مراكش - المغرب اليوم
كان مؤشر الساعة، يوم الأربعاء، يقترب من الثانية عشرة والنصف، عندما انطلقت فوضى لم يكن يتوقعها أحد وكادت تفضي إلى كارثة حقيقية لولا الألطاف الإلهية، وذلك بالقرب من مؤسسة تعليمية بزنقة عقبة بن نافع بحي أسيف بمقاطعة جليز بمراكش.
بدأ الأمر عندما انطلق خلاف عابر بين سائق سيارة خاصة بإحدى شركات بيع التجهيزات المنزلية وشخص آخر، وهو ما دفع المتمدرسين إلى استنكار التهجم على رجل في عقده الخامس، ليقوم سائق السيارة المذكورة بالانطلاق ثمّ التراجع بالسيارة عدة مرات بطريقة هستيرية أدت إلى إصابة أربعة تلاميذ يتابعون دراستهم بمؤسستين للتعليم الخصوصي بمقاطعة جليز بجروح خفيفة.
بعد هذا، وإثر حصار السائق من طرف مجموعة من المتواجدين بعين المكان ممن استنكروا فعلته المجنونة، أطلق هذا الأخير ساقيه للريح.
عبد العزيز مهير العلوي، المدير التربوي للمؤسسة التي وقعت محاولة الدهس بجوارها، والتي استجار بها السائق المتابع من طرف النيابة العامة المختصة، قال، في تصريح لهسبريس، إن الهجوم على الشاب المذكور "دفعه إلى دخول مؤسستنا مخافة تعنيفه".
والتمس هذا المسؤول التربوي من السلطة المنتخبة والشرطة الإدارية إعادة النظر في تشوير زنقة عقبة بن نافع، التي تضم مؤسسات تعليمية عديدة بمستويات متعددة، كما تضم إدارات عديدة كالملحقة الإدارية إسيل ومصلحة تابعة لوزارة التجهير، بالإضافة إلى محلات تجارية ومنازل سكنية.
وأوضح عبد الحق الأمغاري مدير ثانوية القاضي عياض العمومية التي توجد بمثلث حصد سابقا روح تلميذة وطالب جامعي، أن الفضاء الذي عرف محاولة الدهس مكتظ بالمؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية؛ "وهو ما يتطلب التفكير في تشوير يحمي التلاميذ ويمكن المواطنين من الوصول إلى الإدارات التي توجد بالمنطقة".
عبد المولى أبو الهدى، النائب الأول لرئيس جمعية آباء وأمهات ثانوية القاضي عياض العمومية، ساءل الجهات المعنية بالسير والجولان "عن سبب التراجع عن قرار سابق يهم زنقة عقبة بن نافع، التي كانت تسير في اتجاه واحد".
وزاد قائلا: "فتح طريق زنقة عقبة بن نافع، التي تضم مؤسسات التعليم الخصوصي في اتجاهين، ساهم في عرقلة حركة السير لحظة خروج التلاميذ، بسبب ركن الآباء لسياراتهم في انتظار خروج أطفالهم".
وأجمعت التصريحات، التي استقتها جريدة هسبريس لحظة زيارتها لمكان الحادث، على المطالبة بمنع المجال الترابي الذي يضم هذه المؤسسات عن السير والجولان، وتخصيصه بفرقة أمنية لتدبير المدار الذي يربط زنقة عقبة بن نافع بشارع علال الفاسي، وحماية التلاميذ بالزنقة المذكورة من كل مكروه قد يصيبهم، كالسرقة والسياقة الجنونية لبعض الشبان.
وأسرت مصادر أن السائق الشاب عبر عن ندمه، خلال البحث التمهيدي الذي أمرت النيابة العامة المختصة بمدينة مراكش بفتحه في هذا الحادث المروري للتحقق من الأفعال الإجرامية المنسوبة إليه.
وأرجعت مصادر الجريدة التغييرات، التي تعرفها زنقة عقبة بن نافع بين حين وآخر على مستوى التشوير، إلى رسائل سكان الزقاق ذاته، يطالبون بفتحه في الاتجاهين.
وقد يهمك ايضا:
أمين "الاستقلال" يؤكد أن حكومة العثماني عاجزة عن حل مشاكل المغاربة
المحكمة الدستورية المغربية ترفض قانون مجلس المستشارين
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر