الرباط - المغرب اليوم
بات التقارب الملفت بين روسيا والجزائر يثير الكثير من التساؤلات، خاصة في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية والحصار المفروض على موسكو من قبل الغرب، بينما تختار الجزائر تعزيز تنسيقها مع الروس في إمدادات الأسلحة والتداريب بشكل خاص.
آلان جوليت، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية الفرنسي، استنكر ازدواجية معايير “الإليزيه” في تجاهل العلاقات الروسية الجزائرية في سياق الحرب في أوكرانيا، لافتا إلى أن “الجزائر هي ثالث أكبر مستورد للأسلحة الروسية”.
ومنذ الحرب الباردة، ظلت العلاقات الروسية الجزائرية مترسخة، وعلى الرغم من الصعود والهبوط الناجم عن السيناريوهات العالمية المختلفة، ظلت العلاقات الثنائية مستقرة دائمًا.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، استوردت الجزائر أكثر من 80٪ من معداتها العسكرية من روسيا، وهي أيضًا مشارك منتظم في التدريبات العسكرية للكرملين.
وتبرر الجزائر تقاربها مع نظام موسكو بكونها تبحث تعزيز التعاون مع موردها الرئيسي للأسلحة. ومن ناحية أخرى، تقترب أكثر من محور الصين والتوازن على الجانب الشرقي.
وفي مقابلة له، ندد آلان جوليت، الرئيس السابق للمديرية العامة للأمن الداخلي، وهو جهاز المخابرات الخارجية الفرنسي، بالصمت الفرنسي والغربي بشأن مشاركة الجزائر في مناورة “فوستوك” العسكرية 2022.
وشدد الأستاذ السابق في المدرسة الوطنية للإدارة (ENA)، وهي مصنع لمسؤولي الدولة حيث درس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أنه “لم يتحدث أحد في فرنسا عن حقيقة أن الجزائر تشارك في تلك المناورات”.
وشاركت الجزائر في أوائل شتنبر في” فوستوك 2022″، وهي مناورة عسكرية أجريت في تسعة معسكرات تدريب روسية في شرق الدولة الأوراسية، وكذلك في المناطق البحرية والساحلية في بحار أوخوتسك واليابان.
وتكشف مشاركة الجيش الجزائري في “فوستوك 2022” أنه “قريبا جدًا منا، على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، هناك بلد يعمل في نهاية المطاف مع الروس، ومن الواضح أنه لا يتفق مع ما يحدث في أوروبا”، يقول جولييت في مقابلة مطولة مع مجلة “Valeurs actuelles”.
وهاجم رجل المخابرات الغربية نفاق الحكومة الفرنسية، التي زارت رئيسة وزرائها، إليزابيث بورن، الجزائر قبل بضعة أسابيع برفقة وفد كبير من حكومتها لتعزيز العلاقات، وقبلها، قام ماكرون بزيارة دولة رفيعة المستوى إلى الجزائر لتسوية الخلافات مع قصر المرادية.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر