الرباط - المغرب اليوم
رحبت قطر بالمبادرة، التي أعلن عنها الملك محمد السادس في خطاب تاريخي، بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، الأربعاء، والرامية إلى إجراء حوار صريح ومباشر مع الجزائر .
وكشف موقع "الجزائر1"، استنادًا إلى مصدر دبلوماسي وصفه بالموثوق، أن قطر باشرت منذ مدة أكثر من 3 أشهر، بلعب دور الوساطة لرأب الصدع بين الجزائر و المغرب، و تقريب وجهات النظر بين مسؤولي البلدين كمحاولة قوية منها لوضع حد لعدة عقود من الجفاء في العلاقات بينهما، والتي بلغت في بعض الحالات تصعيدًا خطيرًا.
وبحسب ذات المصدر، فإنه و بالرغم من أن الجزائر، ترفض جملة وتفصيلًا قبول الوساطة بينها وبين المغرب، من طرف أية جهة ما، لأنه ليس هناك ما بين البلدين ما يستوجب التوسط بينهما.
وأكّد المصدر أن أمير دولة قطر شخصيًا، أقنع المسؤولين الجزائريين بضرورة إعادة الدفء للعلاقات بين الجزائر والمغرب، لأن ذلك يدخل في مصلحة البلدين و المنطقة المغاربية ككل، وأنه قد حان الوقت للتجرد من الذاتية والالتفات إلى مستقبل الأجيال المقبلة، خاصة في ظل الظرف الراهن المتسم بالكثير من التحديات الهامة، والتي تتطلب الاتحاد وتظافر الجهود وعدم الانزواء على النفس.
و أفاد المصدر أن عدد من المسؤولين القطريين، كانوا قد زارو الجزائر و المغرب، خلال الأشهر الأخيرة في زيارات مُعلنة، وأخرى تمت في سرية تامة في إطار الوساطة المذكورة، والتي ترفض الجزائر اعتبارها وساطة بمعناها الشائع، وإنما محاولة قطرية لتذليل العقبات بين الجزائر والمغرب.
وكان الملك محمد السادس، قد عبّر عن استعداد المغرب للحوار المباشر والصريح، مع الجزائر لتجاوز الخلافات القائمة بين البلدين، وذلك لأول مرة منذ سنوات، مقترحًا، إحداث آلية سياسية مشتركة للتشاور.
و اقترح الملك الدخول في حوار مع الجزائر لمناقشة جميع الملفات العالقة بدون استثناءات، كما اقترح تأسيس لجنة للحوار بغرض تجاوز الجمود القائم في العلاقات مع الجزائر، داعيًا إلى تفعيل العلاقات الثنائية والعمل على إيجاد حلول للمشاكل المطروحة.
وتحتفظ دولة قطر بعلاقات مميّزة مع كل من الجزائر والمغرب على حد سواء، ونتيجة للعلاقات المميزة التي تربط قطر بكل من الجزائر والمغرب، قد تنجح الوساطة التي باشرتها منذ مدة، وقد تنتهي بتطبيع العلاقات بين الجزائر و المغرب.
يُذكر أنها ليست المرة الأولى التي تتدخل دولة ما من أجل الوساطة بين المغرب والجزائر، حيث سبق للعاهل السعودي الراحل، الملك فهد بن عبد العزيز، أن نجح سنة 1988 في مصالحة الملك الراحل الحسن الثاني مع الرئيس الجزائري الأسبق الراحل الشاذلي بن جديد، في لقاء تاريخي في مدينة وجدة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر