تفاصيل الأزمات بين المغرب وفرنسا قبل حرب التأشيرات
آخر تحديث GMT 02:11:38
المغرب اليوم -
ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية علي مدينة تدمر الي 92 شخصاً
أخر الأخبار

تفاصيل الأزمات بين المغرب وفرنسا قبل "حرب التأشيرات"

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تفاصيل الأزمات بين المغرب وفرنسا قبل

العاهل المغربي الملك محمد السادس
الرباط - كمال العلمي

بدأت خلال فترة الستينيات مع جنرال، وتكررت مع الحكومات الاشتراكية.. هكذا يؤرخ خبراء للأزمات التي كانت تشوب العلاقات المغربية الفرنسية منذ استقلال المغرب إلى غاية ما بات يعرف بالأزمة الصامتة، التي تتجلى حاليا في “حرب التأشيرات”، وبعث رسائل مشفرة من قبل الإليزيه، في ظل إرث ديبلوماسي وسياسي تاريخي لا يمكن للبلدين تجاوزه.دون الرجوع كثيرا إلى الوراء، يذكّر مهدي منشيد، أستاذ جامعي وباحث في العلاقات الدولية، بالصراع الذي اتسمت به العلاقات المغربية الفرنسية خلال ثمانينيات القرن الماضي، خصوصا بعد انتصار فرانسوا ميتران وصعود الاشتراكيين إلى الحكم، حيث بدأت ملامح هذه الصراعات والتوترات تظهر من خلال تقارير حول وضعية حقوق الإنسان، خاصة مع ما كان يعيشه المغرب من مشاكل جراء ما كان يعرف بسنوات الجمر والرصاص، بالإضافة إلى تزامن ذلك مع أحداث يونيو 1981 بمدينة البيضاء، واعتقال الزعيم الاشتراكي عبد الرحيم بوعبيد وبعض رفاقه، مما أدى إلى بعض التوترات. لكن الصراع لم يكن دائما سببه وضعية حقوق الإنسان، يقول منشد، مضيفا أن هذا الملف يستعمل فقط من أجل الضغط على المغرب وجني مكتسبات اقتصادية وسياسية جديدة.

صراع آخر، يتابع الباحث في العلاقات الدولية، ترجمه كتاب “صديقنا الملك”، الذي كان سابقة في تاريخ المنشورات الفرنسية، حيث أساء إلى شخص الملك الراحل الحسن الثاني والمغرب، علاوة على موقف دانييل ميتران، زوجة الرئيس ميتران التي كانت تدعم الانفصاليين.هذه السحابة السوداء ليست الوحيدة التي خيمت على العلاقات بين باريس والرباط، لكن كانت هناك بعض الانفراجات في عهد الرئيس جاك شيراك ونيكولا ساركوزي، بالرغم من أنه في عهد شيراك كانت الحكومة اشتراكية وعرفت مرحلتها نوعا من التوترات.

العلاقات المغربية الفرنسية هي علاقات ود وخصومة في الوقت نفسه، يقول الباحث ذاته، مشيرا إلى أنه كلما هُددت المصالح الاقتصادية الفرنسية في المغرب استعملت فرنسا أوراقا ضد المملكة من أجل الضغط عليها، وهو الأمر نفسه الذي يعيشه المغرب حاليا في عهد الرئيس إيمانويل ماكرون. وأضاف أن وزن فرنسا في المغرب بدأ يتراجع بشكل تدريجي، حيث عمل المغرب على تنويع شركائه، وتوجه نحو الصين وروسيا وأمريكا وإسرائيل، كما نوع أسواق أسلحته واتفاقياته العسكرية، مما جعل فرنسا متخوفة من ضياع موقعها في منطقة المغرب العربي عموما والمغرب خصوصا.

وتابع منشيد قائلا: “الموقف الإسباني والألماني من قضية الصحراء وتجاوزهما الموقف الفرنسي أدى إلى تراجع مكانة فرنسا، التي كانت الشريك التجاري رقم واحد، إلا أن إسبانيا صارت تحتل الآن هذا المركز، والشيء ذاته النسبة إلى ألمانيا، علاوة على العلاقات الاستراتيجية مع كل من أمريكا وإسرائيل”.من جهة أخرى، أكد الباحث ذاته أن فرنسا ترى أن المغرب يضايق وينافس تغلغلها التاريخي في إفريقيا، ويسهل دخول العديد من الدول الحليفة له، والتي تربطه بها علاقات تجارية من أجل الاستثمار في القارة السمراء، الشيء الذي تعتبره فرنسا بمثابة سهام موجهة إليها.

وبالنسبة إلى أزمة التأشيرات، أوضح منشيد أن “هذا الأمر لا يشير إلى عمق الإشكال المغربي الفرنسي، إلا أنه من خلال ما عاشته العلاقات التاريخية بين البلدين يمكن القول بأن البلدين سيجدان صيغا لتجاوز هذه المرحلة واحترام تاريخهما المشترك ومصالحهما المشتركة، خاصة أن باريس تعلم أن لها مصالح استراتيجية في المغرب، كما أن المغرب يعتبر فرنسا شريكا تاريخيا، خاصة أن باريس طالما دافعت عن الموقف المغربي في مجلس الأمن، وهي دولة لها حق الفيتو، لكن شعورها بالتهديد جعلها تدخل المنطقة الرمادية وتلوح من بعيد بأن موقفها يمكن أن يتغير”، مستبعدا أن يذهب مسار العلاقات بين البلدين إلى العمق أو القطيعة.

أحداث وصراعات
حسن بلوان، الباحث في العلاقات الدولية، عاد إلى فترة الستينيات ليذكر بأول أزمة دبلوماسية بين المغرب وفرنسا بعد الاستقلال، والتي تعود إلى سنة 1960 في عهد الجنرال ديغول، الذي قام بتجارب نووية في الصحراء الشرقية إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، وهو ما أثار حفيظة الملك محمد الخامس آنذاك، الذي احتج أمام الأمم المتحدة وحشد دعم الدول الإفريقية لإدانة هذه التجارب.

وتجددت الأزمة الدبلوماسية أثناء ثورة التحرير الجزائرية، حيث ساند المغرب الرسمي والشعبي المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، فردت فرنسا برسائل شديدة اللهجة كادت تعصف بالعلاقات المغربية الفرنسية.بدوره وصف بلوان الأزمة بين البلدين في عهد ميتران بأصعب الأزمات السياسية، حيث تحول الموقف الفرنسي من داعم لقضية الوحدة الترابية إلى موقف ملتبس لعبت فيه زوجة ميتران دورا سلبيا في معاكسة مصالح المغرب، إضافة إلى تقربها من الجزائر والفكر الانفصالي. وأضاف أن السيناريو نفسه تكرر مع حكومة فرانسوا هولاند اليسارية. ورغم أن هذا الأخير حاول تلطيف الأجواء مع المغرب والتخفيف من حدة التوتر بالاتصال بالملك محمد السادس، لكن زيارة الشرطة الفرنسية للسفارة المغربية كانت رسالة غير ودية من قبل فرنسا هولاند تجاه حليف تقليدي واستراتيجي من حجم المغرب.

وبخصوص الوضع الحالي، أوضح بلوان أن العلاقات بين المغرب وفرنسا ماكرون تمر بأزمة صامتة دون الجزم بوصولها إلى درجة القطيعة، مضيفا أن المثير في أزمة الصمت الحالية أنها تأتي في ظل رئيس وسطي لا ينتمي إلى اليسار ويمتح من الفكر اليميني القريب دائما من المغرب.وأضاف أن الحكومات اليسارية بفرنسا تتجه دائما نحو الجزائر، وتحاول بعث رسائل إلى المغرب دون الوصول معه إلى قطيعة نهائية، لذلك يفضل المغرب حكومات يمينية قريبة من همومه ومدافعة عن مصالحه، مشيرا إلى أن “الجديد الآن هو وجود حكومة وسطية حاول فيها ماكرون اللعب على الحبلين المغربي والجزائري، حيث زار بعد انتخابه لأول مرة المغرب متبوعا بالجزائر، فيما قام بالعكس في ولايته الثانية”.

وخلص المتحدث ذاته إلى أنه لا يمكن تصور انقطاع تام في حبل العلاقات المغربية الفرنسية، حيث نجحت فرنسا في النفاذ إلى نخبة معتبرة داخل المغرب، كما طور المغرب شبكة علاقات متميزة مع مجموعة من السياسيين الفرنسيين، وكسب مجموعات ضغط تدافع عن مصالحه داخل فرنسا وداخل الاتحاد الأوروبي.

زيارة ماكرون
قال مصطفى طوسة، إعلامي ومحلل سياسي مقيم بفرنسا، إن الخلافات الأخيرة بين البلدين ظهرت جليا حينما طلبت فرنسا من المملكة رجوع أبنائها من المهاجرين غير الشرعيين، مشيرا إلى أن المفاوضات المتعلقة بهذا الموضوع وصلت إلى الباب المسدود، مع رفض المغرب عودة هؤلاء المهاجرين.من جهة أخرى، أوضح طوسة أن هناك خلافات صامتة طفت على سطح العلاقات بين الرباط وباريس، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، مضيفا أن المملكة حاولت إقناع السلطات الفرنسية باتباع المسار نفسه، وتسجيل اعتراف رسمي بمغربية الصحراء، لكن ذلك قوبل بتحفظ فرنسي، ولعل هذا ما يبرر رسائل الخارجية المغربية الداعية إلى الخروج من المنطقة الرمادية وتبني مواقف واضحة فيما يتعلق بالصحراء المغربية.

وتابع المتحدث ذاته أن ما أثار حفيظة الفرنسيين هو التحالف الثلاثي بين المغرب وأمريكا وإسرائيل على إثر اعتراف أمريكا بمغربية الصحراء، وهي خطوة استراتيجية خدمت المصالح المغربية، لكنها لم ترق للسلطات الفرنسية التي اعتبرتها بمثابة منافسة لها ستحاول تقليص نفوذها وقوتها بالمنطقة.

أزمة أخرى، يتابع المحلل السياسي ذاته، طفت على السطح بسبب قضية بيغاسوس، التي اتهم المغرب على إثرها بالتجسس على الطبقة السياسية الفرنسية، بمن فيها الرئيس الفرنسي ماكرون. ورغم أن البلد لم يتخذ موقفا من المغرب بخصوص هذا الملف، فقد ترك ذلك أثرا خفيا على العلاقات بين الرباط وباريس، يقول طوسة.وأضاف أن فرنسا تحاول من خلال مواقفها ممارسة نوع من النفوذ على المغرب، سواء من خلال التوجه إلى الجزائر أو تونس، لكنها في الوقت ذاته تعلم أنها محاصرة ولا تملك خيارات عديدة غير الاعتراف بمغربية الصحراء.

وتابع قائلا: “هناك رهان كبير يحوم حول الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي للمغرب على اعتبار أنه في حالة حدوثها ستحمل معها تطورات جديدة للدبلوماسية الفرنسية تجاه أزمة المغرب العربي الأولى وهي أزمة الصحراء، وحوار جدي بين البلدين قد تنتزع الدبلوماسية المغربية بموجبه اعترافا رسميا بمغربية الصحراء، وتطوي هذا الملف، خاصة أن الموقف الفرنسي مهم ومؤثر في مواقف عدد من الدول الأوروبية”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

مخاوف من تأثر العلاقات المغربية الفرنسية بعد تشبيه الرميد باريس بـ"طالبان"

لارشي يشيد بجودة العلاقات المغربية الفرنسية بين البلدين

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاصيل الأزمات بين المغرب وفرنسا قبل حرب التأشيرات تفاصيل الأزمات بين المغرب وفرنسا قبل حرب التأشيرات



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 10:12 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي
المغرب اليوم - بيب غوارديولا يكشف سبب تمديد تعاقده مع مانشستر سيتي

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%

GMT 16:24 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

كيفية إنشاء أحداث خاصة في تطبيق واتساب

GMT 20:46 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

الحكومة المغربية تُصادق على إحصاء السكان

GMT 11:04 2023 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

صافرات الإنذار تدوي في مستوطنات غلاف غزة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib