القاهرة ـ محمد مصطفى
دعا زعيم المقاومة الشعبية في السويس الشيخ حافظ سلامة، الرئيس المصري محمد مرسي بتشكيل مجلس رئاسي مدني منتخب من 11 شخصًا، يضم قيادات من القضاء والقوات المسلحة، إضافة للرئيس مرسي، وذلك في تطور لافت عشية الاستفتاء على مسودة الدستور الذي سيبدأ السبت في عشر محافظات.
وقال سلامة في كلمة له في مسجد النور في العباسية عقب صلاة الجمعة، "إن مصر تمر حاليًا بمرحلة عصيبة بعد الانقسام الذي حدث، وأطالب رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي بتشكيل مجلس رئاسي مدني يتكون من 11 شخصًا يكون الرئيس مرسي من ضمنهم، وممثلين عن كافة الأطياف السياسية المعبرة عن الشعب.
وأوضح سلامة أنه يجب فتح باب الترشيح للمجلس، على أن تجرى انتخابات لاختيار تسعة من الأعضاء الأحد عشر، وقال "لقد قلت من قبل في أثناء معركة الانتخابات الرئاسية أن جميع المرشحين للرئاسة لا يستطيع أحد منهم منفردًا أن يخرج البلاد مما وصلت إليه من الخراب والدمار، الذي عشنا فيه أكثر من 60 عامًا، وطالبت حينذاك بمجلس رئاسي يتولى أمر البلاد حتى تخرج من أزمتها.
وأضاف سلامة وهو أحد رموز الحركة السلفية في السويس وأنشأ عدة جمعيات خيرية بنت عدة مساجد من بينها مسجد النور، "أن أعداء الأمة الإسلامية في الداخل والخارج يتآمرون على مصرنا العزيزة، ويعملون على إشاعة الفتن للإضرار بالبلد وبث الشقاق بين أبناء الشعب المصري، و نراه هذه الأيام من صراعات هو تمهيد لحرب أهلية تأكل الأخضر واليابس، ولن تعود على البلاد، إلا بأسوأ مما كانت عليه قبل ثورتنا المجيدة التي أدهشت العالم كله دون إراقة دماء".
وتابع قائلا "لولا يقظة الشعب حينذاك ووقوفه صفًا واحدًا ولم نسمع حينها لا أحزاب ولا جماعات ولا تكتلات بأي صورة من الصور، إلا أننا نقول جميعنا مصر فوق الجميع".
واتهم سلامة أميركا بالتسبب في حالة الفوضى التي تشهدها مصر، عن طريق إغراء البعض وتمويلهم للقيام بعمليات تخريب، على حد قوله، وقال "تاريخ مصر يشهد أنها ستتخطى المحن والعقبات كما تخطتها سابقًا".
واعتبر الشيخ حافظ سلامة الذي ولد في كانون الأول/ديسمبر عام 1925، أن القلاقل المتعمدة وقال "ما نراه الآن من تسارع لإشعال الفتن لا يمكن حله بالتنازلات عن القرارات لأنها نية السوء لإشاعة الفتن"، في إشارة إلى الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس المصري مرسي يوم 22 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وأثار جدلًا كبيرًا بسبب تحصينه قراراته من الطعن عليها أمام أي جهة كانت، كما حصن مجلس الشورى والجمعية التأسيسية لوضع الدستور، والإعلان الدستوري الصادر في 8 كانون الأول/ديسمبر الجاري الذي دعا فيه إلى الاستفتاء على مسودة الدستور، وأضاف موجها حديثه للرئيس مرسي "أن نية السوء لإشاعة الفتن هي رائدهم، وبذلك يبذلون أقصى جهدهم لتعبئة الشعب ضد أي قرار تتخذونه".
وطالب سلامة الشعب المصري بالوحدة والاعتصام بحبل الله مستشهدًا بقول الله تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانًا".
من جانبه، قال خطيب مسجد النور في العباسية السعيد عامر خلال خطبة الجمعة "إن أفراد الشعب المصري أصبحوا حاليًا محللين سياسيين وفقهاء دستوريين وخبراء استراتيجيين، والكل له وجهة نظر مختلفة".
وأضاف ، "لابد أن نتوحد على مطلب واحد، وأن تكون حرية التعبير سلمية، وليس بإراقة الدماء التي أصبحنا فيها اليوم من صراعات واختلافات في الرأي"، وناشد المعتصمين فض اعتصامهم والعمل والإنتاج والإنتماء إلى الوطن والاعتصام بحبل الله للنهوض بالبلاد.
ويتوجه صباح السبت 26 مليونًا و6 آلاف مواطن مصري في عشر محافظات إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء على مسودة أول دستور للبلاد بعد ثورة 25 يناير، والذي وضعته جمعية تأسيسية سيطر على غالبية أعضائها المائة التيار الإسلامي، وشهد عمل الجمعية انسحاب 41 من أعضاء الجمعية احتجاجًا على ممارسات مختلفة رأوا أنها تشوب عملها.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر