، يقول الشاب البيضاوي المتطوع حاتم اعلامي.

أما المتطوعة الفرنسية فانيسا، فقالت لهسبريس إن حضورها في القرية جاء في إطار جمعوي، بعدما تمكنت جمعيتها من جمع تبرعات لدعم سكان المنطقة للوصول إلى ماء الشرب، موردة:“نحن في فضاء حيث يمكن أن نقدم للأطفال الحب”.وأجمع كل من استقت هسبريس آراءهم بخصوص ظاهرة الأطفال المتخلى عنهم أن هذه الفئة من المعذبين نفسيا جزء من المجتمع المغربي، ومسؤولية جماعية، لأنهم أبرياء وضحايا تصورات بالية. لذا، على ذوي النوايا الحسنة والمحسنين والمتبرعين العناية بهم.

وقد يهمك أيضاً :

بسيمة الحقاوي تستعرض جهود وزارة الأسرة لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة

الحقاوي تكشف جهود الحكومة لتعزيز حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرية لأطفال الشارع بأموال سويسرية في أقليم الحوز قرية لأطفال الشارع بأموال سويسرية في أقليم الحوز



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 18:36 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
المغرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:49 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

المغربية عزيزة جلال تعود للغناء بعد توقف دام 30 عامًا

GMT 02:57 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

3 مشروبات شائعة تُساهم في إطالة العمر

GMT 08:43 2019 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على أبرز الأماكن السياحية في مصر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib