الرباط -المغرب اليوم
أزّم قرار الإغلاق الليلي في المغرب وضعية الأشخاص في وضعية الشارع، حيث انسدت جميع المنافذ التي كانوا يحصلون منها على ما يسدون به رمقهم، بعد إغلاق المقاهي والمطاعم وتقييد حركة تنقل المواطنين خلال ليالي شهر رمضان ابتداء من الساعة الثامنة ليلا إلى السادسة صباحا.ويعيش الأشخاص في وضعية الشارع خلال شهر رمضان الحالي في ظروف أصعب من فترة الحجر الصحي خلال السنة الفارطة، حيث تمَّ آنذاك إيواء فئة كبيرة منهم في عدد من المراكز بشكل استثنائي، بينما تُركوا في ليالي رمضان الحالي يواجهون مصيرهم لوحدهم.نسرين لوزي، رئيسة جمعية “كُـلّْنا مْعاك” لإدماج الأشخاص في وضعية صعبة، قالت إن الأشخاص في وضعية الشارع يعيشون منذ تطبيق قرار الإغلاق الليل “وضعا مأساويا”، مضيفة: “بعد إغلاق المقاهي والمساجد والحمامات، لا يجدون حتى أين يشربون”.
وأشارت الفاعلة الجمعوية في حديث لهسبريس إلى أن “هناك فئة من الأشخاص في وضعية الشارع لا يصومون، مثل الأطفال الصغار، أو المرضى، وبالتالي يظلون بالجوع خلال النهار، بينما الذين يصومون لا يجدون أين يأكلون بعد أذان المغرب”.ويختلف رمضان هذه السنة عن رمضان السنة الفارطة بالنسبة للأشخاص في وضعية الشارع، ذلك أنه تزامن خلال السنة الفارطة مع الحجر الصحي، ما دفع الحكومة إلى إيوائهم، “بينما الآن، لا نعرف هل الدولة فكرت فيهم أصلا أم لا”، تقول رئيسة جمعية “كلنا معاك”.
واستنادا إلى المعطيات الصادرة عن وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، فقد بلغ عدد الأشخاص بدون مأوى الذين تم إيواؤهم خلال فترة الحجر الصحي أزيد من 6000 شخص.
وتمت عمليات الإيواء داخل 160 فضاء للتكفل بالأشخاص في وضعية الشارع، غير أن عددا كبيرا منهم عادوا إلى الشوارع بعد رفع الحجر الصحي رغم استمرار جائحة كورونا.وأشارت نسرين لوزي إلى أنّ عدد الأشخاص في وضعية الشارع بمدينة سلا، مثلا، “كبير جدا”، موردة أنّ حملات الإطعام التي تقوم بها الجمعيات لا تكفي من أجل توزيع المؤن الغذائية عليهم”، وأن “ما يعقّد وضعيتهم أكثر هو أنّ الناس يخشون من الاقتراب منهم، خوفا من فيروس كورونا”.
في هذا الإطار، أبرزت المتحدثة أنّ الأشخاص في وضعية الشارع لم يستفيدوا بعد من التلقيح ضد فيروس كورونا، رغم أنّ نسبة مهمة منهم يعانون من أمراض مزمنة، ومنهم مسنّون، وهم الأكثر عُرضة للإصابة بالفيروس، مضيفة أنه “من المؤسف جدا أن نسمع عن إجراءات لحماية فئات من المجتمع، مثل حماية النساء من العنف، ولا نسمع شيئا عن الإجراءات المتخذة لفائدة الأشخاص في وضعية الشارع”.
قد يهمك أيضا:
مغاربة يشتكون بطء عملية التلقيح ومصدر يكشف الأسباب
الإبراهيمي يحذر المغاربة خوفا من انتشار سلالات كورونا
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر