الرباط - المغرب اليوم
يحتضن المغرب مناورات “الأسد الإفريقي 2021” في نسختها 17، بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية رفقة دول أخرى فوق التراب المغربي، والتي انطلقت اليوم الاثنين 7 يونيو وستستمر إلى 18 يونيو 2021 بمناطق أكادير، تيفنيت، طانطان، المحبس، تافراوت، بن جرير والقنيطرة، وذلك بمشاركة الآلاف من الجيوش متعددة الجنسيات وعدد كبير جدا من المعدات البرية والجوية والبحرية، وفق بلاغ أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية.
وتتم هذه المناورات، في ظل تطورات ومستجدات ، همت بالأساس الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، كما أنها تنظم في ظل غياب اسبانيا على خلفية التوتر المتصاعد بين الرباط ومدريد.
في هذا الإطار قال محمد شقير، الباحث في العلوم السياسية والخبير في الشؤون العسكرية، في تصريح ل”الأيام24″، أن المغرب وككل سنة يحتضن مناورات الأسد الإفريقي باستثناء السنة الماضية بسبب كورونا، لكن هذه السنة تميزت بتنظيمها بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء وسيادته على كامل ترابه.
وأوضح شقير، أن هذه المناورات، تتم في إطار التدريب على مواجهة الحركات الجهادية والمتطرفة خاصة التي تتحرك في دول ساحل الصحراء، وبالتالي فإن هذه المناورات تشمل جميع الأسلحة الجوية والبرية والبحرية، كما تتضمن تداريب خاصة لمواجهة كل هاته التهديدات على عدة مستويات.
وأوضح المحلل السياسي، أن مناورات الأسد الإفريقي تأتي بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء الذي شكل أحد المتغيرات الأساسية في تطور القضية الوطنية، كما أنها تنظم في ظل التوتر القائم حاليا بين اسبانيا والمغرب على إثر استضافة زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي على ترابها، والذي كانت له عدة تداعيات على مستوى العلاقات البلدين.
وفي هذا السياق، يضيف الخبير العسكري، فإن اسبانيا كانت تشكل أحد الدول المشاركة في هذه المناورات لتقرر بشكل مفاجئ بأنها لن تشارك في هذه المناورات لأسباب معينة، لكن ما يظهر هو أنها لم تشارك بسبب دوافع سياسية، حيث تتم هذه المناورات في مناطق صحراوية والأراضي المسترجعة وعلى رأسها المحبس، وبالنسبة إليها فإن أي مشاركة لها في هذه المناورات وفي هذه المناطق، يعتبر تأكيدا منها لقرار الأمريكي القاضي بمغربية الصحراء والذي يتنافى مع الموقف الاسباني الذي انتقد القرار الأمريكي بهذا الشأن.
وبالتالي، يؤكد شقير، فإن المحبس سيشكل أحد المناطق التي ستجرى فيها هذه المناورات، وهي المرة الأولى، وهو بمثابة تأكيد سياسي ثاني على مغربية الصحراء. وهذا كله لا يمكن إلا أن يدعم الموقف المغربي، خاصة وأن دبلوماسيته تشن هجوما حادا على كل الأطراف المناوئة للمواقف الرسمية، بما فيها الجزائر، إسبانيا وحتى ألمانيا.
وبالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية، ستشهد النسخة السابعة عشرة من هذا التمرين مشاركة بريطانيا والبرازيل وكندا وتونس والسنغال وهولندا وإيطاليا، فضلا عن الحلف الأطلسي ومراقبين عسكريين من حوالي ثلاثين دولة تمثل إفريقيا وأوروبا وأمريكا.
قـــد يهمــــــــك ايضـــــــًا:
الحكومة المغربية تخصص 36 مليارا لدعم الأحزاب والنقابات
"حزب الأصالة والمعاصرة" يفوز بجزئيات مجلس المستشارين في سوس
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر