قدّم الحزب الاشتراكي الموحد، صباح اليوم الخميس بالدار البيضاء، ملامح البرنامج الانتخابي الذي سيدخل به غمار المحطة التشريعية المقبلة، في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الناجمة عن انتشار فيروس “كورونا” المستجدّ بالمغرب.
البرنامج العام، الذي يحمل شعار “دائما مع قضايا الوطن والشعب”، يتشكل من ثلاثة محاور كبرى تتفرع عنها مكونات فرعية، تتضمن بدورها التزامات انتخابية على شاكلة إجراءات يصل مجموعها إلى 256 مقترح، يتعلق بالإصلاحات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي يلتزم التنظيم اليساري بالدفاع عنها.
وترمي المشاركة الانتخابية للحزب الاشتراكي الموحد في “اقتراع 8 شتنبر” إلى تحقيق إصلاحات دستورية وسياسية لإرساء الملكية البرلمانية، وإقرار ديمقراطية حقيقية يكون فيها الشعب مصدرا للسيادة والسلطة، والفصل الفعلي للسلط، والتوزيع العادل للثروة الوطنية بين جميع الفئات، وفق مضامين البرنامج.
وفي رصده للواقع السياسي للبلد، أشار “حزب الشمعة” إلى تزايد “الفساد” و”الاستبداد” بعد مرور عشر سنوات على دستور 2011، و”تبخر” كل الوعود التي قدمت للناخبين، و”تعميق” الأزمة، وانخفاض نسبة النمو الاقتصادي، وارتفاع نسبة المديونية العمومية الداخلية والخارجية.
وانطلاقا من المؤشرات التي استعرضها الحزب بخصوص الأوضاع العامة للبلد، يحثّ البرنامج السياسي على محورية الإصلاح السياسي والدستوري، من خلال إصلاح مجال العدالة وتقوية أدوار البرلمان وضمان توازن السلط، ناهيك عن الإقرار الفعلي للجهوية المسنودة باللامركزية.
ويدعو برنامج الحزب الاشتراكي الموحد، على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، إلى سنّ سياسات تعطي الأولوية للحاجيات الأساسية للشعب، خاصة في مجال مكافحة الفقر والأمية والعدالة، بالإضافة إلى ضمان تعميم ومجانية التعليم، وكذا الرفع من ميزانية الصحة، وإيلاء الاهتمام لنساء العالم القروي.
فيما يتشبث “رفاق منيب” باعتماد سياسات ثقافية وبيئية تتماشى مع المتغيرات العالمية، عبر محاربة الصور النمطية للمرأة في وسائل الإعلام والمقررات التعليمية، بالموازاة مع وضع برامج تحسيسية لنشر ثقافة وقيم المساواة، فضلا عن أهمية إدماج البيئة في برامج التنمية.
ويلتزم الحزب اليساري بالدفاع عن حق المواطنة الكاملة للمغاربة المقيمين بالخارج، وتوسيع حق المشاركة السياسية للجالية المغربية وأبنائها، بما فيها حق التصويت والترشيح، إلى جانب توسيع عملية العبور والاستقبال في القنصليات، يضيف البرنامج الانتخابي في الشق المتعلق بمغاربة العالم.
نبيلة منيب، الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، قالت إن “البرنامج الانتخابي يسمو إلى بناء مؤسسات قوية، من خلال اعتماد إصلاحات سياسية ودستورية من شأنها إنجاح نموذج التنمية المنشود”، مبرزةً أن “البرنامج نابع من مطالب حركة عشرين فبراير ومختلف الحَراكات الاجتماعية”.
وأضافت منيب، في كلمة تقديمية للبرنامج العام، أن “المقترحات العملية والنظرية تتماشى مع التوجهات الجديدة للبلد، حيث تنطلق من مداخل عديدة لتنفيذ الإصلاح على أرض الواقع”، مؤكدة أن “الإصلاح يبتدئ بتحقيق الانفراج السياسي، والمصالحة مع كل الجهات المهمّشة، وإحداث قطائع مع السياسات المنتهجة منذ عقود”.
وأشارت الفاعلة الحزبية إلى “ترشيح العديد من الأشخاص في وضعية إعاقة بالدوائر المحلية، مع دعم المشاركة السياسية للنساء”، لافتةً كذلك إلى “أخذ مقترحات الأساتذة المتعاقدين بعين الاعتبار، وذلك بغرض إنهاء الأزمة المركبة التي يعيشها المغرب”.
قد يهمك ايضا
انطلاق حملة الانتخابات المحلية والجهوية والتشريعية اليوم في المغرب
نور الدين مضيان يؤكد أن حزب الاستقلال سيتصدر الانتخابات المغربية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر