الرباط - كمال العلمي
انتقد حزب «فيدرالية اليسار الديمقراطي المغربي» (حزب يساري ممثل بمقعد واحد في مجلس النواب)، الحكومة التي يقودها عبد العزيز أخنوش رئيس حزب «التجمع الوطني للأحرار»، معتبراً أنها تخضع للوبيات.وجاء في تقرير سياسي قدمه المكتب السياسي للحزب أمام مجلسه الوطني الذي انعقد مساء السبت ببوزنيقة (جنوب الرباط)، أن «الحكومة لها خلفية نيوليبرالية وتخضع للوبيات الاقتصادية والمالية، ما جعلها عاجزة عن اتخاذ أي قرار جريء وفعال في مواجهة موجة الغلاء».
وقال التقرير: «إننا نعيش التجلي الواضح لزواج المال والسلطة، من خلال حكومة تخدم بشكل مفضوح مصالح الرأسمال الاحتكاري والرجعي»، مضيفاً أن «الأوضاع المقلقة في بلادنا، بل المزعجة وغير المطمئنة والمفتوحة على كل الاحتمالات، نتيجة طبيعية لإصرار الدولة على نهج نفس الاختيارات، والتوجهات السياسية التي تكرس الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المركبة والبنيوية».وأشار التقرير إلى أن موجة الغلاء استمرت رغم تراجع أسعار المواد في الأسواق العالمية وتكلفة اللوجستيك.
والأدهى من ذلك، يضيف التقرير، جاء قانون المالية (الموازنة) لسنة 2023 مليئاً بالهدايا الجبائية لصالح الرأسمال الكبير»، في إشارة إلى التحفيزات الضريبية لصالح الشركات الكبرى.وانتقد الحزب «عدم تحسين دخل عشرات الآلاف من الموظفين والعمال، دون الالتفات إلى وضع الهشاشة الذي تعيشه المقاولات الصغيرة جداً والصغيرة والمتوسطة بعد الجائحة؛ الشيء الذي أدى إلى إفلاس آلاف منها».
وحذر الحزب من «تغول الرأسمال الريعي الاحتكاري، والمضاربين في مختلف المجالات والقطاعات، الذي لم يقابله أي إجراءات حقيقية للتحكم في نسب التضخم».واورد التقرير أن «الحزب تقدم بمجموعة من الاقتراحات، منها تسقيف أرباح منتجات المواد الأساسية، والعودة لسياسة تأطير أسعارها، وتخفيض الضريبة عن القيمة المضافة، وإعادة تشغيل شركة تكرير النفط المتوقفة (لاسامير)، ووضع آليات للترخيص المسبق لتصدير المواد الفلاحية».
وفي المجال السياسي، أشار البيان إلى «وقوع تردٍ غير مسبوق لمفهوم السياسة، ولصورة الفاعل السياسي؛ وهو تردٍ يتجلى في احتواء أغلب النخب السياسية».وأشار التقرير إلى أن هذه الدورة هي الثانية للمجلس الوطني للحزب، التي تنعقد في ظل ظرفية سياسية مركبة التعقيد، وشديدة المخاطر والانعكاسات السلبية على حياة المواطنين والمواطنات على جميع المستويات».وكان حزب «فيدرالية اليسار» عقد مؤتمراً وطنياً اندماجياً بين عدد من مكوناته في شهر ديسمبر (كانون الأول) 2022، تحت شعار «مسارات تتوحد، يسار يتجدد».وضم الحزب الجديد في صفوفه 3 يسارية؛ هي حزب «الطليعة الديمقراطي الاشتراكي»، وحزب «المؤتمر الوطني الاتحادي»، و«الحزب الاشتراكي الموحد»، وجرى اختيار عبد السلام لعزيز أميناً عاماً للحزب من طرف أعضاء مكتبه السياسي.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أخنوش يُصرح أن "حزب الأحرار"لا يشتكي من العفاريت و يعيش بصحة جيدة
المغرب والبرتغال يوقّعان 12 اتفاقاً في مجالات استراتيجية
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر