الدار البيضاء - المغرب اليوم
فجّر الأستاذ الجامعي السابق واليساري عبد الصمد بلكبير، جدلا بشأن الوضعية التي يعيشها رئيس الحكومة المغربية السابق، الأمين العام الحالي لحزب العدالة والتنمية عبدالإله بنكيران.
وقال بلكبير الذي كان يتحدث يوم السبت الماضي في ضيافة شبيبة العدالة والتنمية، إن" بنكيران يعيش حالة حصار وتضييق داخل بيته بحي الليمون"، موضحا أنه شخصيا تعرض لمحاولة منع من دخول بيت رئيس الحكومة السابق الأسبوع الماضي، بينما ألقت هذه التصريحات الأضواء على الوضع الذي يوجد عليه البيت الشخصي لبنكيران، حيث تستمر الحراسة الأمنية التي كانت تحيط به خلال فترة توليه رئاسة الحكومة، وهي حراسة لا تقتصر على العناصر المرتدية للبذلة الرسمية لكل من الأمن الوطني والقوات المساعدة، بل تمتد إلى عناصر مدنية تحرص على تحديد هوية كل من يزوره.
من جانبه، سارع بنكيران إلى نشر تصريح رسمي منسوب إليه بشأن التصريحات، حيث أكد أن الأمنيين الذين كلّفهم الملك بحراسة وتأمين رئيس الحكومة السابق، يقومون بعملهم على أكمل وجه، و”الله يخليهوم ليا والله يخلي ليا سيدنا لي كلفهم بحراستي”، بحسب قوله، كما أوضح أنه “يدخل ويخرج من بيته في الوقت الذي يريد، وما حدث للأستاذ بلكبير مع الحراس هو مجرد سوء تفاهم، لأنهم لم يتعرفوا عليه، قبل أن أتدخل شخصيا لتبديد سوء التفاهم”.
التوضيحات ردّ عليها عبد الصمد بلكبير بالقول “مكره أخوك لا بطل”، مصرا على أن بنكيران يعيش وضعية صعبة جدا “لم يشهدها التاريخ السياسي للبلد، ويجب علينا جميعا أن نقول كفى، أوقفوا ما يجري، لأن النمطين التونسي والمصري السابقين لم يموتا ومازال هناك من يدافع عنهما”.
وتابع بلكبير أنه توجه إلى بيت بنكيران منتصف الأسبوع الماضي بناء على موعد مسبق، “وعندما اقتربت لاحظت وقوف أربعة أشخاص بشكل مستفز في باب البيت، فترددت هل أواصل التقدم أم أعود أدراجي لأنني لن أقبل أية محاولة منهم لاستفساري، وقررت في النهاية عدم التراجع لأن ذلك هو ما يريدونه”، وأضاف أنه تقدم نحو الباب ومدّ يده إلى الجرس، “لكن هؤلاء الأشخاص تدخلوا وأبعدوا يدي مطالبين إياي بكشف هويتي، عندها أخذت في الاحتجاج والصراخ بقوة رافضا أي محاولة لاستفساري لأنني في الشارع العام وأزور بيتا خاصا، وقلت لهم هل أنتم هنا لحماية بنكيران أم لمحاصرته”. مشيرا إلى أن الموقف انتهى بنزول بنكيران شخصيا وتدخّله لإنهاء الجدل وإدخاله بلكبير إلى بيته.
عبدالإله بنكيران الذي أصبح محور مواجهة قوية داخل حزب العدالة والتنمية، بين راغبين في تمكينه من ولاية ثالثة على رأس الحزب ورافضين لذلك، قال في بيانه التوضيحي إنه في العادة حين يخرج من بيته يجتمع حوله الناس، وهو ما يجعل الحراس يتعاملون بنوع من الصرامة، كما شدّد على أنه لا يتعرض لأي حصار، ويتحرك كيف شاء ومتى شاء، وهي التوضيحات التي لم تقنع بلكبير، والذي أصرّ على أن بنكيران يعيش وضعية مشابهة للإقامة الإجبارية التي عاشها مؤسس جماعة العدل والإحسان، الراحل عبدا لسلام ياسين، معتبرا أن "جميع الرموز والقادة السياسيين يواجهون محاولات للتضييق والحصار"، مطالبا نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بالخروج والكشف عن أسباب كفه عن زيارة بنكيران في بيته.
وقال بلكبير إن كلا من الراحل محمد بوستة ومحمد الخليفة وعبد الواحد الفاسي تعرضوا للتضييق والمنع من الاستمرار في العمل السياسي في السنوات الأخيرة، “كما تمت إزاحة بنسعيد آيت يدير ومنعه من أي مهمة قيادية، واستعملت جميع الوسائل لمنع قادة الاتحاد الاشتراكي من منافسة إدريس لشكر، وما الاستقالة الأخيرة للأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلا محاولة جديدة كانت تسعى إلى دفع جميع القادة إلى الاستقالة ومحاصرة بنكيران بهذه الطريقة وحمله على الانسحاب”، كما شدّد على أن المغرب يعيش موجة كبيرة “لقتل السياسة ومحاصرة الرموز السياسية حتى لا يبقى هناك سوى حزب واحد والباقي كله مجرد فروع له”.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر