الرباط _ المغرب اليوم
لم تستطع الأحزاب بالدوائر الانتخابية للحسيمة إقناع المعتقلين على خلفية حراك الريف المفرج عنهم بالترشح للاستحقاقات المقبلة؛ فكل اللوائح التي تقدمت بها هذه التنظيمات السياسية خلت من أسماء احتلت صدارة المشهد بالريف طوال السنوات الماضية. ورغم المحاولات التي قامت بها أحزاب كثيرة، إلا أن العديد من المعتقلين السابقين حافظوا على موقفهم برفض الانتخابات، وعدم جدوى التمثيلية داخل المؤسسات وافتقاد هذه الأخيرة للمشروعية. وقال شاكر المخروط، معتقل سابق على خلفية حراك الريف، إن حزبي العدالة والتنمية والاستقلال تواصلا معه من أجل الترشح.
والأمر نفسه بالنسبة للمعتقل السابق كريم أمغار الذي تواصل معه مسؤولون بحزبي الحركة الشعبية والاستقلال. نبيل الأندلسي، نائب برلماني سابق عن إقليم الحسيمة عضو حزب العدالة والتنمية، صرح لهسبريس بأن “الأمور طرحت بشكل ودي من أجل الترشح”، مرحبا بانضمام من يرغب من المعتقلين. البرلماني عن إقليم الحسيمة رئيس الفريق الاستقلالي بمجلس النواب نور الدين مضيان، قال بدوره لهسبريس إن “الحزب بادر إلى التواصل مع المعتقلين، لكن تنقصهم شهادات حسن السيرة”، وفق تعبيره. محمد أوزين، عضو المكتب الوطني للحركة الشعبية، أكد أن “الحزب فعلا تواصل
مع المعتقلين، خصوصا المنخرطين منهم في جبهة العمل الأمازيغي، والأمور الآن مسنودة للكتابة الإقليمية للحزب”. وطبع مصطلح “الدكاكين السياسية” حراك الريف، معبرا بذلك عن رفضه لأي حوار مع الأحزاب، مطالبا في المقابل بطرح بدائل ووسائط حقيقية للحوار. وتنتظر المنطقة رهانات كثيرة، خصوصا على المستوى التنموي، حيث ماتزال مشاكل اجتماعية متراكمة منذ فترة بعيدة تخيم على الحسيمة وأحوازها، والبداية من البطالة والاتكالية على تحويلات الجالية بالخارج. عبد الله الغلبزوي، المتتبع لدينامية حراك الريف، قال إن “معظم المعتقلين السابقين في ملف حراك الريف يرفضون
فكرة الترشح لأسباب ومبررات مختلفة، بعضها عبارة عن قناعات ذاتية وبعضها عبارة عن تخوفات”.وأوضح الغلبزوري أن “علاقة الحراك بما يسميه الدكاكين السياسية علاقة متوترة منذ البداية، كما أن معظم الأحزاب التي تخطب اليوم ود المعتقلين السابقين هي نفسها التي زجت بهم في السجن”. وأشار إلى أن “عدم طي ملف معتقلي حراك الريف إلى الآن، هو أحد الأسباب التي يعلنها معظم المعتقلين السابقين لعدم مشاركتهم في العملية الانتخابية”. وأعرب الحقوقي بمدينة الحسيمة عن اعتقاده أنه “لو فكر أحدهم في الترشح، فإن هناك عوائق نفسية واجتماعية ستمنعه، سببها الخوف من التخوين؛ إذ إن قناعات مجتمعية قد ترسخت حتى قبل حراك الريف مفادها كل من تحزب خان”. ولفت الغلبزوي الانتباه إلى أن “القناعة تتجه لاعتبار كل من شارك في العملية الانتخابية مخزنيا، وهي نظرة تلاحق المترشح بشكل عام حتى وإن لم يكن مناضلا أو معتقلا سياسيا”.
قد يهمك ايضا
دليل يقترح على الصحافيين "تغطية أخلاقية ومحايدة" في انتخابات 8 سنتمبر
أسماء رياضية وفنية تتجاوز المشاركة السياسية إلى المنافسة الانتخابية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر