طنجة ـ زيد الرمشي
انخفضت في الآونة الأخيرة وتيرة التهافت على الالتحاق بالتنظيمات المتطرفة في سوريا والعراق لدى الشباب المنحدر من جهة طنجة تطوان التي تعتبر أكبر مصدر للمقاتلين إلى جبهات القتال في أرض الشام، ويمثلون أكثر من ثلث المتواجدين في سوريا والعراق.
أكد تقرير أعده مرصد "الشمال لحقوق الإنسان"، أنّه خلال شهري كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير من عام 2015، التحق ستة أفراد فقط بجبهات القتال في سوريا والعراق، وجميعهم ينحدرون من ولاية تطوان في شمال المغرب، وهو رقم منخفض مقارنةً بعدد الملتحقين بهذه الجبهات منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011.
ووفق التقرير، فإنّ الأشخاص الذين التحقوا بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" المتطرف، شابين ينحدران من مدينة تطوان، وتتراوح أعمارهما بين (23 و30 عامًا)، وشابة تبلغ (18عامًا)، وتنحدر من سبتة المحتلة، إضافة إلى أسرة تقطن في حي كويلما في تطوان، وتتكون من زوجين وطفلة، فيما جرى توقيف فتاة من سبتة في تركيا.
ويشار إلى أنّ تراجع التحاق أبناء المنطقة بجبهات القتال في سوريا والعراق وبالتنظيمات المتطرفة، يرجع بحسب استقصاء آراء العديد من الشباب، إلى ثلاثة أسباب رئيسة، يتعلق أولها بالجرائم والممارسات التي ترتكبها المنظمات المتطرفة في المنطقة، بما فيها تنظيم "داعش"، من قتل وذبح لا تمت بصلة إلى تعاليم الدين الإسلامي، ثم الوعي بحقيقة الصراع والحرب الدائرة في سوريا، صراع القوى الدولية حول مناطق النفوذ، إضافة إلى تفكيك السلطات الأمنية المغربية والاسبانية للعديد من خلايا الاستقطاب والتجنيد التي تنشط في المنطقة.
وكان مرصد "الشمال" أنجز في نهاية كانو الأول/ديسمبر 2014 بحثًا ميدانيًا تمحور حول المواصفات "السوسيوديمغرافية" للشباب المقاتل في سوريا والعراق، المنحدرين من شمال المغرب، وخلُص إلى أنّ العوامل الدنيوية: تحقيق الذات، البحث عن البطولة والمغامرة، الرفاهية … أسباب رئيسة للهجرة، مقابل العوامل الدينية: الجهاد، نصرة المستضعفين… أسباب ثانوية، خصوصًا لدى الجيل الثاني الذي تأثر بما يبثه بعض المقاتلين من شمال المغرب المنتمين للدولة الإسلامية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، من صور ومقاطع فيديو تظهر رغد العيش الذي ينعم به المجاهدون هناك.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر