خمس سنوات على الثورة وتونس ما بين الخيبة والاعتزاز
آخر تحديث GMT 09:52:48
المغرب اليوم -

خمس سنوات على الثورة وتونس ما بين الخيبة والاعتزاز

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - خمس سنوات على الثورة وتونس ما بين الخيبة والاعتزاز

مسيرة في شارع الحبيب بورقيبة بمناسبة مرور خمس سنوات على الثورة
تونس ـ المغرب اليوم

وسط مشاعر مختلطة ما بين الخيبة والاعتزاز، تحيي تونس الخميس الذكرى الخامسة لسقوط نظام زين العابدين بن علي، ما فتح امام البلاد صفحة جديدة من الحرية، ولكن من غير ان تنجح الى اليوم في التغلب على الصعوبات الكبرى التي تواجهها.

وفي 14 تموز/يوليو 2011، بعد شهر من التظاهرات التي واجهها النظام بقمع دموي، احدث الرجل الذي كان يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ 23 عاما، مفاجأة كبرى بفراره الى السعودية، مثيرا صدمة عمت العالم العربي واطلقت سلسلة الثورات فيه.

وفي صباح اليوم نفسه، كان متظاهرون تحدوا الخوف فتجمعوا في جادة بورقيبة بوسط تونس، على مقربة من وزارة الداخلية التي كانت تثير الرهبة، هاتفين للدكتاتور "ارحل".

وتجري على هذه الجادة التي تحمل قيمة رمزية كبرى التجمعات في الذكرى الخامسة لسقوط بن علي، منها في اجواء احتفالية كالتجمع الذي ينظمه حزب النهضة الاسلامي، واخرى ذات طابع احتجاجي كالتجمع الذي دعت اليه مجموعة من الحقوقيين تطالب باصلاح القانون حول المخدرات المعروف بـ"القانون 52" لاتهامه بالتسبب بهدم حياة العديد من الشبان.

 

- حصيلة متباينة -

 

وفرضت تدابير امنية مشددة على هذه الجادة الرئيسية حيث نشرت اعداد من عناصر الشرطة بعضهم باللباس المدني، في وقت بات هذا البلد هدفا للجهاديين.

وستقام مراسم ايضا في قصر قرطاج الرئاسي تتخللها كلمة يلقيها الرئيس الباجي قائد السبسي.

وبعد خمس سنوات على سقوط نظام بن علي، بات بوسع التونسيين اخيرا التعبير عن رايهم بحرية، وهو احد مكاسب الثورة الرئيسية.

الا ان الذكرى تحل هذه السنة في ظل وضع قاتم حيث لا تزال البلاد تعاني من تفشي البطالة والفقر والتفاوت الاجتماعي، وهي الظروف ذاتها التي لعبت دورا حاسما في الثورة التي اطلقها البائع الجوال محمد البوعزيزي حين اضرم النار في نفسه في 17 كانون الاول/ديسمبر 2010 احتجاجا على ظروفه المعيشية.

وشهدت البلاد سلسلة من الاعتداءات الجهادية الدامية منذ 2010 وقتل في السنوات الاخيرة عشرات الشرطيين والعسكريين والسياح الاجانب. وتعيش تونس اليوم في ظل حال الطوارئ. 

وكتبت صحيفة "لو كوتيديان" الخميس ان "حصيلة ثورة الحرية والكرامة والحق في العمل تبقى بصورة اجمالية متفاوتة" فيما ابدت صحيفة "لا بريس" خشيتها من عودة البلاد الى "خانة البدايات، خانة الغموض والخوف".

ورأت صحيفة "المغرب" انه "مهما يكن من امر، فنحن نحيي اليوم حدثا مؤسسا لواقع ومستقبل تونس لعقود وربما لقرون قادمة".

اما صحيفة "لو تان" فدعت الى "اعطاء الامل لجميع الذين خابت امالهم" محذرة بان "خطاب جلد الذات يقضي على المعنويات وعلى المستقبل".

 

- عيش كريم للجميع -

 

بالمقارنة مع الاضطرابات التي تعم دول "الربيع العربي" الاخرى، مثل النزاع في سوريا والفوضى في ليبيا والحرب في اليمن، تبدو تونس مستقرة.

ونظم هذا البلد في 2011 و2014 انتخابات حرة اجمع الكل على وصفها بالشفافة، واقر دستورا جديدا، وتلقى  جائزة نوبل للسلام عام 2015 مكافاة لـ"الحوار الوطني" الذي قادته لجنة رباعية في وقت كانت تونس تشهد صراعا بين الاحزاب السياسية.

وقال رئيس الوزراء الحبيب الصيد في بيان "نفاخر بالإستثناء التونسي الذي أبهر العالم" مؤكدا ان تونس "قطعت نهائيا بدون رجعة مع التسلط والإستبداد".

وتابع "اننا نعمل جاهدين على تجسيم مختلف استحقاقات الثورة وخاصة منها تأمين مقومات العيش الكريم" مشددا من جهة اخرى على ان "كسب الحرب على الإرهاب واقتلاعه من جذوره شرط أساسي للتفرغ لخوض غمار التنمية ورفع التحديات القائمة في مختلف المجالات".

واجرى الصيد مؤخرا تعديلا وزاريا واسعا كان تعهد به اثر اعتداء انتحاري جديد وقع في 24 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية.

كما شهدت تونس اعتداءين عنيفين استهدف احدهما متحف باردو في تونس في اذار/مارس فيما استهدف الثاني فندقا في سوسة (جنوب) في حزيران/يونيو، فاوقعا ستين قتيلا وشكلا ضربة شديدة للقطاع السياحي.

وتسجل تقلبات تعيد تشكيل الساحة السياسية في تونس منذ ان خرجت الى العلن صراعات داخلية في صفوف حزب نداء تونس الذي اسسه قائد السبسي في 2012.

نقلًا عن "أ.ف.ب"

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خمس سنوات على الثورة وتونس ما بين الخيبة والاعتزاز خمس سنوات على الثورة وتونس ما بين الخيبة والاعتزاز



GMT 08:45 2024 الإثنين ,16 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يكشف حقيقة رفع العقوبات عن سوريا

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 03:53 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس جونيور يفوز بجائزة ذا بيست

GMT 09:55 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

غاريدو يتأسف لتعادل الرجاء أمام المغرب التطواني

GMT 07:49 2021 السبت ,31 تموز / يوليو

بلاغ جديد من وزارة الصحة لعموم المواطنين

GMT 17:15 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

فيديو فاضح لـ”روتيني اليومي” يُغضب المغاربة

GMT 23:22 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مونشجلادباخ يدك شاختار بسداسية خارج أرضه في دوري الأبطال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib