أطلق المغرب مشاريع كبيرة ومُهيكلة منذ 2014، من شأنها إعادة إحياء الوجه الثقافي للأقاليم الشمالية التي يعوّل عليها لتسويق صورته لدى جيرانه الأوروبيين.
ويبدو أن التقارب الثقافي المغربي الإسباني، والروابط الكبيرة التي تجمع بلدان شبه الجزيرة الايبيرية بشمال المملكة، جعل الدولة تعطي أهمية كبيرة للثقافة من خلال تخصيص ميزانيات كبيرة لإنشاء مراكز ثقافية وتهيئة أخرى إضافة الى تمويل إعادة رد الاعتبار لمآثر تاريخية مُهدّدة بالزوال.
3 برامج ملكية
وفي عامي 2014 و2015 أعطى الملك محمد السادس انطلاقة العمل بثلاثة برامج تنموية ضخمة، الأول يتعلق بمشروع الحسيمة منارة المتوسط 2015 -2019 و يتضمن تمويل 10 مشاريع ثقافية بما مجموعه 107.441.512 درهم تشمل ترميم موقع المزمة بـ12 مليون درهم، وانشاء مركز ثقافي في امزورن بـ12 مليون درهم، بناء وتجهيز مسرح بـ40 مليون درهم، بناء معهد للموسيقى بـ22 مليون درهم، ترميم موقع بادس بـ3 مليون درهم، ترميم الفضاء الخارجي لقلعة صنهاجة بمليون ونصف درهم، ترميم قلعة سنادة بـ5 مليون درهم، تهيئة المسار السياحي لموقع ليكسوس بمليون درهم، تجهيز مركز ثقافي بـ4 مليون درهم، تجهيز معهد موسيقي بـ2 مليون درهم، تجهيز مسرح الحسيمة بـ6 مليون درهم وأخيرا ترميم بناية تاريخية لاحداث مركز اشعاع التراث التاريخي ب12 مليون درهم .
أما البرنامج الثاني فهو مشروع التأهيل الحضري لتطوان 2014-2018، وخصص منه لتمويل مشاريع ثقافية ما مجموعه 28.700.000 درهم موزعة على مشاريع مهمة تهم بناء وتجهيز معهد موسيقي بمبلغ 15 مليون درهم وترميم وصيانة ورد الاعتبار لمسرح المصلى بتطوان بازيد من 13 مليون درهم .
ويتعلق البرنامج الثالث باتفاقية برنامج طنجة الكبرى (2014-2018) والتي تم التنصيص في بنوذها على دعم بناء وتجهيز مركز ثقافي ببني مكادة بغلاف مالي يصل ازيد من 33 مليون درهم، اعادة تهيئة قصر الثقافة والفنون من خلال اقتناء وتركيب الكراسي بما يفوق 8 مليون درهم وتركيب المعدات التقنية بأزيد من 18 مليون درهم وتكسية قاعات العروض ب2مليون و200 الف درهم، ويتضمن البرنامج الملكي أيضا إنجاز اعمال السينوغرافية من أجل إحداث مركز إشعاع التراث بفيلا بيرديكاريست بـ200 ألف درهم، تجهيز المكتبة الوسائطية لطنجة الكبرى.
وزارة الثقافة تمول 12 مشروعا ثقافيا
إضافة الى البرامج التنموية الثلاثة الكبرى (طنجة، تطوان والحسيمة ) الذي وقُّعت تحت رئاسة الملك حظيت الأقاليم الشمالية بدعم سخي من ميزانية وزارة الثقافة والإتصال، وبحسب المعطيات الرسمية تم انجاز 12 مشروع ثقافي بالأقاليم الشمالية سواء ضمن ميزانية الاستثمار لمديرية التراث الثقافي أو ميزانية الإستثمار لمديرية الكتاب والخزانات، بميزانية تفوق 16 مليون درهم، وتهم توسعة وتجهيز مقر مركز الفن الحديث بتطوان بما يقارب 8 مليون درهم، تجهيز 41 مكتبة بجهة طنجة تطوان الحسيمة : 3 مكتبات بجماعات تطوان، أزلا، السوق القديم وبن قريش ب900 ألف درهم، تجهيز مكتبتين بجماعات شفشاون، باب برد والواد ب600 ألف درهم، توفير تجهيزات مكتبية ومكتباتية ورصيد وثائقي ل16 مكتبة بمبلغ يناهز 800 ألف درهم، تدعيم الرصيد الوثائقي ل20 مكتبة بـ600 ألف درهم. تحهيز خزانة المركز الثقافي بوزان بـ300 الف درهم، احداث مركز شعاع التراث بم قع ليكسوس بـ2 مليون درهم، توفير تجهيزات مكتبية بجماعات امرابطن، لوطا، وأيت قمرا اقليم الحسيمة بمبلغ 900 ألف درهم، توفير تجهيزات مكتبية ورصيد وثائقي بجماعة زوادة باقليم العرائش بـ300 الف درهم .
اقرأ أيضًا : محمود جبريل يعلن أنّ الإسلام السياسي سرق حلم الليبيين
12 اتفاقية مع الجماعات الترابية بجهة طنجة- تطوان
وبمقابل دعم الدولة السخي لهذه المنطقة ثقافيا فان هناك 12 اتفاقية مع مختلف الجماعات الترابية من اجل احداث 7 مراكز ثقافية بالقصر الكبير، العرائش، بكل من بني بوعياش، عبد الغاية السواحل، إساكن، تارجيست، إمزورن اقليم الحسيمة بقيمة مالية تم تحديديها في 27 مليون درهم مخصصة 5 فقط للمراكز الثقافية الواقعة بتراب اقليم الحسيمة التي توجد صفقاتها الخاصة بالاستشارة المعمارية في طور الانجاز، فيما لم تحدد بعد مصالح وزارة الثقافة قيمة تمويل المراكز الثقافية المتبقية في انتظار تأشيرة الوزير على نص الاتفاقيات. وكالة تنمية الأقاليم الشمالية من جهتها اخدت على عاتقها انجاز عدة مشاريع ثقافية من ضمنها 4 ممولة في اطار برنامج الحسيمة منارة المتوسط.
5تمويلات من طرف حكومات اجنبية
بمدينة شفشاون ورغم أن الأعمال متوقفة وان وزراة الثقافة بصدد الغاء الصفقة لعدم التزام المقاولة الا ان الحكومة الأندلسية عبر صندوق التعاون الدولي الأندلسي مصرة على دعم انشاء مركز للأبحاث والدراسات الأندلسية بما يناهز 4 مليون درهم، بالعرائش الحكومة الإيطالية خصصت عبر برنامج التعاون المغربي الإيطالي دعما ماليا مهما يصل 933 ألف درهم من أجل تهيئة المسار السياحي ليكسوس اذ من المنتظر ان تنطلق الأعمال الشهر الجاري. فيما بطنجة الحكومة نفسها تستعد لتمويل مشروع انجاز اعمال السينوغرافية لإحداث مركز إشعاع التراث بفيلا بيرديكاريست بغلاف مالي قدرته مصالح وزارة الثقافة ب200 ألف درهم ومن المنتظر ان يتم الاعلان الصفقة متم هذا الشهر بعدما تم اتمام الدراسات التقنية السينوغرافية . وبالقصر الكبير سيتم إحداث مركز شعاع التراث بموقع ليكسوس من طرف مديرية التراث بوزارة الثقافة بتمويل من الوكالة الإيطالية للتعاون الدولي بمبلغ يناهز 2 مليون درهم .
يعود تاريخ بناء المسرح الوطني بتطوان، الذي يعتبر من بين أقدم المسارح بشمال المغرب، إلى سنة 1914 أي سنة واحدة بعد بناء مسرح سيرفانطيس بطنجة لذلك كان لا بد على الدولة ان تتدخل لإعادة الاعتبار اليه كمعلمة وطنية وتراث تاريخي كانت له أدوار ثقافية وفنية الى حدود الثمانينات من القرن الماضي. ولعل توقفه عن استقبال العروض وتقديم خدماته الفنية والثقافية عجل بإغلاقه لمدة فاقت عشرين سنة، حتى أصابه الإهمال وتدهورت حالته ومرافقه واصبح مهددا بالانهيار الكلي .
أما مسرح المصلى او ما يسمى بالمسرح الوطني فهو يشكّل ذاكرة ثقافية ومعمارية مهمة لمدينة تطوان المسجلة في قائمة التراث العالمي، لذلك سارعت السلطات العمومية إلى برمجة مشروع ترميمه وإنقاذه وإعادة تأهيله ضمن مشروع التأهيل الحضري لتطوان بمساهمة عدة قطاعات وزارية حيث تكلفت وزارة الثقافة بهذا المشروع الذي أوكلت مهمة إنجازه للمحافظة الجهوية للتراث بطنجة التي تكلفت بإنجاز الدراسات الهندسية والتقنية للمشروع كما قامت في نهاية سنة 2017 بطرح صفقة أعمال ترميم وإعادة تأهيل هذه المعلمة بتكلفة إجمالية بلغت 13 مليون درهم.
بحسب مصدر مطلع من داخل ردهات وزارة الثقافة فانه في الوضعية الراهنة لتقدم الأعمالال، تم إنقاذ البناية وتدعيم بنيتها الأساسية كما تم الشروع في تركيب السقوف حيث بلغت نسبة تقدم الأعمال حوالي 60% وتمر في ظروف جيدة حيث تم تجاوز المرحلة الحرجة من تنفيد الأعمال التي من المرتقب أن تنتهي في حدود منتصف 2019 ، وسيكون لهذا المسرح دور مهم في دعم العرض الثقافي والفني بالمدينة فضلا عن كونه يعيد الاعتبار لمعلمة معمارية وثقافية من معالم تطوان المدينة المبدعة لليونسكو.
قد يهمك أيضاً :
سعد الدين العثماني يدعو إلى تسهيل عمل المستثمرين والمقاولين
الحكومة المغربية تناقش مراقبة وإنتاج الحليب وصرف منح الطلاب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر