كتبت مجلة "إي يو بوليتيكال ريبورت" الصادرة عن الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، أن القرار الإسباني قصير النظر الذي تبناه البرلمان الأوروبي، أدى إلى تفاقم التوترات الثنائية مع المغرب.وأكد جيمس ويلسون، في مقال نشرته المجلة، أن "هذه المبادرة تظهر أن البرلمان هيئة مزاجية، يمكن تضليلها بسهولة من قبل بعض اللوبيات"
وسجل أن "القرار لم تتم المصادقة عليه بالأغلبية المطلوبة ولم يحصل على الدعم المتوقع تحت ضغط هائل من اللوبيات الإسبانية"، مبرزا أن "العديد من أعضاء البرلمان الأوروبي انتقدوا المناورات العدوانية لإسبانيا لرفع عدد الأصوات المؤيدة للقرار".
وهو المعطى الذي تحدث عنه عضو البرلمان الأوروبي، توماش زديشوفسكديه، مؤكدا أن "حكومة سانشيز، من خلال الضغط بقوة من أجل اعتماد قرار البرلمان الأوروبي ضد المغرب، تتوخى التمويه على أخطائها المتتالية، واستدراج الاتحاد الأوروبي لهذا المسار الخطير".
وأشار إلى أن "هذه المناورة العقيمة ستؤدي إلى التصعيد بدلا من إقامة حوار بين دولتين جارتين. مدريد تبذل قصارى جهدها لزعزعة استقرار الدولة الوحيدة المستقرة والهادئة في المنطقة"
الموقف ذاته عبر عنه النائب الدنماركي، سورين جادي، الذي رفض، في بيان صحفي، قرارا لا يعكس الطبيعة الموثوقة والوثيقة للعلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، مؤكدا "قررت عدم التصويت لصالح القرار. أعتقد أنه من المهم أن تكون هناك علاقات موثوقة ووثيقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي".
من جانبه، أكدت عضو البرلمان الأوروبي، فريدريك رايس، أنه صوت ضد هذا القرار الذي "يضع شريكنا الاستراتيجي المغربي في مأزق، ويتغاضى عن مسؤوليات قوات الشرطة الإسبانية في أعمال العنف التي أبلغت عنها المنظمات غير الحكومية، والتي فتحت العدالة الإسبانية تحقيقا بشأنها".
واعتبر كاتب المقال أنه في الوقت الذي يفشل فيه الاتحاد الأوروبي، بشكل واضح، في اتخاذ إجراءات فعالة ضد الانتهاكات الدولية الجسيمة لحقوق الإنسان في دول أخرى تتعارض تماما مع القيم والمبادئ الأوروبية، "أعتقد أن مبادرة البرلمان الأوروبي وبهذا القرار المتهور أمر مؤسف"
وسجل أن المقاربة البناءة التي على الاتحاد الأوروبي تبنيها مع شركاء موثوق بهم مثل المغرب، من المفروض أن تتمثل في الحفاظ على الشراكة المثمرة من خلال الحوار والتعاون.
وأعرب عن أسفه من أنه "بدلا من ذلك، تبنى البرلمان مواقف تافهة لعدد قليل من أعضاء البرلمان الأوروبي الشوفينيين والمصابين العمى، مما سمح لإسبانيا بتحويل الانتباه عن خطأها الدبلوماسي، من خلال خلق أزمة ثنائية مع المغرب جراء تدبيرها الفاشل لفضيحة إبراهيم غالي".
وأكد أن هذه الفضيحة لن تختفي وأن إسبانيا ستضطر للإجابة على الأسئلة المتعلقة بسلوكها، موضحا أن "هذا القرار هو تضليل مؤقت لا صلة له بالموضوع ولن يستمر (...)، وسيتم التخلص منه بسرعة في مزبلة التاريخ البرلماني الذي تنتمي إليه".
واعتبر ويلسون أن "المشكلة الحقيقية بين إسبانيا والمغرب لا تتعلق بالهجرة، الأمر لا علاقة له بالقاصرين غير المرفوقين، إنها مسألة دبلوماسية ومسألة ثقة".
وخلص إلى أن "العلاقة الغنية والراسخة بين المغرب والاتحاد الأوروبي يتعين أن تبقى بعيدة عن هذا الستار الدخاني الإسباني المتحيز والخطأ"
قد يهمك ايضاً :
نقابة صحية تطالب أيت الطالب بصرف مستحقات الشطر الثاني وتعويضات الساعات الإضافية
مواد غذائية لا ينصح بتناولها مع الطماطم منها القهوة والشيكولاتة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر