الرباط - المغرب اليوم
بعد أشهر عصفت خلالها “الأزمة الصامتة” بين الرباط وباريس بالعلاقات التاريخية والتقليدية بين البلدين، تراهن الجمهورية الفرنسية، في عهد الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، على تعيين “وشيك” لسفير جديد يمثل مصالح بلادها بالمملكة المغربية وعينُها على إنعاش العلاقات الاقتصادية الثنائية وتطويرها نحو آفاق أرحب، مع حل نقاط الخلاف، لا سيما في مسألتي التأشيرات والقاصرين.
يتعلق الأمر برجل الأعمال الفرنسي كريستوف لوكورتييه (Christophe Lecourtier)، الذي يشغل مهمة الرئيس التنفيذي الحالي لشركة “Business France”، كما أنه مسؤول عن التنمية الدولية للشركات الفرنسية في عدد من الفروع، ويضبط الاستثمارات الدولية في فرنسا وله خبرة في الترويج الاقتصادي والتسويق.
وفي انتظار تأكيد من الرباط لما يعتبر “مؤشرات” على قرب عودة الدفء إلى علاقات البلدين، أكدت السفارة الفرنسية بالمغرب، خبر الموافقة الفرنسية على تعيين لوكورتييه سفيرا جديدا لدى الرباط خلفا لهيلين لوغال التي تركت منصبها في شتنبر الماضي.وقالت السفارة الفرنسية بالرباط، إنها “بصدد انتظار تأكيد رسمي يتعلق بالتعيين المرتقب لسفير جديد”، دون تقديم إضافات أو تفاصيل أخرى في هذا الصدد.
وكانت مصادر إعلامية فرنسية قد تداولت الموضوع بشكل “شبه مؤكد” خلال اليومين الماضيين، كاشفة أنه “تم فعليا إطلاق ومباشرة مسطرة عملية ومسار تعيين السفير الفرنسي المرتقب، ولم يتبق سوى استكمال بعض الإجراءات الملزمة دبلوماسيا لاعتماده من خلال موافقة السلطات المغربية بالرباط قصد إضفاء الطابع الرسمي على تعيينه من قبل مجلس الوزراء في فرنسا يوم 23 نونبر الماضي”، كما أورد ذلك موقع “أفريكا إنتليجنس”.
المصادر الإعلامية ذاتها ذهبت إلى حد وصف “السفير الفرنسي المرتقب” بأنه “شخصية مقرّبة من دائرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون”، الذي تمتد ولايته الثانية إلى 2027، في وقت تعوّل فيه باريس على أن يساهم تعيينه في إعادة إحياء التعاون الاقتصادي بين المغرب وفرنسا، لاسيما الشق المتعلق بالاستثمارات الفرنسية في المغرب، وكذا “في مجال التكنولوجيا والطاقات المتجددة”، نظرا لخبرته المهنية الطويلة في هذه المجالات.
ومعروف عن لوكورتييه إعادة تنشيطه للمصالح الاقتصادية الفرنسية في القارة الإفريقية تحت قيادته في فروع الشركات التي يرأس مجالسها الإدارية والتنفيذية، كما أن الاقتصادي ذاته، البالغ من العمر 60 عاما، هو ابن سفير فرنسي يدعى فيليب لوكورتييه.وهو خريج المدرسة العليا (ENS) في سان كلاود، ومعهد الدراسات السياسية في باريس، فضلا عن المدرسة الوطنية للإدارة بفرنسا (ENA). كما سبق له أن اشتغل ضمن إدارة مكتب كريستين لاغارد، ثم مكتب وزيرة المالية.
وكان هذا المسؤول السابق في المديرية العامة للخزينة الفرنسية، الذي يتمتع بمسار اقتصادي قوي، سفيرا لبلاده لدى كل من صربيا وأستراليا.في سياق متصل، وبعدما جرى الحديث خلال شتنبر المنصرم عن زيارة مرتقبة قد يبرمجها الإليزيه للرئيس الفرنسي إلى المغرب، تجدد هذا الحديث مؤخرا في الأوساط الدبلوماسية والإعلامية بكل من المغرب وفرنسا، مع وصف الزيارة بكونها “حاسمة” من حيث آثارها في تحيين العلاقات بين البلدين وحل نقاط الخلاف المثارة في الآونة الأخيرة مع اندلاع أزمة التأشيرات وإشكالية إعادة القاصرين.
قد يهمك ايضاً
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر