نظم عشرات المواطنين الجزائريين, اليوم الخميس, بمنطقة الدبداب التابعة إقليميا إلى دائرة عين أميناس التابعة لمحافظة إيليزي على الحدود مع ليبيا مسيرة سلمية للمطالبة بفتح الحدود البرية بين الجزائر وليبيا. ورفع منظموا المسيرة شعارات كتب عليها : " فتح الحدود مطلب إنساني وأخلاقي ", " فتح المعبر الحدودي مطلبنا " و " أبناء الدبداب يطالبون بفتح المعبر الحدودي " و " الشعب الجزائر والشعب الليبي دم واحد ".
وأرجع المحتجون المشاركون في المسيرة عن منطقة جانت والدبداب, مطلبهم هذا إلى الوضع غير الإنساني الذي يعيشه مواطنو المناطق الحدودية الليبية, بسبب انعدام المراكز الصحية المختصة في التكفل بالمرضى, خاصة النساء المقبلات على الولادة والمصابون بأمراض مزمنة, وازدادت الحالة سوءا ببعض المراكز الصحية الواقعة على مستوى منطقة "غات"، "البركت"، "تهالا"، "العوينات"، ما يستوجب، وفق منظمي هذه المسيرات تدخلا إنسانيا يراعي الجوانب الإنسانية والاجتماعية التي تربط البلدين.
وتعد هذه المسيرة الثانية من نوعها التي نظمها سكان المناطق الحدودية مع ليبيا في ظرف أسبوع واحد للمطالبة بفتح الحدود لمرور المواطنين العاديين، لاعتبارات إنسانية أو اجتماعية، تحت الرقابة الأمنية اللازمة .وأقدمت السلطات الجزائرية على إغلاق الحدود مع ليبيا ربيع 2014, بسبب اشتداد الصراع بين الفصائل الليبية في المناطق المتاخمة لأراضيها وأعلنتها مناطق عسكرية رفعت درجة التأهب في صفوف جنودها المنتشرين على طول الحدود, وبررت قرار إغلاقها الحدود بمخاوفها من دخول عناصر مسلحة لترابها, أو انتقال بؤرة الصراع إلى أراضيها.
واضطرت السلطات الجزائرية عام 2015 إعادة فتح جزئي للحدود مع ليبيا في معبر الدبداب دائرة عين أميناس الواقعة بمحافظة إيليزي أقصى جنوب البلاد, فقط بالنسبة لليبيين الداخلين إلى الجزائر, في وقت تخرج مساعدات إنسانية وأودية منها باتجاه الحدود الليبية.
وكان وزير خارجية الجزائر, عبد القادر مساهل, قد شدد في تصريحات صحافية أدلى بها منذ يومين, أن مشكل فتح الحدود مرتبط بعدة عوامل منها الجانب الأمني والهجرة غير الشرعية ", مضيفا أن " هناك عدة تحديات ينبغي رفعها في هذا المجال وعدة تهديدات وصعوبات تدفع إلى تسبيق أمن البلد ", مشددا على أن الأوضاع على الشريط الحدودي “ليست بالبساطة التي يتصورها البعض". وقال مساهل أن موريتانيا “هي الدولة الجارة الوحيدة التي لا يربطها بالجزائر مركز حدودي”, معلنا أنه سيتم " لأول مرة فتح مركز حدودي على مستوى منطقة تندوف وذلك في سبيل ولوج السوق الموريتانية والسنغالية وكذا إفريقيا الغربية "
وهناك أربعة مناطق حدودي تربط الجزائر بليبيا وتشكل خطر أمني كبير عليها, عملت الجماعات الإرهابية على تأسيس كيان لها وتحصين نفسها داخل مناطق ليبية حدودية, مستعينة بتدهور الأوضاع السياسية والأمنية داخل ليبيا, أبرزها منطقة " غدامس " تبعد بنحو 16 كلم فقط عن أول نقطة جزائرية, تعتبر موقعا استراتيجيا مهما جغرافيا، خاصة أنها لا تبعد عن تونس, تنشط بها كتيبة " الموقعون بالدماء " و " الملثمون " يمثلان الجناح العسكرية لجماعة " المرابطون ", ثاني منطقة تشكل خطر أمني كبير على الجزائر, منطقة " غات " الليبية الحدودية مع الجزائر, تربط بين مدينة إيليزي وجانت عبر منفذين صحراويين, ومسالك وتضاريس جد صعبة, تسهل عملية التهريب, لها ارتباط كبير بشمال مالي والنيجر وحتى تنظيمات " المسينا " و " بوكو حرام " بنيجريا وأيضا تنشط بهذه المنطقة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي, وهناك أيضا منطقة أوباري التي تشكل خطرا كبيرا, لكونها تشكل مجمع للتنظيمات الإرهابية بل تمثل سوقا دولية كبيرة لممارسة تجارتهم.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر