الرباط - كمال العلمي
“المغرب الشريك المهم والموثوق” انطلقت في الأشهر الأخيرة المُنصرمة، هذه الجُملة في شق طريقها لوصف المملكة المملكة، في جُل الأروقة والمحافل الدولية، بالإضافة إلى وصف “الوسيط المعتمد الموثوق”، وذلك خاصة بعد تجاوز الأزمة المغربية الإسبانية والألمانية، ناهيك عن ما راكمته المملكة من تجارب سابقة في عدد من النزاعات بالقارة الإفريقية، كان آخرها الملف الليبي، ثم فتح معبر “اللنبي” الرابط بين الأردن وفلسطين والذي كانت تعارض السلطات الإسرائيلية فتحه، فيما سبق.
وفي هذا السياق، يرى محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ علم السياسة في كلية الحقوق جامعة القاضي عياض بمراكش، أن “الدبلوماسية المغربية بقيادة ملك البلاد، قد قامت بمجهودات حثيثة، أفضت إلى موافقة إسرائيل على فتح المعبر الحدودي، المعروف باسم جسر الملك حسين أو معبر الكرامة الذي يربط الضفة الغربية بالأردن، باعتباره المنفذ الحدودي الوحيد للفلسطينيين على العالم الخارجي”.ويوضح بنطلحة، في حديثه لـ”الأيام 24″ أن جُل “الصحف ومُختلف القنوات الإعلامية الدولية، قد أشادت بهذا الاختراق الدبلوماسي والإنساني، بين إسرائيل والمملكة الأردنية والسلطة الفلسطينية، مما سيسهل التجارة والأسفار، وهو يعتبر وسيلة ملموسة لبناء الثقة، ركيزة ضرورية للسلام والازدهار بين الشركاء” مؤكدا أن “المغرب، الدولة الأمة، يلعبُ دورا محوريا في إشاعة روح الإخاء والسلام في منطقة الشرق الأوسط، ويُعتبر مُناصرا للقضية الفلسطينية، ويُساهم في تقوية الثقة، ما بين إسرائيل والدولة الفلسطينية”.
وأشار أستاذ علم السياسة، أن “المغرب يقوم بمبادرات رفيعة”، الشيء الذي دفع “مسؤول بإدارة الرئيس الأمريكي جون بايدن، بالإشادة بالدور الكبير الذي انطلقت فيه المملكة المغربية بقيادة عاهل البلاد، في الوساطة لفتح المركز الحدودي؛ كما أشاد في نفس السياق الحكومة الإسرائيلية، في شخص وزيرة المواصلات والنقل، ميراف ميخائيلي، بالدور الهام للدبلوماسية المغربية في إعادة فتح هذا المعبر الحيوي، وشكرت بشكل واضح، الرئيس الأمريكي، والملك محمد السادس، والمملكة المغربية لانخراطهم لصالح السلام والازدهار في منطقة الشرق الأوسط”.
“إن القيادة الفلسطينية رحبت بهذه المبادرة الدبلوماسية المغربية، كما أن الشارع الفلسطيني أشاد بدور المملكة الدبلوماسي المناصر للقضية الفلسطينية، كما عبرت كثير من الهيئات السياسية الفلسطينية، على تثمينها لهذه المبادرة المغربية” يردف المتحدث نفسه لـ”الأيام 24″ مشيرا أن هذه المُبادرة “ستكون لها انعكاسات إنسانية واجتماعية واقتصادية بالنسبة للشعب الفلسطيني، وستليها خطوات أخرى لصالح القضية الفلسطينية، سيما أن عاهل البلاد هو رئيس لجنة القدس”.وختم بنطلحة، حديثه لـ”الأيام 24″ مؤكدا أن “الدبلوماسية المغربية الواقعية، والتي تعمل في صمت، وفق خطى عقلانية ومنهجية مدروسة، تثبت مرة أخرى أن المغرب لن يتخلى مطلقا عن القضية الفلسطينية ولا عن الشعب الفلسطيني، حتى تتحقق آمال الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة”.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
"الرؤية المغربية" تقوم على إرساء "البعد التضامني" بين البلدان الإفريقية
محمد بنطلحة الدكالي يمثل المغاربيّين في "مؤتمر العيادات القانونية"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر