سلا - المغرب اليوم
تعيش مدينة سلا على إيقاع احتفالات موسم الشموع، الذي يخلد الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث شهدت المدينة، الاثنين، تنظيم موكب الشموع، الذي يجسد التشبث الوثيق لساكنة المدينة بعادات وتقاليد دأبت على الاحتفال بها منذ أربعة قرون.
وجاب موكب الشموع، وفقًا لـ"فبراير"، الذي انطلق بعد صلاة العصر من "باب بوحاجة" الأثري، وصولًا إلى ضريح سيدي عبد الله بن حسون، أهم شوارع المدينة، حيث تابعه جمهور غفير اصطف على امتداد مسار الموكب، والذي تميز بمشاركة مجموعات فولكلورية قدمت من جميع أنحاء المملكة.
وتستقطب التظاهرة، المنظمة تحت رعاية الملك محمد السادس، والتي تتميز بها مدينة سلا، عددًا متزايدًا من الزوار والسياح الأجانب، في احتفال يعكس تاريخًا يحفل بالتقاليد العريقة للشرفاء الحسونيين.
وأبرز منسق التظاهرة، عبد السلام البكاري، الخصوصيات المميزة للاحتفال بهذا الموسم، الذي ينظم سنويًا منذ أربعة قرون من طرف الشرفاء الحسونيين، والذي يتخذ أبعادًا دينية وفنية وثقافية.
وسجل أن الشموع التي تزن كل واحدة منها 50 كيلوغرامًا، تُشكل فسيفساء مثبتة على هياكل خشبية ممثلة على شكل مآذن أو خلايا النحل.
وأشار نقيب الشرفاء الحسونيين، عبد المجيد الحسوني، إلى أهمية هذا الحدث المنظم هذه السنة تحت شعار " التواصل الحضاري، ثقافة السلام"، بغية النهوض بالحوار والتفاهم والتسامح بين الشعوب والأديان.
وأوضح أن هذا التقليد الذي يعود إلى عهد السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي، الذي تأثر، خلال زيارته إلى إسطنبول، بالحفلات التي كانت تنظم بمناسبة المولد النبوي الشريف، فأعجب خاصة باستعراض الشموع.
وفي عام 990 هجرية، نظمت مدينة سلا أول موسم للشموع، احتفلت خلاله بموكب الشموع الزاخرة بالألوان البهيجة، أبدعها صناع تقليديون بمهارة حرفية وتفرد، لتشهد الضفة اليمنى لأبي رقراق انبثاق استعراض موسم سيدي عبد الله بن حسون، الذي تتوارثها لأجيال وتعمل على إحيائه كل عام.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر