الرباط -المغرب اليوم
في مثل هذه الأزمات التي نعيشها اليوم يكون التعاون الإقليمي والدولي ضروريا، فجميع الدول تعيش نفس الرهانات والتحديات، وتحارب نفس الفيروس الذي لا نراه بالعين المجردة ولا حتى بالمجهر العادي.فإذا كانت الأوضاع في الضفة الشمالية من البحر الأبيض المتوسط أكثر مأساوية بتسجيل مئات الوفيات بشكل يومي في إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وسويسرا وألمانيا، فالوضع في جنوب المتوسط أقل خطورة، لكنه في مقابل ذلك مفتوح على جميع السيناريوهات الممكنة.
فدول جنوب المتوسط خاصة المغرب والجزائر وتونس تضع صوب أعينها السيناريو الأسوأ، الذي لا نتمناه أن يقع، ولذلك أغلقت جميع حدودها وانكبت على حصر الفيروس، ويبدو أن مقارباتها لحصر هذه الجائحة متشابهة، بإعلانها تطبيق الحجر الصحي الصارم، وانتظار الفرج ورحمة السماء والتوصل إلى مصل فعال.لتبادل وجهات النظر والاستراتيجيات، أجرى الملك محمد السادس والرئيس التونسي قيس سعيد، مكالمة هاتفية يوم الثلاثاء الماضي، بشأن تفشي فيروس كورونا، ومن المؤكد أن المحادثة بينهما تناولت الأوضاع الصحية في كل من البلدين، وقد تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون والاستفادة من تجربة كل بلد في مواجهته لجائحة كورونا”.
ويبدو من خلال البلاغ الذي نشرته رئاسة الجمهورية في تونس، أن زعيمي البلدين لهما الكثير من الاستراتيجيات المشتركة، وهي الاستراتيجيات التي أتبثت نجاعتها في الصين، والمتعلقة بحالة الطوارئ وبالحجر الصحي على وجه الخصوص، غير أن الرئيس التونسي قيس سعيد دعا الملك محمد السادس إلى اعتماد مقاربة مختلفة عن المقاربات السابقة، دون أن يفصل فيها بلاغ رئاسة الجمهورية.
رغم ذلك فالبلاغ حمل بعض القراءات، حيث أن الرئيس التونسي قيس سعيد أشار إلى أهمية مبادرة بلاده الرامية إلى الدفع نحو اتخاذ قرار من قبل مجلس الأمن الدولي لمعالجة الوضع الصحي الناجم عن تفشي هذا الوباء في مختلف بلدان العالم، بينما للملك محمد السادس وجهة نظر أخرى، حيث أكد لرئيس تونس على ضرورة أن تكون المقاربة إقليمية إلى جانب مقاربة الوضع على المستوى العالمي.
وقد يهمك ايضا:
رئيس تونس يهاتف الملك محمد السادس بشأن مستجدات وباء كورونا
أطباء الجيش المغربي يشاركون في معركة "كورونا"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر