الدار البيضاء - المغرب اليوم
كشف رئيس مجلس النواب الحبيب المالكي، بأن التحديات التي تواجهها أفريقيا، من مخاطر أمنية وإرهاب ونزوح وهجرات وبطالة وضعف في الخدمات الاجتماعية، تتطلب عملا مشتركا، مؤكدا في ذات الوقت بأنه "لا مستقبل لاستراتيجيات إنمائية حبيسة البعد الوطني وأن انضمام المغرب لسيداو سكون مفيدا جدا للجميع".
وأوضح المالكي خلال افتتاح أشغال ندوة "تيسير تنقل الأشخاص والبضائع بين البلدان الأفريقية: أي آليات ؟" الخميس في الرباط، بأن انضمام المغرب إلى المجموعة الاقتصادية لدول أفريقيا الغربية له قيمة مضافة كبرى في تقوية هذا التكتل الإقليمي الناجح، فضلا عن أن هذا الانضمام هو تحصيل حاصل بالنظر أولا إلى العلاقات المتقدمة والاستثنائية أحيانا مع أعضاء المجموعة، وبالنظر ثانيا إلى حجم مبادلاته الاقتصادية والبشرية مع هذه البلدان.
وأضاف المالكي، بأن المغرب يقيم علاقات متقدمة وقوية مع بلدان المجموعة الاقتصادية لدول إفريقيا الغربية حيث بلغت قيمة مبادلاته التجارية مع هذه البلدان حوالي مليار دولار سنة 2016، أي ما نِسبته % 37.3 من الحجم الإجمالي لمبادلات المغرب مع بلدان القارة، مبرزا بأنها نسبة لم تكن تتجاوز % 10 سنة 1996، وأضافا بأن هذا المنحى يتعزز بحجم الاستثمارات المغربية في بلدان المجموعة والتي بلغت مليار دولار سنة 2014 مقابل 500 مليون دولار في سنة 2010، مما يعني أن المغرب يُعتبر الشريك الاقتصادي الأول لبلدان المجموعة وأن انضمامه المؤسساتي إليها ليس سوى تحصيل حاصل.
وأشار المتحدث، بأن التحديات التي تواجهها إفريقيا، والأفق الجهوي والقاري المفتوح على العالم والعمل وفق منطق المصالح المشتركة والمنفعة القارية، هو الذي يُمكن أن يَخْلُق مؤسسات اقتصادية وخدماتية رائدة، تُحْدِث حولها ديناميات محلية ووطنية دامجة ومنتجة للثروة، مبرزا بأن تحقيق هذه الأهداف سيُشعِر المواطن الإفريقي بولوج عهد جديد وسَيَنْشُر ثقافة جديدة جوهرها الشعور بالانتماء إلى إفريقيا والاعتزاز بهذا الانتماء.
وأكد المالكي، بأنهم عمليا بصدد شراكة من مُكَوِّنَاتهَا المبادلات التجارية والاستثمارات المباشرة، وتُعَزِّزها العلاقات البشرية الثقافية والروحية والإرادةُ المشتركة في النهوض بالشراكة جنوب-جنوب،مبرزا بأن انضمام المغرب إلى المجموعة سيكونُ مفيدا للجميع، خصوصا إذا تم استحضار اتفاقيات التبادل الحر التي تجمع المملكة مع عدد من القوى الاقتصادية والتكتلات الاقتصادية والـمُقَدرة أسواقُها بأكثرِ من مليار مستهلك مما يفتح آفاقاً واسعة أمام اقتصادات بلدان المجموعة، ويمنحها فرصاً تصديرية إلى أسواق واعدة، ويُعَزِّزُ قُدُراتها التنافسية وجَاذِبِيَتَها.
وخلص رئيس مجلس النواب، بأن هذا الوضع الإفريقي الجديد يعتبر واحدا من مرتكزات الانفتاح وتيسير المبادلات البشرية والاقتصادية والحوار السياسي بين بلدان القارة، ويؤسس لتعاقدات جديدة أساسها الـمَنَافِعُ المشتركة، ويُوَازي هذا المشهدَ الإفريقيَ الجديد، سياسيا ومؤسساتيا، ديناميات اقتصادية دَالَّةٌ تؤَشِّر على النهوض الاقتصادي الإفريقي.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر