الرباط _ المغرب اليوم
كاسرة رتابة الجفاء السياسي الممتد بين البلدين، تتحرك العواطف الشعبية بين المواطنين المغاربة وأشقائهم الجزائري ينفي كثير من المحن التي يجتازها طرف معين؛ آخرها حرائق منطقة القبايل غرب الجزائر التي أرجعت قيم التضامن بين أبناء الشعبين. وعلى الرغم من الصمت الرسمي عن عديد من المبادرات المغربية من أجل معاودة تطبيع العلاقات وفتح الحدود المغلقة، فإن الجزائر تصر على مسؤولية المملكة في عديد من المشاكل التي تتخبط فيها البلاد؛ وهو ما يخلف عادة تقاطبات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، تصل حدودا “غير لائقة”. وكان الملك محمد السادس أعطى
تعليماته إلى وزيري الداخلية والشؤون الخارجية من أجل التعبير لنظيريهما الجزائريين عن استعداد المغرب لمساعدة الجارة الشرقية في مكافحة حرائق الغابات التي تشهدها العديد من مناطق البلاد. وأبدى مغاربة كثيرون، على مواقع التواصل الاجتماعي، تضامنهم مع الجزائريين في محنة الحرائق التي اجتاحت البلاد، متجاوزين صدامات قامت على امتداد الأسابيع القليلة الماضية بسبب قضيتي الصحراء والقبايل وما صاحبهما من لغط من الطرفين. عبد الفتاح الفاتيحي، الخبير السياسي المتخصص في قضايا الصحراء والشأن المغاربي، قال إن المغاربة والجزائريين إخوة في الدين واللغة وفي
كثير من القيم، مشددا على أنه من الطبيعي أن يعلنوا ويرحبوا بقيم التضامن والتآزر خلال المحن والأزمات التي تستهدفهم. واعتبر الفاتيحي أن الموقف السياسي الرسمي الجزائري يزيد من سحابة الاحتقان الروحي والاجتماعي حينما يعترض على مساعدات إنسانية من الجيران، مشيرا إلى أن الاعتراض خارج عن حدود مختلف الأعراف الإنسانية. وأوضح المتحدث لجريدة هسبريس أن نظام الجزائر تجاوز حدود اختلاق كل ما يزيد من الحقد والكراهية بين الشعبين المغربي والجزائري؛ ذلك أن تقييم التعليقات على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي يفيد بأن هناك أواصر إنسانية تنسج.
وأردف الفاتيحي أن الضمير الجمعي المغربي الجزائري كفيل بأن يناقض القرارات الشخصية لصناع القرار الجزائري. وتبعا لذلك، يمكن أن يخفف من اللعب على هذه الورقة؛ لأنها قد تكشف ضعفه في مواجهة الحجة بالحجة. ونبه الأستاذ الجامعي، ضمن التصريح ذاته، إلى أن التقرير الدولي الأخير حول المناخ وعقب الحرائق في تركيا واليونان بات يوصي الجميع بتسريع التنسيق لضمان أمن المناخ القومي إقليميا ودوليا.
قد يهمك ايضا
مكتب الصرف المغربي يعلن أن تحويلات الجالية تتجاوز 4400 مليار في ارتفاع بلغ 48 %
مكتب “الخليع” يتحدى الحكومة ويستهتر بصحة المواطنين المغاربة مقابل “الربح المادي”
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر