الدار البيضاء ـ جميلة عمر
أدت الزيارة التي قام بها المبعوث الأممي كريستوف روس إلى العيون إلى إشعال نار المواجهات من جديد بين الانفصاليين ورجال الأمن.
وتأتي الزيارة في سياق إعداد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء كريستوفر روس لتقريره، الذي سيعرض على مجلس الأمن للأمم المتحدة، في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وتضمنت لقاء روس مع شخصيات تمثل وجهة نظر المغرب، وأيضًا أشخاص يناصرون مزاعم انفصاليي "البوليساريو"، والجيش الجزائري.
وسبق زيارة روس مخطط لإفشال السلام في المنطقة، وإظهار حقائق مزيفة، توحي بوجود اختلالات حقوقية، وإعطاء صورة سوداوية عن حقوق الإنسان في المنطقة، تمثلت في خروج فصيلة المشاغبين المحسوبين على رؤوس الأصابع، والذين يعرفون بانفصاليي الداخل، وهم الأشخاص نفسهم الذين يقفون وراء كل أحداث الشغب واستفزاز ساكنة الصحراء، وهم مجموعة من المرتزقة، يسمون أنفسهم بالمدافعين عن حقوق الإنسان، وحقوق الإنسان منهم براء، مع العلم أن هؤلاء ينتمون إلى القبائل الصحراوية، وليس لأعضاء المقاومة وجيش التحرير، الذين قاوموا الاستعمار الإسباني، ولكن إلى مناطق مغربية، كانت مستعمرة من طرف فرنسا.
وحاولت هذه العناصر التشويش على زيارة روس، عبر افتعال أعمال الشغب والعنف، وإلحاق أضرار بالممتلكات الخاصة والعامة، بغية استفزاز قوات حفظ النظام، ليتسنى لها بعد ذلك اتهامها بالاعتداء عليها وانتهاك الحقوق.
وترأست هذه العناصر حوالي 400 شخص، موزعين على مجموعات تضم ما بين 20 و 80 فردًا، حاولوا، في أماكن متفرقة، في مدينة العيون، التجمهر في الشارع العام دون ترخيص، وشرعوا في رشق القوات العمومية بالحجارة والزجاجات الحارقة، وإضرام النار في إطارات السيارات، كما أقاموا متاريس في بعض الأزقة، معرقلين بذلك حركة السير، هذه الاستفزازات وأعمال الشغب تعاملت معها القوات العمومية بمسؤولية ورزانة، وضبط للنفس، وفي احترام تام للقوانين.
وأصبحت هذه التجمهرات عبارة عن مشهد ضبابي ومبتذل، يتكرر مع كل زيارة لوفد أجنبي للمنطقة، بحيث يسعى فلول الانفصال وأزلام "البوليساريو" والجزائر إلى افتعال أعمال الشغب والعنف لجر القوات العمومية المغربية لاستخدام القوة، وبالتالي تصويرها على أنها تنتهك حقوق الصحراويين، وهي مناورات عدمية أصبحت مفضوحة للجميع بما فيها السلطات المغربية، التي أضحت تتعامل معها بكثير من ضبط النفس، كما أنها تكشف النوايا الحقيقية لباقي أطراف النزاع، ليس في إيجاد حل سياسي عادل للصحراء تحت السيادة المغربية، وإنما في تأجيج الصراع والدفع به إلى المجهول، والدليل على ذلك انتشار الانفصاليون المتظاهرون، السبت الماضي، في عدد من النقط المتواجدة في حي معطلا في العيون، وهو ما دفع السلطات المغربية إلى إنزال أمني مكثف في هذا الحي، فضلاً عن الشوارع المحيطة به، تحسبًا لأية استفزازات قد يقوم بها الموالون للطرح الانفصالي، وهذا ما قام به الناشطون الصحراويون، حيث رفعوا شعارات موالية لجبهة "البوليساريو"، وهو ما تصدت له القوات العمومية، فنتج عن هذا مواجهات بين القوات العمومية والانفصاليين، أسفر عنها جرحى من الطرفين معًا، لاسيما من جانب قوات حفظ الأمن، فيما ظلت سيارات الإسعاف تنقل الضحايا إلى كل من المستشفى العسكري، ومستشفى مولاي الحسن بن المهدي.
وفي سياق متصل، اتهمت "جبهة البوليساريو" الانفصالية الأمن المغربي بممارسة العنف بطريقة وصفتها بـ"الوحشية"، في حق من قالت أنهم "عشرات المتظاهرين الصحراويين، الذين طالبوا بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير، واحترام حقوق الإنسان في الصحراء، تزامنًا مع زيارة كريستوفر روس.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر