الرباط - المغرب اليوم
شدد وزير التجهيز والماء المغربي، نزار بركة، اليوم، بمدينة الدار البيضاء، على ضرورة التدبير المندمج للماء والطاقة والفلاحة، من أجل نجاعة أفضل للمشروعات المرتبطة بهذه القطاعات الحيوية الثلاثة.
وأوضح بركة خلال افتتاح منتدى «أفريكا 21»، المنظم من طرف «نيوز كوم أفريكا القابضة»، بشراكة مع وزارة التجهيز والماء، تحت شعار «رؤية الملك محمد السادس لأفريقيا صامدة وذات سيادة فيما يتعلق بالأمن المائي والطاقي والغذائي»، أن «التدبير المندمج لهذه القطاعات الحيوية الثلاثة ضروري أيضاً للتنمية الاقتصادية، وتحقيق الأمن المائي والطاقي والغذائي، وضمان التنمية المستدامة؛ لا سيما في مواجهة التغير المناخي».
وأبرز المسؤول المغربي أن هذا المنتدى الأفريقي يتوخى تبادل الخبرات في مجال الأمن المائي والغذائي والطاقي، مسجلاً أن الموضوع المختار يكتسي أهمية كبيرة في ضوء التحديات المتعلقة بهذه القطاعات الأساسية، وذلك لمواكبة النمو السوسيو- اقتصادي، وتحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية.
كما لفت الوزير بركة إلى أنه على الرغم من الجهود المبذولة في إطار أهداف التنمية المستدامة، فلا يزال قرابة 4 ملايين شخص محرومين من المياه الصالحة للشرب في أفريقيا، ومن ثمة تبرز أهمية هذا المنتدى الذي يفتح نقاشاً مثمراً، ويتيح تبادل الخبرات، من أجل فهم عميق للإشكالات، واقتراح الحلول التي من شأنها أن تعزز التكيف مع التغير المناخي، لا سيما التكنولوجيات المستدامة.
وفي إشارة إلى قطاع المياه، شدد الوزير بركة على ثلاثة جوانب تتمثل في الحجم والجودة والاستدامة، لا سيما من خلال تحلية مياه البحر ومعالجة المياه العادمة، مبرزاً أن الطاقة بوصفها مورداً حيوياً لجميع مجالات الإنتاج، تكتسي أهمية كبرى لتنمية الموارد المائية والغذائية. كما أوضح أن أفريقيا مدعوة اليوم لإنتاج الطاقة الخضراء المتجددة، مسلطاً الضوء على ضرورة العمل من خلال نهج وثيق، يربط بين قطاعات الماء والطاقة والغذاء، لضمان سيادة القارة الأفريقية في هذه المجالات الثلاثة.
من جانبه، قال الرئيس والمدير العام لـ«نيوز كوم أفريكا القابضة»، عمر الذهبي، إن هذا المنتدى يهدف إلى أن يكون منصة للنقاش والتداول حول القضايا الراهنة المتعلقة بالقارة، لا سيما هذه المحاور الاستراتيجية الثلاثة: الطاقة، والمياه، والغذاء.
مضيفاً أن هذه المحاور مرتبطة ارتباطاً وثيقاً، وتعتمد بعضها على بعض: «فالوصول إلى الطاقة يمكِّن من الوصول إلى الماء، والوصول إلى الماء يتيح إنتاجاً فلاحياً أفضل، كما أن الأمن الغذائي يعزز التنمية». كما أشار إلى أن القارة تواجه على غرار بقية العالم عدة إشكالات؛ لكنها تزخر في المقابل بمؤهلات هائلة لمجابهة هذه التحديات. وأحال في هذا الصدد على المؤهلات الطاقية للقارة، ومواردها الطبيعية ومناخها التي تمكنها من الاستفادة على نحو كامل من المصادر الجديدة للطاقة المسماة «خضراء»، علاوة على أراضيها الصالحة للزراعة غير المزروعة، والتي تشكل أكثر من نصف المساحة المشابهة على المستوى العالمي.
إضافة إلى ذلك، سلط الذهبي الضوء على رؤية الملك محمد السادس المبنية على التضامن، والاقتسام لصالح القارة، فيما يتعلق بهذه المحاور الثلاثة؛ مشيراً إلى أن هذه الرؤية تقوم على تطوير الطاقات المتجددة، واكتساب تكنولوجيات جديدة من حيث الوصول إلى المياه وترشيد استخدامها، وكذا تنمية الفلاحة والاستقلال الغذائي.
ومن أجل استيعاب التحديات الجديدة التي تواجهها القارة، قال الذهبي إنه «ينبغي القيام بذلك بشكل مشترك وبرؤية موحدة».
وتعد الدورة الأولى من منتدى «أفريكا 21» موعداً سنوياً يهتم بأفريقيا، وبالتحديات والرهانات الجديدة للقارة الأفريقية، ويسعى إلى أن يكون منصة مرجعية للمواضيع المتعلقة بالصمود والأمن الغذائي في شتى جوانبها. كما يركز المنتدى الذي يستمر حتى 22 فبراير (شباط) الجاري، حول أربع ندوات تهم «الابتكار التكنولوجي في مكافحة الإجهاد المائي: عامل للتنمية»، و«وظائف الغد الخضراء، أي مكانة في التعليم والتكوين المهني؟»، و«أي نموذج أفريقي للانتقال الطاقي في زمن إزالة الكربون؟»، و«مناخ الأعمال في أفريقيا: من أجل إطار يفضي إلى تطوير المقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر