الرباط _ المغرب اليوم
تمسك القيادي اليساري البارز محمد بنسعيد آيت إيدر بـ”الشمعة”، رمز الحزب الاشتراكي الموحد، في ظل الانشقاقات الأخيرة التي عرفها الحزب بعد قرار أمينته العامة خوض الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بشكل مستقل، نائية به عن الترشح المشترك تحت لواء “فيدرالية اليسار الديمقراطي”، التي تضم أيضا حزبي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والمؤتمر الوطني الاتحادي، ورمزها “الرسالة”. وفي رسالة وجهها أيت إيدر إلى المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد، قال إن هذه الدورة تعقد في ظل “ظروف صعبة جدا على الحزب، بعد انشقاق نتأسف له، وهو وضع مؤلم. ولكن عزيمتكم
وصمودكم ووفاءكم لقيم اليسار وقيم الحزب، هو ما سيوجه عملنا في حماية الحزب وتحصينه، ومعه مشروع توحيد اليسار المناضل على قاعدة الوضوح والاحترام”. وأضاف أيت إيدر: “نحن مقبلون على انتخابات برمز الشمعة، وقد عملتم بقوة وجهد واجتهاد، قيادة وقواعد، في فترة وجيزة وشروط صعبة، ونجحتم في تغطية مهمة، وأتمنى أن تتكلل هذه المجهودات بنتائج إيجابية لأن الرهانات كبيرة، وأنتم قادرون على التحدي بعزيمتكم وما أبنتم عنه من تآزر بمختلف مكونات الحزب ومختلف الآراء التي تتفاعل داخله”. وتشبث القيادي بنسعيد آيت إيدر بـ”الحزب الاشتراكي الموحد”، قائلا في
رسالته: “حين أقف إلى جانبكم وأدعو إلى التصويت على رمز الشمعة، رمز الأمل في مغرب متقدم وآمن وموحد، فإنني أدعوكم إلى عدم الدخول في معارك مع الرفاق الذين كنا نستعد بصدق للتوحد معهم، وأن نميز الخصوم الحقيقيين، لأن الساحة والمعارك النضالية والطريق ستجمعنا”. وجاء في الرسالة أيضا أن مشروع توحيد اليسار “مازال مشروعنا، ربما بصيغة أخرى وآليات أخرى، ولكنه ضروري وقائم يفرض نفسه، وهو مشروعنا في الأصل. وأنا أرى أن نترفع عن المعارك الصغرى حتى لا تلهينا عن البناء وعن المعارك الحقيقية الكبرى، التي أعتبر الانتخابات إحداها”.
بهذا الخصوص، قال جمال العسري، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، إن هذه الرسالة قد أتت في سياق “عقد المجلس الوطني للحزب، في دورة عادية مساء السبت خصصت لمجموعة من النقط، من بينها الإعداد للانتخابات والمصادقة على قرار المكتب السياسي خوضها برمز الشمعة”. وأضاف العسري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “بنسعيد آيت إيدر هو عضو المجلس الوطني وحضوره مسألة عادية، لأن هذا الرفيق منذ مغادرته لمهام الأمين العام لمنظمة العمل الديمقراطي الشعبي، ما زال يواكب أشغال كل الاجتماعات والمؤتمرات واجتماعات
الحزب وهيئاته، ومن بينها هيئة المجلس الوطني الذي هو عضو منتخب فيها”. وزاد عضو المكتب السياسي للاشتراكي الموحد بأن “مراسلة الرفيق المجاهد آيت إيدر جاءت عبارة عن مداخلة بعدما اعتذر عن الحضور نظرا لظروف الجائحة، فأرسل مداخلته للحزب مكتوبة وفيها نقط أساسية، أولها: إعلان تشبثه بالحزب الاشتراكي الموحد وتحياته العالية لرفاقه في المجلس الوطني والمكتب السياسي، وبالخصوص للرفيقة الأمينة العامة”. أما النقطة الثانية، وفق المتحدث، فـ”قال فيها آيت إيدر، الذي بذل مجهودات كبيرة حتى لا يصل الحزب إلى ما وصل إليه من استقالات، وكان شجاعا
وواضحا كعادته، وسمى الأشياء بأسمائها، (قال) إن ما وقع انشقاق يتأسف له”. والنقطة الثالثة، تأكيده على ضرورة العمل والتجند لحماية الحزب الاشتراكي الموحد، وتحصينه من كل المحاولات الرامية إلى تدميره”. رابع النقط في رسالة آيت إيدر، حسب العسري، “تجديده التأكيد على إيمانه القوي بمشروع توحيد اليسار المناضل، ولكن على قاعدة أساسية هي الوضوح والاحترام المتبادل”، والنقطة الخامسة هي “دعوات، أولاها موجهة إلى المواطنين والمواطنات للتصويت للشمعة، رمز الحزب الاشتراكي الموحد، والثانية موجهة إلى رفاقه في الحزب للابتعاد عن المعارك التي يسميها
بالصغيرة ضد رفاقنا أو ضد بعضنا البعض، والثالثة إلى باقي قوى اليسار للابتعاد عن المعارك الصغرى والانتباه للمعارك الكبرى”. وسجل عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد أن رسالة محمد بنسعيد أيت إيدر إلى المجلس الوطني قد لاقت قبولا كبيرا في صفوف أعضاء المجلس الوطني، وفي صفوف كافة مناضلي ومناضلات الحزب في ربوع الوطن. وقال: “الأكيد أن القيادة السياسية، سواء المكتب السياسي أو المجلس الوطني، ستأخذها بعين الاعتبار، وسوف تعتبرها بوصلة لها في المهام المنوطة بالحزب في المراحل القادمة”.
قد يهمك ايضا
الساسي يستقيل من "الاشتراكي الموحد" ويتشبث بفدرالية اليسار الديمقراطي
نبيلة منيب تنتقد المنسحبين من الحزب الاشتراكي الموحد وتصفهم "بالتابعين"
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر