كثفت البحرية الملكية عملياتها في صد محاولات الهجرة من جنوب الصحراء نحو جزر الكناري مع نهاية 2023، وكان شهر دجنبر مناسبة لإعلان عدة طلعات بحرية تزامنا أيضا مع قرب افتتاح الخط البحري بين الكناري ولاس بالماس.
ولم تخف سلطات الجزر الأهمية الكبرى التي يلعبها المغرب في صد عمليات الهجرة في المنطقة، والتي تعرف استغلالا كبيرا ومتزايدا منذ تشديد المراقبة عبر ثغري سبتة ومليلية المحتلة.
ومن المرتقب أن يشكل فتح هذا الخط البحري، الذي بقي في طي النسيان منذ سنة 2008، محطة مهمة في تشديد التنسيق المغربي الإسباني لمكافحة الهجرة، التي تنطلق في الغالب من جنوب الصحراء، تحديدا دول الساحل الإفريقي.
وشكلت نهاية السنة التي تعرف تصاعدا كبيرا في عمليات الهجرة نحو إسبانيا، لاستغلال هاته الشبكات التراخي في المراقبة على إثر الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة، مناسبة مهمة لإبراز الدور المغربي الحاسم.
الربط تشويش لشبكات الهجرة
عبد الفتاح الزين، منسق الشبكة الإفريقية للهجرة والتنمية، اعتبر أن “هذا الربط الذي من المرتقب أن يجمع بين المغرب والكناري، والذي يأتي في صبغة تجارية، يعد تشويشا كبيرا على عمليات الهجرة”.
وقال الزين، في تصريح لمصدر، إن “العمليات التي تقوم بها البحرية الملكية ستعزز أمن هذا الربط، كما أن أسباب هاته التدفقات تعود إلى ضيق معابر سبتة ومليلية منذ إغلاقهما”.
وأشار المتحدث إلى أن “التعاون الثنائي بين المغرب وإسبانيا في مسألة مكافحة الهجرة غير النظامية، خاصة على مستوى الكناري، أدى إلى تجفيف منابعها والقضاء عليها نسبيا”.
وأوضح منسق الشبكة الإفريقية للهجرة والتنمية أن “شبكات الهجرة تشتغل كما هو معروف في مناطق الانطلاق، ولها زبائن في بلدان العبور، وأيضا بلدان المقصد، والمغرب من خلال تعاونه مع إسبانيا في هذا المجال نجح في تدبير تفكيك هاته المعضلة من خلال هاته المستويات الـثلاثة”.
وشدد المتحدث سالف الذكر على أن “التعاون الإسباني المغربي أعطى نتائج مهمة في الوقت الحالي، لكن الأمر يسلط الضوء على عدم تفعيل ميثاق الهجرة الإفريقي، باعتبار أن هؤلاء المهاجرين قادمون من بلدان جنوب الصحراء، وتكثيف الحد منها يتم إلى جانب استثمار التعاون بين مدريد والرباط، وتفعيل الميثاق الإفريقي”.
الخط لن يوقف عمليات الهجرة
حسن بنطالب، باحث مختص في مجال الهجرة واللجوء، قال إن “الخط التجاري بين طرفاية والمغرب، لا ينتظر منه أن يساهم في خفض أعداد المهاجرين”.
وبين بنطالب، في حديث لمصدر، أن “الهجرة مستمرة طالما أن الظروف باقية على ما هي عليه في بلدان المهاجرين، والدليل هو أنه في مدن الشمال، التبادل التجاري كان قائما بينها وبين ثغري سبتة ومليلية المحتلين، لكن الهجرة لم تنخفض”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “المهاجرين الذين تحبط البحرية الملكية عملياتهم، قادمون من جنوب الصحراء، التي تعيش بلدانها على وقع مجموعة من التوترات السياسية والاجتماعية والاقتصادية”.
وأوضح الباحث المختص في الهجرة أن “العمليات التي نشاهد إحباطها بقوة خلال رأس السنة، تعود إلى استغلال هؤلاء المهاجرين تراخي القوات الإسبانية”.
السبب الآخر، وفق المتحدث نفسه، هو “تشديد المراقبة بشكل صارم في معابر سبتة ومليلية، التي أصبح فيها المرور نادرا منذ إغلاقها من طرف الجانب المغربي في فترة كوفيد-19”.
قد يهمك ايضـــــا :
البحرية الملكية المغربية تنقذ مهاجرين في ساحل الداخلة
البحرية الملكية المغربية تقدم المساعدة لـ43 مرشحا للهجرة غير الشرعية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر