الرباط -المغرب اليوم
أبانت الوقفات التي خاضها أفراد الجالية المغربية بالخارج في عدد من المدن الأوروبية، بعد الأحداث الأخيرة التي عرفها المعبر الحدودي الكركرات، عن غياب الأحزاب السياسية المغربية عن تأطير مغاربة العالم.
وظهر الغياب التام للهيئات الحزبية واضحا، حيث تمت أغلب الوقفات المنددة باستفزازات جبهة البوليساريو بمبادرة من جمعيات المجتمع المدني، فيما ظلّ مكان الأحزاب فارغا، رغم أن المتصدرة منها للساحة السياسية لها فروع في الخارج، خاصة في أوروبا.
ولحد الآن انحصر تعاطي الأحزاب السياسية المغربية مع الأحداث الأخيرة، التي شهدها معبر الكركرات، في البلاغات والتصريحات الصادرة عن أمنائها العامين، والزيارة الجماعية التي قاموا بها إلى المعبر الحدودي، وعقدهم بعض الندوات الرقمية.
غياب الأحزاب السياسية عن تأطير مغاربة العالم ليس سوى امتداد لغياب تأطيرها لمغاربة الداخل، حسب أيوب الدجالي، الباحث في القانون العام والعلوم السياسية، مشيرا إلى أن هناك سببا ثانيا لهذا الغياب، يتمثل في كون الأحزاب السياسية ظلت دائما مغيبة عن ملف الصحراء، "ولا تظهر إلا حين يُطلب منها ذلك".
وبالرغم من تأسيس "الجهة الثالثة عشرة"، التي تمثل الجالية المغربية بالخارج، بعد دستور 2011، فإن نهوض الأحزاب السياسية بالخارج بدورها في التأطير ظل محتشما، ويتركز حضور فروعها بالخصوص في أوروبا، يقول الدجالي.
وأضاف أن مساهمة الأحزاب السياسية في الدفاع عن قضية الوحدة الترابية للمغرب تتطلب منها أن تنفتح على دول أخرى، مثل دول أمريكا اللاتينية، حيث تنشط جبهة البوليساريو، مشيرا إلى أن عمل الأحزاب المغربية على هذا المستوى لا يكون مستمرا، بل يتسم باللحظية.
وبالرغم من أن قضية الصحراء تظل "مجالا محفوظا" للدولة، فإن "هذا لا يعفي الأحزاب السياسية من تحمل مسؤوليتها، وتفعيل اختصاصاتها في إطار الدبلوماسية الموازية"، يقول الدجالي، مضيفا أن بمقدور الأحزاب المغربية أن تدافع عن قضية الوحدة الترابية للمملكة من خلال إقامة علاقات مع أحزاب من نفس مرجعيتها الإيديولوجية، من أجل التأثير في حكومات الدول الأخرى.
قد يهمك ايضا
المغرب يوجّه ضربة قوية لـ"البوليساريو" ويضع جدارًا قويًا يُحيط بـ"الكركرات"
الخارجية الهولندية تؤكد أن تدخلات المغرب هي رد فعل على حصار "البوليساريو" لمعبر الكركرات
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر