الرباط - المغرب اليوم
تسعى منظمة شبيبة حزب الأصالة والمعاصرة المشارك في الأغلبية الحكومية إلى توسيع هامش استقلاليتها عن الحزب، بما يتيح لها التعبير عن مواقفها إزاء مختلف القضايا باستقلالية أكبر، وتعزيز مواردها المالية، وهي النقطة التي استأثرت بحيز مهم من النقاش الذي دار خلال لقاء تشاوري للمنظمة، أمس الجمعة، مع المجلس الوطني، والمكتب السياسي للحزب، تمهيدا لمؤتمرها المقبل.
ويبدو أن الهدف الأكبر من وراء سعي منظمة شبيبة الأصالة والمعاصرة إلى “الاستقلال” عن الحزب هو الحصول على الدعم العمومي الممنوح من طرف الدولة، وهو الطموح الذي لا ينظر إليه المكتب السياسي للحزب بارتياح.
هذا الهدف يتضح من خلال الورقة التأطيرية التي تُليت في بداية اللقاء التشاوري، والتي جاء فيها: “لا ينبغي أن نفهم أن الاستقلالية هي الجواب الشافي عن كل المعيقات، صحيح أن الاستقلالية سوف تيسر من عمل المنظمة خاصة في الشق المتعلق بالدعم المخول قانونيا لها من طرف مؤسسات حكومية، إلا أنها ستكون بدون جدوى ما لم توضع في سياق استراتيجي ومُفكّر فيه للعمل، وعليه فإن استقلاليتها لا ينبغي النظر إليها بمنطق استقلاليتها عن القرار السياسي للحزب”.
في المقابل، أبدى أحمد اخشيشن، عضو المكتب السياسي للأصالة والمعاصرة، تحفظه على النقطة المتعلقة بالحصول على الدعم، الواردة في أرضية اللقاء التشاوري الذي جمع اللجنة التحضيرية لمؤتمر الشبيبة مع المجلس الوطني والمكتب السياسي، واعتبرها مسألة “ثانوية”.
اخشيشن خاطب أعضاء منظمة شبيبة الحزب قائلا: “ما ورد في الأرضية بخصوص الحاجة إلى الاستقلالية القانونية والتنظيمية من أجل الحصول على موارد، نعتبرها نحن في المكتب السياسي مسألة ثانوية”، مضيفا: “الأساس هو أن نربط، كحزب سياسي، مع المنظمة علاقات من الجيل الجديد، أي إن البام لا يجب أن يكون كتلة متجانسة، بل مكونات تربط بينها مرجعيات مشتركة وطموح نحو مستقبل نتطلع إلى المساهمة فيه بشكل جيد، ولكن لكل مكون خصوصيته”.
وربط المتحدث ذاته استمرار جزء من أعطاب الطبقة السياسية في المغرب بعدم “قدرة هذه الأخيرة على صياغة الأجوبة المنتظرة للقضايا والإشكاليات المطروحة نتيجة عدم القدرة على الإنصات للأصوات التي لم تراكم بعد المشروعية الكافية التي تخول لها فرض رأيها، وتعبّر عنه في المنابر التي لديها المشروعية، وهذا هو حال الشباب”.
وأضاف: “الشباب الذي لم يصل بعد إلى مستوى معين في مساره المهني، ولم يتمكن بعد من بناء وجوده داخل القضاء العام، لا يجد من ينصت إليه، إلا في حالات نادرة، إضافة إلى أنه يعاني من وصايات متعددة، في حين إن القضايا التي يعيشها، ويفكر فيها، ويتعاطى معها، هي في صلب القضايا التي يعيشها المجتمع، حاليا، أو سيعيشها مستقبلا”.
اخشيشن دعا شبيبة حزبه إلى الانكباب على تقديم أجوبة للقضايا المستقبلية، قائلا: “نحن، كغيرنا من التنظيمات السياسية، ندبر القضايا ذات الراهنية، ولكن الأسئلة الحقيقية التي يواجهها المجتمع، والتي على أساسها وُجدت التنظيمات السياسية، هي ما سيأتي مستقبلا، وماهي الأجوبة الممكن تقديمها على ما هو آت، وهذا هو ما ننتظره من الشباب”.
وأضاف: “غرضنا ليس هو أن يكون لدينا في الحزب تنظيم للشباب، بل أن يكون لدينا إطار يتم التداول داخله في قضايا راهنية لديها علاقة بروح العصر، نستنبط منها الأجوبة السياسية التي يجب أن نقدمها، وهذا هو العقد الذي يربطنا وإياكم”.
وذهب اخشيشن إلى القول: “بالنسبة إلينا، الشبيبة ماشي كُوري كنعلفو فيه العجول باش يولّيو بْگر، أي إن غرضنا ليس هو تحضير قيادات سياسية من الشبيبة”، مضيفا: “الأساسي الآن هو أن تبنوا تنظيما قادرا على فهم روح العصر وعلى فهم ما هي رهانات المجتمع، وماهي انتظارات الشباب في الحواضر والبوادي، وغيرها من القضايا التي تهم المجتمع”.
قد يهمك أيضاً :
سميرة سيطايل تطلق مدفعيتها نحو أحمد اخشيشن بسبب حادثة ابنته
النيابة العامة تتابع ابنة أحمد اخشيشن بتهمة القيادة من دون رخصة
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر