السياسة الخارجية مجال محفوظ للقصر والديوان الملكي يرفض الاستغلال الانتخابي
آخر تحديث GMT 15:25:17
المغرب اليوم -

السياسة الخارجية مجال محفوظ للقصر والديوان الملكي يرفض "الاستغلال الانتخابي"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - السياسة الخارجية مجال محفوظ للقصر والديوان الملكي يرفض

وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة
الرباط - المغرب اليوم

يطل نقاش “مجالات السيادة المكفولة” على سطح الفضاء السياسي المغربي مجددا، فبعد مرحلة إجماع طبعت السياسة الخارجية للبلاد، خرج بيان حازم من الديوان الملكي يرفض أي ابتزاز يقحم اختيارات المغرب وعلاقاته مع إسرائيل ضمن “أجندة انتخابية”.

وجاء رد القصر الملكي بشكل مباشر على بيان أصدرته الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية بخصوص العلاقات مع إسرائيل، استهجن “المواقف الأخيرة في بعض اللقاءات الإفريقية والأوروبية لوزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة”، وقال إن الوزير “يبدو فيها وكأنه يدافع عن الكيان الصهيوني”.

وأضاف بلاغ الديوان الملكي بخصوص “خرجة البيجيدي” أن “السياسة الخارجية للمملكة هي من اختصاص جلالة الملك، نصره الله، بحكم الدستور، ويدبره بناء على الثوابت الوطنية والمصالح العليا للبلاد، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية”.

وشدد الديوان على أن بلاغ حزب العدالة والتنمية يقفز بشكل مثير على كون المجال الخارجي هو مجال محفوظ للملك، ويعتبر من القضايا الإستراتيجية التي يدبرها ويشرف عليها الملك باعتباره رئيسا للدولة وبموجب دستور فاتح يوليوز.

كما تحدث بلاغ الديوان الملكي عن كون “العلاقات الدولية للمملكة لا يمكن أن تكون موضوع ابتزاز من أي كان، ولأي اعتبار، لاسيما في هذه الظرفية الدولية المعقدة. ومن هنا فإن استغلال السياسة الخارجية للمملكة في أجندة حزبية داخلية يشكل سابقة خطيرة ومرفوضة”.

عبد الرحيم العلام، أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاضي عياض بمراكش، سجل أن “النقاش ليس دستوريا في هذه الحالة، فالأمر مرتبط بتداول سياسي في الموضوع، لأنه لم يمس رئيس الحكومة أو اختصاصات وزارة الخارجية، بل حزبا في المعارضة”.

وأضاف العلام، في تصريح لهسبريس، أنه “من الناحية الدستورية لا تنصيص على حصر مجال الخارجية لصالح طرف معين، لكن جرت العادة التاريخية أن هذا المجال مكفول للمؤسسة الملكية بالعودة إلى استمرارها وثقلها التاريخي وعلاقاتها”.

واعتبر المتحدث ذاته أن “الممارسة الدستورية بعد سنة 2011 أوكلت في مناسبتين وزارة الخارجية لمسؤولين حزبيين هما سعد الدين العثماني وصلاح الدين مزوار، لكن تغير مجددا هذا الاعتبار”، مشيرا إلى أن “المصالح الإستراتيجية للمغرب يتولاها الملك”.

هشام معتضد، الخبير في العلاقات الدولية، أكد أن “البلاغ الملكي جاء لتأطير هفوة سياسية وانحراف حزبي عن قواعد العمل السياسي الذي يطبع الحياة السياسية والحزبية في المغرب”.

وأكد معتضد، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “اختيار إصدار بلاغ يعد موقفا واضحا ومسؤولا من المؤسسة الملكية لاحترام ميكانيزمات القيم السياسية التي تؤسس لتنظيم العمل الحزبي داخل المغرب”.

وأشار المتحدث إلى “التجاوزات التي حملها بيان الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، وإخلالها بمرتكزات الدستور المغربي في بابه المتعلق بالسياسة الخارجية التي تعتبر من اختصاصات الملك الدستورية وحقلا ملكيا بامتياز من حيث التدبير والقرار والتوجيه”.

كما نبه معتضد إلى أن “الانجراف اللامسؤول نحو إقحام واستغلال السياسة الخارجية للمغرب داخل أجندات حزبية يعتبر إخلالًا سياسيًا وتطاولا”، مسجلا أن “محاولة إقحام السياسة الخارجية في مداولات حزبية من منطلق إصدار بيانات واتخاذ مواقف تتنافى والتوجهات الإستراتيجية المضبوطة دستوريًا تعتبر تهاونًا سياسيًا صريحًا”.

وأشار الأستاذ الباحث في العلاقات الدولية إلى أن “دور الأحزاب السياسية في المغرب منظم دستوريا، ومواكبتها للتطورات الوطنية والدولية كان دائمًا يحترم الثقافة السياسية والدستورية وحقول الاختصاصات المرتبطة بمختلف المؤسسات السياسية”، مستنتجا أن “المؤسسة الملكية تسعى دائما إلى التذكير بضوابط الحياة السياسية في المغرب بمجرد وقوع تجاوزات غير مسؤولة أو مغالطات خطيرة قد تؤثر على الشأن المغربي داخليًا وخارجيًا”.


قد يهمك أيضاً :

المغرب يؤكد عمق علاقاته مع المفوضية الأوروبية

بوريطة يؤكد أن لجنة الحكماء بالاتحاد الإفريقي لديها إمكانات هامة لتصبح أحد أعمدة الهيكل القاري للسلم والأمن

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السياسة الخارجية مجال محفوظ للقصر والديوان الملكي يرفض الاستغلال الانتخابي السياسة الخارجية مجال محفوظ للقصر والديوان الملكي يرفض الاستغلال الانتخابي



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب
المغرب اليوم - استنفار أمني بعد اكتشاف أوراق مالية مزورة داخل بنك المغرب

GMT 09:26 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى
المغرب اليوم - أدوية علاج لمرض السكري قد تُقلل خطر الإصابة بحصوات الكلى

GMT 09:56 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يتصدّر ميدان "تايمز سكوير" في نيويورك
المغرب اليوم - عمرو دياب يتصدّر ميدان

GMT 05:47 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

3 لاعبات من الحسنية في المنتخب المغربي النسوي

GMT 03:03 2024 الأربعاء ,03 كانون الثاني / يناير

وعود صينية تٌضمد جراح أسهم شركات الألعاب

GMT 20:35 2020 الأربعاء ,01 إبريل / نيسان

سوني تطلق سماعة أذن لاسلكية بسعر منافس جدًا

GMT 13:05 2018 السبت ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أغرب حالات الولادة في الحيوانات

GMT 06:47 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العراق يقلّص زراعة محاصيل الشتاء إلى النصف

GMT 06:37 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفضل المعالم السياحية في "إيبوه" الماليزية

GMT 00:27 2018 الأحد ,16 أيلول / سبتمبر

معرض V & A دندي واحدٌ مِن أجمل المتاحف في العالم

GMT 06:01 2014 الأربعاء ,13 آب / أغسطس

أشغال الجلد الطبيعي مميزة للغايّة

GMT 06:44 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

استراتيجية التوتر: رهان قوة جديد حول الصحراء..

GMT 16:22 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

طريقة تحضير خبز الصاج باللبن الرايب

GMT 06:24 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

أهم منتجعات التزلج على الجليد في أوروبا وبأسعار مميزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib