العدالة والتنمية يربط بين الزلزال والذنوب والمعاصي في الحياة السياسية
آخر تحديث GMT 09:54:44
المغرب اليوم -

العدالة والتنمية يربط بين الزلزال و"الذنوب والمعاصي في الحياة السياسية"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - العدالة والتنمية يربط بين الزلزال و

عبدالإله بنكيران الأمين العام للحزب
الرباط - كمال العلمي

عقدت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، السبت، اجتماعا برئاسة عبدالإله بنكيران الأمين العام للحزب، الذي أشاد في كلمة افتتاحية بالدور المركزي للملك في تدبير مخلفات هذا الزلزال، منوها اجتماعاته المتكررة و بالسرعة والنجاعة والكرم الذي اتخذت به القرارات لتخفيف المصاب على ساكنة المناطق التي ابتليت مباشرة بهذا الزلزال.

وأبرز بنكيران، وفق بلاغ للأمانة العامة، أن الملك محمد السادس تابع هذا الموضوع بالقوة والحزم اللازمين واللذين أثارا الإعجاب والتقدير داخليا وخارجيا، وقرر أن ترصد الدولة ميزانيات مهمة لتقديم المساعدات المباشرة الفورية للساكنة المتضررة ولتمويل برنامج إعادة الإعمار والتأهيل.

كما نوه بالموقف المشرف للعاهل المغربي بخصوص تدبير ملف طلب المساعدات الأجنبية والمبني على صيانة السيادة الوطنية والتصرف بالعزة والكرامة، وهو ما يؤمن به ويقدره المغاربة عاليا، مشيدا بتدخل مختلف السلطات العسكرية والمدنية وبالهبة الشعبية والتضامن والتعاطف الوطني النبيل الذي عبر عنه مختلف رجال ونساء المغرب بمختلف فئاتهم وأعمارهم، لتقديم المساعدات لضحايا الزلزال بكل الأقاليم المتضررة.

وأضاف بنكيران أنه وبالرغم من أننا ما زلنا تحت هول الصدمة، وجب علينا أن نسائل أنفسنا عن دورنا كحزب سياسي وطني ومسؤول، وأن نصارح شعبنا ونتحمل مسؤوليتنا، لأن الملاحظ أن الكل اليوم يتحدث ويشيد بالقرارات التي اتخذت والمساعدات التي قدمت والميزانية المهمة التي خصصت وهذا واجب من باب الشكر والاعتراف بالفضل لأهله، لكن في المقابل لا أحد ينبه أو يذكر بما ينبغي أن يراجع على ضوء ما كشفه هذا الزلزال من خصاص وتفاوتات مجالية.

لذا، يضيف البلاغ ذاته، من واجبنا كحزب سياسي أن نعتبر وأن ندعو إلى الاعتبار مما وقع استحضارا لقوله سبحانه وتعالى “وَبَشِّرِ اِ۬لصَّٰبِرِينَ اَ۬لذِينَ إِذَآ أَصَٰبَتْهُم مُّصِيبَةٞ قَالُوٓاْ إِنَّا لِلهِ وَإِنَّآ إِلَيْهِ رَٰجِعُونَۖ”، والذي يردده المسلمون كلما حلت بهم مصيبة، وعلينا أن ننتبه إلى أن من معاني “الرجوع إلى الله” ما يفيد أننا مبتعدون عنه في أمور معينة، وعليه وجب أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى كي يضمد جراحنا ويعوضنا عن مصيبتنا خيرا.

و استدرك المصدر ذاته “لكن يجب أن نراجع كذلك كي نرجع الى الله لأن كل شيء يصيب الإنسان فيه إنذار، والصواب هو أن نراجع كأمة ونتبين هل الذي وقع قد يكون كذلك بسبب ذنوبنا ومعاصينا ومخالفاتنا ليس فقط بمعناها الفردي ولكن بمعناها العام والسياسي، لأن السؤال المطروح ليس فقط عن المخالفات الفردية وإنما عن الذنوب والمعاصي والمخالفات بالمعنى السياسي وتلك الموجودة في الحياة السياسية عامة والانتخابات والمسؤوليات والتدبير العمومي وغيرها.

وفي سياق الحديث عن المراجعة، تسائل بنكيران عما أثير في سياق هذا الزلزال حول صندوق تنمية المناطق القروية والجبلية، والذي رُصدت له ميزانية كبيرة تفوق 54 مليار درهم، وعن أثرها على واقع ساكنة هذه المناطق وبنيتها التحتية ومعيشها اليومي، مستحضرا ما وقع من نزاع بين وزيري الداخلية والفلاحة سنة 2016، حول الإشراف على هذا الصندوق، ومتسائلا عن الإنجازات الحقيقية لهذا الصندوق، مؤكدا أنها أسئلة مطروحة على الجميع، بما في ذلك حزب العدالة والتنمية، وتحتاج إلى التوضيح والبيان واستخلاص الدروس للمستقبل.

كما أكد الأمين العام للبيجيدي أن الحزب مطالب بالحفاظ على هويته والتشبث بمرجعيته وتميزه، لاسيما في ظل ما تعرفه الساحة السياسية الوطنية التي ابتليت ببعض الأحزاب التي لا تتنافس في خدمة المواطن والمصلحة العامة بقدر ما تتنافس على جلب المناصب والمصالح الذاتية ولذوي القربى، حتى ترسخ في ذهن المواطن أن الدولة تسعى من جهتها للقيام بما يجب.

لكن في المقابل ،أورد البلاغ، تظل المؤسسات الأخرى من حكومة ومجلس النواب ومجلس المستشارين والجماعات الترابية وغيرها غائبة وعاجزة عن القيام بواجبها، وذلك لكونها مؤثثة على العموم بكائنات لا تمثل الإرادة الشعبية، ولا علاقة لها بالعمل السياسي النبيل والمسؤول، وعاجزة كليا عن التواصل المباشر والمسؤول مع المواطنين.

وانتقد بنكيران بعض الأصوات الإعلامية المغرضة التي لا تتوقف عن مهاجمة الحزب وتحميله المسؤولية عن كل ما وقع ويقع، مؤكدا أن الحزب قام بواجبه بشرف ومسؤولية في إطار الصلاحيات المخولة له وبالرغم من كل الإكراهات المعروفة.

وأشادت الأمانة العامة عاليا بالدور القيادي والتدخل الحاسم للملك محمد السادس منذ اللحظات الأولى التي أعقبت هذا الزلزال، وتعليماته السديدة لمختلف القوات والسلطات العسكرية والمدنية للتدخل بالسرعة اللازمة واتخاذ الإجراءات الاستعجالية لتسريع ﻋﻣﻠﯾﺔ الإﻧﻘﺎذ والتكفل باﻟﺟرﺣﻰ، وترؤس جلالته لجلسات عمل متتالية أيام 9 و 14 و 20 شتنبر والتي توجت بتفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات المتضررة، وإحداث حساب خاص لتلقي المساهمات التضامنية، وبلورة برنامج لإعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة من الزلزال بغلاف مالي قدره 120 مليار درهم.

وأضاف البلاغ ذاته أن الملك حرص على ضرورة احترام كرامة الساكنة، وعاداتهم وأعرافهم وتراثهم والإنصات الدائم لهم، قصد تقديم الحلول الملائمة لهم، ودعوته النبيلة إلى التكفل بالأطفال اليتامى ومنحهم صفة مكفولي الأمة.

ودعت الأمانة العامة للبيجيدي” الحكومة إلى التسريع والتعجيل بإنهاء إحصاء الساكنة المتضررة والمبادرة بسرعة ودون تأخر إلى صرف الدعم المباشر لها وصياغة التفاصيل الدقيقة والعملية لبرنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة، والإنصات إلى الساكنة وإشراك المنتخبين والمجتمع المدني وتوفير الحكامة الجيدة اللازمة بما يضمن الرقابة البرلمانية وتنزيل البرنامج بسرعة ونجاعة وفعالية، وتدعوها إلى الوعي بمتطلبات هذه المرحلة الصعبة وتركيز جهودها وجهود أغلبيتها على القيام بواجباتها والوفاء بالتزاماتها، والتوقف عن المناوشات المتكررة بين مكوناتها وعن تضييع الوقت في محاولات ترميم الشقوق التي أصبحت بادية للعيان في التحالف الحكومي.

وتقدم التنظيم السياسي بالشكر لكل الدول الشقيقة والصديقة التي دعمت المغرب في هذه الظروف الصعبة بطلب من السلطات المغربية في إطار الاختيارات السيادية الوطنية وبناء على الاحتياجات الميدانية، وتخص بالذكر كلا من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ودولة قطر الشقيقة، والمملكة المتحدة الصديقة، والمملكة الإسبانية الصديقة، وفرقها المتخصصة التي عملت بتفان في انسجام وتلاحم تام مع الفرق المتخصصة المغربية.

كما عبرت الأمانة العامة ذاتها عن اعتزازها بالموقف الوطني الصارم والحازم اتجاه الابتزاز الفرنسي المرتهن لمنطق قديم، وأدانت الحملات الإعلامية العدائية -غير الأخلاقية وغير الإنسانية- والتي انطلقت واستمرت في عز الزلزال المؤلم واستهدفت بكل خسة مؤسسات ورموز الوطن.

كما توجهت بالدعوة إلى عقلاء فرنسا وحكمائها بضرورة مراجعة سياستها اتجاه المغرب، والقيام بنقد ذاتي عميق لمواقف الاستفزاز والابتزاز وتصحيحها، بما يمكن من إرساء قواعد علاقة قوامها الاحترام المتبادل مع بلد عريق وشعب أبي،

مؤكدة أن هذا الزلزال المؤلم وما أبان عنه من مستوى عال من الصبر والاحتساب والتسليم بقضاء الله وقدره، ينبغي أن ننتبه ونتعظ بما تحمله من دلالات ودروس وعبر عميقة تتمثل في الطاقات الكامنة والرصيد الإيماني والقيمي والأخلاقي والوطني المتميز للشعب المغربي المسلم.

ونبه المصدر نفسه إلى ضرورة أخذ العبرة من هذه الأزمة العصيبة ومخلفاتها للقيام بمراجعة حقيقية لطريقة ومنهجية بلورة وتنفيذ والمصادقة على مختلف السياسات العمومية والبرامج التنموية، بما ينسجم مع مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، ولاسيما تلك الموجهة إلى المناطق القروية والجبلية والمهمشة والتي عرفت فشلا بالرغم من المجهودات التي بذلت والبرامج والميزانيات التي رصدت.

كما أشادت بالهبة الشعبية المشرفة للمغاربة من الداخل والخارج، والقوافل الإنسانية السخية المتواصلة نحو المناطق المنكوبة والمنطلقة من مختلف مناطق المغرب بطريقة حضارية وعفوية والتي لم تسجل خلالها أية ملاحظات أو تجاوزات.

وأكد المصدر ذاته على ضرورة مراجعة عميقة بمنهجية مسؤولة بالجدية المطلوبة، تستثمر الإمكانات التي أبان عنها الشعب المغربي وقيادته ممثلة في المؤسسة الملكية بما يمكن من مواجهة مختلف التحديات التي تواجهها بلادنا، وتدعو مناضلي ومناضلات الحزب ومسؤوليه إلى التعبئة ومواصلة القيام بواجباتهم والمساهمة في المجهود الوطني.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

بنكيران يجدد مهاجمته لوهبي على خلفية دعوته“رفع التجريم عن العلاقات الجنسية الرضائية”

العدالة والتنمية يدعو إلى تعميم تدقيق الحسابات السنوية للأحزاب على مؤسسات أخرى

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العدالة والتنمية يربط بين الزلزال والذنوب والمعاصي في الحياة السياسية العدالة والتنمية يربط بين الزلزال والذنوب والمعاصي في الحياة السياسية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib