السياسة الخارجية مجال محفوظ للقصر والديوان الملكي يرفض الاستغلال الانتخابي
آخر تحديث GMT 19:48:11
المغرب اليوم -

السياسة الخارجية مجال محفوظ للقصر والديوان الملكي يرفض "الاستغلال الانتخابي"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - السياسة الخارجية مجال محفوظ للقصر والديوان الملكي يرفض

وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة
الرباط - المغرب اليوم

يطل نقاش “مجالات السيادة المكفولة” على سطح الفضاء السياسي المغربي مجددا، فبعد مرحلة إجماع طبعت السياسة الخارجية للبلاد، خرج بيان حازم من الديوان الملكي يرفض أي ابتزاز يقحم اختيارات المغرب وعلاقاته مع إسرائيل ضمن “أجندة انتخابية”.

وجاء رد القصر الملكي بشكل مباشر على بيان أصدرته الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بخصوص العلاقات مع إسرائيل، استهجن “المواقف الأخيرة في بعض اللقاءات الإفريقية والأوروبية لوزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة”، وقال إن الوزير “يبدو فيها وكأنه يدافع عن الكيان الصهيوني”.

وأضاف بلاغ الديوان الملكي بخصوص “خرجة البيجيدي” أن “السياسة الخارجية للمملكة هي من اختصاص جلالة الملك، نصره الله، بحكم الدستور، ويدبره بناء على الثوابت الوطنية والمصالح العليا للبلاد، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية”.

وشدد الديوان على أن بلاغ حزب العدالة والتنمية يقفز بشكل مثير على كون المجال الخارجي هو مجال محفوظ للملك، ويعتبر من القضايا الإستراتيجية التي يدبرها ويشرف عليها الملك باعتباره رئيسا للدولة وبموجب دستور فاتح يوليوز.

كما تحدث بلاغ الديوان الملكي عن كون “العلاقات الدولية للمملكة لا يمكن أن تكون موضوع ابتزاز من أي كان، ولأي اعتبار، لاسيما في هذه الظرفية الدولية المعقدة. ومن هنا فإن استغلال السياسة الخارجية للمملكة في أجندة حزبية داخلية يشكل سابقة خطيرة ومرفوضة”.

عبد الرحيم العلام، أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاضي عياض بمراكش، سجل أن “النقاش ليس دستوريا في هذه الحالة، فالأمر مرتبط بتداول سياسي في الموضوع، لأنه لم يمس رئيس الحكومة أو اختصاصات وزارة الخارجية، بل حزبا في المعارضة”.

وأضاف العلام، في تصريح لهسبريس، أنه “من الناحية الدستورية لا تنصيص على حصر مجال الخارجية لصالح طرف معين، لكن جرت العادة التاريخية أن هذا المجال مكفول للمؤسسة الملكية بالعودة إلى استمرارها وثقلها التاريخي وعلاقاتها”.

واعتبر المتحدث ذاته أن “الممارسة الدستورية بعد سنة 2011 أوكلت في مناسبتين وزارة الخارجية لمسؤولين حزبيين هما سعد الدين العثماني وصلاح الدين مزوار، لكن تغير مجددا هذا الاعتبار”، مشيرا إلى أن “المصالح الإستراتيجية للمغرب يتولاها الملك”.

هشام معتضد، الخبير في العلاقات الدولية، أكد أن “البلاغ الملكي جاء لتأطير هفوة سياسية وانحراف حزبي عن قواعد العمل السياسي الذي يطبع الحياة السياسية والحزبية في المغرب”.

وأكد معتضد، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “اختيار إصدار بلاغ يعد موقفا واضحا ومسؤولا من المؤسسة الملكية لاحترام ميكانيزمات القيم السياسية التي تؤسس لتنظيم العمل الحزبي داخل المغرب”.

وأشار المتحدث إلى “التجاوزات التي حملها بيان الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، وإخلالها بمرتكزات الدستور المغربي في بابه المتعلق بالسياسة الخارجية التي تعتبر من اختصاصات الملك الدستورية وحقلا ملكيا بامتياز من حيث التدبير والقرار والتوجيه”.

كما نبه معتضد إلى أن “الانجراف اللامسؤول نحو إقحام واستغلال السياسة الخارجية للمغرب داخل أجندات حزبية يعتبر إخلالًا سياسيًا وتطاولا”، مسجلا أن “محاولة إقحام السياسة الخارجية في مداولات حزبية من منطلق إصدار بيانات واتخاذ مواقف تتنافى والتوجهات الإستراتيجية المضبوطة دستوريًا تعتبر تهاونًا سياسيًا صريحًا”.

وأشار الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية إلى أن “دور الأحزاب السياسية في المغرب منظم دستوريا، ومواكبتها للتطورات الوطنية والدولية كان دائمًا يحترم الثقافة السياسية والدستورية وحقول الاختصاصات المرتبطة بمختلف المؤسسات السياسية”، مستنتجا أن “المؤسسة الملكية تسعى دائما إلى التذكير بضوابط الحياة السياسية في المغرب بمجرد وقوع تجاوزات غير مسؤولة أو مغالطات خطيرة قد تؤثر على الشأن المغربي داخليًا وخارجيًا”.


قد يهمك أيضاً :

المغرب يؤكد عمق علاقاته مع المفوضية الأوروبية

بوريطة يؤكد أن لجنة الحكماء بالاتحاد الإفريقي لديها إمكانات هامة لتصبح أحد أعمدة الهيكل القاري للسلم والأمن

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة الخارجية مجال محفوظ للقصر والديوان الملكي يرفض الاستغلال الانتخابي السياسة الخارجية مجال محفوظ للقصر والديوان الملكي يرفض الاستغلال الانتخابي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
المغرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 11:20 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
المغرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"واتساب" يُعلن عن ميزة تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
المغرب اليوم -

GMT 18:33 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

نقاش فلاحي يجمع المغرب وإسبانيا

GMT 06:29 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

منفذة هجوم كاليفورنيا تعلمت في مدرسة دينية باكستانية

GMT 21:33 2021 الخميس ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البدلة السوداء خيار كلاسيكي للرجل الأنيق

GMT 00:08 2018 الإثنين ,19 شباط / فبراير

تعرفي على حيل لزيادة مساحة "الغرف الضيقة"

GMT 08:16 2017 الجمعة ,13 تشرين الأول / أكتوبر

أبرز المعالم السياحية في مدينة صوفيا البلغارية

GMT 09:01 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على Sorento الجديدة كليا من كيا

GMT 09:51 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

بيع حجر "أحجية القمر" في مزاد علني بنصف مليون دولار

GMT 07:14 2015 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الاعتداء على امرأة محجبة في محطة لمترو الأنفاق في فرنسا

GMT 19:46 2017 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

شريف عامر يستضيف عمرو موسى في برنامج "يحدث في مصر" الثلاثاء
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib