تحت رعاية ملكية، ومن الجهات الجنوبية الثلاث للمملكة المغربية، بدءا من جهة العيون الساقية الحمراء ثم جهتيْ الداخلة وادي الذهب وكلميم واد نون، انطلق مسلسل “المناظرات الجهوية حول التنمية المستدامة”، أمس الاثنين، في أفق تحيين وملاءمة الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة التي اعتمدها المغرب في سنة 2017.
يندرج الشروع في التحيين، حسب ما توفر لجريدة هسبريس الإلكترونية من معطيات، في سياق “تفعيل توجهات النموذج التنموي الجديد والجهوية المتقدمة، حتى تشكل رافعة لتعزيز التنمية القادرة على تكريس العدالة الاجتماعية وتشجيع التنمية البشرية وتقليص الفوارق الاجتماعية والترابية والنهوض بأوضاع المرأة والطفل، وضمان الحق في التنمية للأجيال القادمة”.
وتشكل هذه المشاورات، المنظمة من طرف وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، حسب القطاع المعني بها، “محطة مهمة لتعبئة كل الفعاليات، سواء على المستوى المركزي أو الترابي، بهدف إرساء أسس تنمية أكثر استدامة”، معتبرا أنها “ستمكن كل مواطن ومواطنة من المساهمة في إعداد السياسات العمومية والمشاركة الفعالة في بناء مستقبلنا المشترك”، على حد تعبير بلاغ رسمي تتوفر هسبريس على نسخته.
“بمشاركة كل الفاعلين والمتدخلين على المستوى المحلي والترابي، من المرتقب أن يتم خلال هذه المناظرات الجهوية العمل على تحليل الواقع والوقوف على الرهانات الأساسية ذات الأولوية بالجهة واقتراح الحلول القادرة على جعل التنمية الجهوية تنمية شاملة ومتوازنة ومستدامة”، يورد المصدر ذاته، معطياً “انطلاقة المسلسل التشاوري بتنظيم مناظرات جهوية للتنمية المستدامة، وفق جدولة وبرمجة زمنية متتالية ستغطي، بحلول 20 مارس 2023، الجهات الإثنتيْ عشر”.
وحسب تفاصيل البرنامج، الذي اطلعت عليه هسبريس، تحطّ “المناظرات الجهوية التشاورية حول التنمية المستدامة” بجهة سوس ماسة (مدينة أكادير) والجهة الشرقية (وجدة) يوم 14 مارس الجاري، تليها محطتَا جهة بني ملال خنيفرة وجهة مراكش آسفي، في وقت متزامن (اليوم نفسه).
بينما تنعقد بكل من جهات فاس-مكناس وطنجة-تطوان-الحسيمة ودرعة-تافيلالت اللقاءات التشاورية الخاصة بها حول الموضوع يوم 16 مارس، بشكل متزامن، وفق المعطيات الرسمية الصادرة عن الوزارة سالفة الذكر.
وتُختَتَم هذه المناظرات في جهة الدار البيضاء-سطات، وجهة الرباط-سلا-القنيطرة في العشرين من الشهر الجاري.
منصة تفاعلية مواطنة
بالموازاة مع ذلك، أفادت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ضمن اختصاصات قطاعها الأخير، بأنه “تم إطلاق منصة تفاعلية (“نساهمو”) بهدف استِقاء آراء وتطلعات المواطنين داخل وخارج الوطن”، ما يعني إشراكهم في “إنجاح هذا الورش الهام والاستراتيجي”.
وسيتوّج هذا المسلسل التشاوري بتنظيم “مناظرة وطنية” يتم خلالها تقديم النسخة المحيَّنة للاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة التي ستتضمن “خلاصات جميع اللقاءات المركزية، والمشاورات الجهوية، والاستشارة العمومية”.
يشار إلى أنه جرى، يوم الجمعة الماضي، الكشف في ندوة صحافية للوزارة عن أبرز الخطوط العريضة لـ”مسلسل تحيين الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة”، بعد حوالي 10 سنوات من اعتماد “قانون إطار بمثابة ميثاق وطني لحماية البيئة والتنمية المستدامة” (2014)، قبل أن يصادق عليها مجلس وزاري انعقد عام 2017، ليتم عامان بعد ذلك “وضعُ الحكامة ومخططات العمل القطاعية للتنمية المستدامة وميثاق مثالية الإدارة”، ما أفضى إلى مسلسل “تقييم الاستراتيجية” ذاتها.
وتعتمد الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة على 4 محاور أساسية للتنمية المستدامة، تشكل “إطارا مرجعيا” لكل البرامج القطاعية مكَّنَ من تعزيز الالتقائية بين الاستراتيجيات القطاعية من أجل تحقيق التنمية المستدامة ولمواجهة التحديات والرهانات الوطنية والعالمية، إن على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو البيئي.
قد يهمك أيضاً :
مجلس النواب المغربي يشارك في المنتدى البرلماني حول خطة التنمية المستدامة 2030
وزارة الانتقال الطاقي تكشف حصيلة التنقيب عن الغاز والنفط في المغرب
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر