الرباط - المغرب اليوم
هاجم المئات من المهاجرين المرابطين في محيط وغابات تطوان وضواحيها على مدينة سبتة المحتلة، وتمكن ما بين 600 و700 مهاجر غير نظامي من دخول الثغر المحتل في سابقة في تاريخ الاقتحامات الجماعية للسياج انطلاقًا من الداخل المغربي وذلك بالتزامن مع زيارة قام بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى مدريد يوم الخميس، لمناقشة تطورات قضية الهجرة السرية وتشييد مراكز لإيواء المهاجرين في شمال أفريقيا
واستفزت عملية الدخول الجماعية غير المسبوقة , السلطات المركزية في مدريد والمحلية في مدينة سبتة، بخاصة أن مراكز الإيواء في المدينة أصبحت ممتلئة عن آخرها. و تشير المعطيات الأولية إلى أن ما بين 602 و700 مهاجر سري من أفريقيا جنوب الصحراء تمكنوا يوم أمس الخميس حوالي الساعة السادسة بالتوقيت المغربي، من اقتحام السياجات الحدودية الشائكة والوصول إلى مركز إيواء المهاجرين في المدينة.
وشارك في عملية الاقتحام مئات المهاجرين، وسجلت إصابة 132 مهاجرًا بجروح مختلفة الخطورة، 11 منهم نقلوا إلى المستشفى؛ فيما أصيب 22 أمنيًا حاولوا صد المهاجرين.
وأعزت مصادر أمنية هذا الاقتحام غير المسبوق في تاريخ سياج سبتة الذي يمتد على 8.4 كيلومتر طولًا، وبعلو 6 أمتار، إلى كون المهاجرين تسللوا إلى المدينة انطلاقا من منطقة فينكا بيروكال، المعروفة بكونها منطقة الظل، نظرًا إلى أن كاميرات المراقبة والرادارات لا ترصدها بشكل جيد، وهو الشيء الذي انتبه إليه المهاجرون. عناصر الأمن تستعين في الغالب بالكاميرات لرصد تحركات المهاجرين في الجانب المغربي، للقيام برد فعل استباقي، وصدهم قبل الاقتراب من السياج.
وأوضح محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، أن دخول أكثر من 600 مهاجر إلى مدينة سبتة المحتلة عبر اقتحام السياجات الحدودية، يعتبر الأكبر من نوعه في تاريخ المدينة. كما أن هذه المحاولة تأتي في الوقت الذي انصب اهتمام السلطات المغربية والإسبانية على محاربة ظاهرة الهجرة عن طريق القوارب والزوارق المطاطية، وبعد تراجع كبير لمحاولة المهاجرين اقتحام السياجات الحدودية لمدينتي سبتة ومليلية، قبل أن يستدرك قائلًا "تكثيف جهود المراقبة لمنع وصول المهاجرين غير نظاميين للجنوب الإسباني أو الدخول للمدينتين المحتلتين توازيه قوة الإرادة لدى المهاجرين من أجل معانقة الحلم الأوروبي وتطوير التكتيكات والقدرات التنظيمية والاستراتيجية للتغلب على كل الحواجز الأمنية التي يضعها المغرب وإسبانيا”.
وأكّدت صحيفة إلباييس أن عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، كان حذرًا في فبراير/شباط 2017 من وضع عراقيل بخصوص اتفاقيات الفلاحة والصيد مع بروكسيل., أشارت مصادر أن الأمر يتعلق بـ"عملية الاقتحام الأكثر عنفًا وعددًا في السنوات الأخيرة، رغم أن الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية تمكنت من صد مهاجرين آخرين شاركوا في عملية الاقتحام. واستمعل المهاجرون في الاقتحام الأخير أدوات جديدة مثل قاطع الأسلاك، قاذف لهب محلي الصنع، والجير الحي، علاوة على الضرب ورمي الأمن بالحجارة، مما تسبب في إصابة 11 أمنياً على الأقل.
ويعتقد محمد بنعيسى أنه كان من المتوقع أن تعرف شهور يونيو /حزيران ويوليو/تموز وأغسطس /آب ضغطًا أكبر من طرف المهاجرين غير نظاميين بشتى الطرق البحرية، أو عن طريق السياجات الحدودية، مستغلين تحسن الأحوال الجوية والضغط على المعابر الحدودية وصعوبة ضبط السواحل الشمالية ونشاط مكثف لشبكات الاتجار في البشر خلال هذا الفترة.”
وتتجسد ضخامة الاقتحام في وصول 517 مهاجرًا إلى سبتة انطلاقًا من داخل المملكة منذ يناير/كانون الثاني الماضي إلى الأربعاء، قبل أن يتجاوز العدد 1000 مهاجر يوم الخميس بعد نجاح أكثر من 600 مهاجر في دخول سبتة.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر