وجدة- كمال لمريني
أجرى رئيس مجلس جهة الشرق، عبد النبي بعيوي، زيارة ميدانية إلى ثلاث جماعات ترابية محاذية للشريط الحدودي المغربي- الجزائري، بغية الاطلاع
على أوضاع سكان المناطق الحدودية والاستماع إلى مطالبهم ومقترحاتهم. وشملت الزيارة كلا" من جماعة أنكاد، بني خالد و بني درار، واستذكر يعيوي
خلالها العناية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس لساكنة المناطق الحدودية، لكونها تعرف اقتصادا" غير مهيكل، لا يضمن لساكنتها
الأمن الاجتماعي ولا يساهم في إرساء قواعد تنمية مستدامة.
وأكد بعيوي، على أن الهدف من الزيارة هو اطلاع الساكنة على المساعي الحثيثة للدولة لإدماجها في الاقتصاد المهيكل الكفيل بتحقيق تنمية
حقيقية وشاملة. في حين لم يفوّت الفرصة للتأكيد على الدور المهم الذي تلعبه المرأة القاطنة في المناطق الحدودية في إنجاح الديناميكية السوسيو
اقتصادية بها والمساهمة في خلق الثروة وتحقيق التطور الإيجابي.
ولقيت الزيارة ترحابا كبيرا من طرف سكان جماعات أنكاد، بني خالد وبني درار الذين أكدوا عزمهم على الانخراط في سياسات الدولة، خصوصا المتعلقة
بإرساء أنشطة اقتصادية مهيكلة في مناطق الشريط الحدودي، والنهوض بقطاع الفلاحة. وابلغ سكان الجماعات الترابية الحدودية، رئيس الجهة بمشاكلهم
ومطالبهم حول أهمية استصلاح الأراضي الفلاحية و توفير مياه السقي والشرب و دعم تسويق المنتوج الفلاحي. وأكدواعلى ضرورة الاستفادة من الطاقة
الشمسية، والافتقار إلى خط للنقل يربط هذه الجماعات الثلاث بمدينة وجدة، والتأكيد على ضرورة إصلاح الطرق المستعملة و إنشاء طرق جديدة. كماطالبوا
بضرورة استفادة شباب الجهة من التأطير والتأهيل الذي توفره مراكز التكوين المتواجدة في القطب التكنولوجي وكذلك أكدوا على ضرورة الارتقاء
بجودة التعليم وتحسين ظروف العمل بهذا القطاع.
وأوضح رئيس الجهة أثناء إجابته على مطالب السكان انه في ما يخص قطاع الفلاحة، ستتم مساعدة كل مواطن أو مواطنة يتوفر على قطعة أرضية (سواء
أكانت ملكا أو كراء أو استغلالا) في تمويل استغلالها و ستتكفل الدولة بحفر بئر لكل قطعة أرضية وتساهم بنسبة معينة في بناء صهاريج فيها. وكشف
انه في غضون الأيام المقبلة، ستتكون لجنة مشتركة بين مجلس جهة الشرق و مصلحة وزارة الفلاحة ، مهمتها معالجة ملفات طلبات التمويل التي تحمل
مشروعا متماسكا قابلا للإنجاز مع التأكيد على الأخذ بعين الاعتبار بمبدأ المرونة في تكوين الملف وتتبعه باهتمام خاص.
وبشان تربية الأبقار، أخبر يعيوي السكان باستعداد الدولة للتكفل ببناء إسطبلات جماعية في أماكن يتفق عليها المستفيدون أنفسهم وتوضع رهن
إشاراتهم، شريطة ضمان واحترام الولوج إليها واستغلالها لفائدة كافة المستفيدين من المشروع. في حين حثهم على الانخراط في تأسيس تعاونيات
فلاحية نظرا لأهمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كمصدر للثروة ومدر للدخل و موفر لمناصب الشغل في ميدان الفلاحة ناهيك عن العمل على خلق
منتوج محلي قابل للتسويق.
ووعد رئيس الجهة ساكنة بني درار ببناء سوق مغطى لتسويق منتوج التعاونيات، في حين وعد سكان الجماعات الثلاث بالعمل على تبسيط مسطرة تأسيس
التعاونيات، مع تقديمه وعد آخر ببناء مركز للتكوين والتأهيل المهني ببني درار لتمكين شباب المدينة من تكوين يضمن لهم الولوج لسوق الشغل بكفاءة
ومهنية. وبشان تشجيع السياحة في جماعة بني خالد خاصة في منطقة الـﯖـربوص التي تتوفر على مناظر سياحية هائلة، وعد رئيس مجلس جهة الشرق بائعي
المنتوجات الفلاحية على جانبي الطريق الرئيسي، بتجهيز سوق و مرآب للسيارات، أي ما يشبه باحة استراحة مجهزة بغية تثمين منتوجاتهم الفلاحية
المحلية.
واعلن بعيوي، انه سيتم حل مشكل النقل بالنسبة لساكنة المناطق الحدودية في غضون 3 أشهر المقبلة، كاشفا انه تم الاتفاق مع شركة جديدة لربط كل من
جماعات سيدي موسى المهاية، أنكاد، إسلي، بني خالد وبني درار بمدينة وجدة. وبّين ، انه سيتم بناء مدرسة جماعاتية جديدة تابعة لجماعة بني خالد لصالح
تمدرس أطفال دواوير الجماعة. وفي موضوع الاستفادة من الطاقة الشمسية، طلب السيد رئيس مجلس جهة الشرق من الراغبين إيداع ملفات طلباتهم لدى المجلس.
واكد للساكنة، على انجاز الخدمات الأساسية ك"إنشاء الطرق وتزويد الجماعات بالكهرباء والماء الصالح للشرب" لاعتبار هذه الخدمات هي الركيزة
لتحقيق أي تنمية اقتصادية أو اجتماعية، وانه سيتم البدء في تنفيذها خلال الاشهر القليلة المقبلة. ولم يفت رئيس مجلس الجهة، وسط الحضور القوي
لنساء الجماعات الثلاث، التنويه بدورهن الأساسي في الحفاظ على الهوية المغربية والتعلق بالأرض والتربية على حب الوطن والتضحية، مؤكدا على
دورهن الريادي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وفي هذا المنحى، تعهد رئيس الجهة بدعم ومواكبة نساء الجماعات المشار إليها سلفا قصد خلق
تعاونيات ومراكز لتعليم الخياطة لتوفير اليد العاملة المؤهلة من أجل تلبية حاجيات مشروع معمل النسيج الذي نجح مجلس الجهة في استقطابه لإنجازه
على ترابه.
وبالنسبة لفئة الشباب، أكد الرئيس مراهنة الوطن بشكل عام والجهة بشكل خاص على الدور الذي يلعبه الشباب في مجال التنمية لأنه مستقبل بلدنا. وأشاد
بأهمية قطاعي الرياضة والثقافة في تأهيل وخلق المواطن الشااب وطلب بعيوي من الحاضرين إعطاء مقترحات في هذا المجال ووعد بالسعي لتنفيذها في القريب العاجل. ووعد سكان جماعة أنكاد ببناء وتجهيز قاعة مغطاة لفائدة سكان الجماعة وعلى هذه الاخيرة جاد ايالوعاء العقاري المناسب لذلك وفي نفس
السياق وعد باقي الجماعات الحدودية بإنجاز نفس المشروع لاحقا.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر